|
اريحا مدينة القمر ..الحركة السياحية تعاني ركودا شل مرافق المدينة العريقة
نشر بتاريخ: 04/02/2006 ( آخر تحديث: 04/02/2006 الساعة: 21:23 )
اريحا- معاً - يعتبر الخبراء الأثريون أن مدينة أريحا هي من أقدم مدن فلسطين إذ يرجع تاريخها إلى العصر الحجري القديم أي نحو 7000 سنة قبل الميلاد بل يذهب البعض منهم إلى أنها اقدم مدينة في العالم قائمة حتى اليوم.
وقد حدد الخبراء موقع أطلالها عند تل السلطان الذي يقع على بعد 2 كيلو متر شمالي المدينة الحالية بالقرب من نبع عين السلطان. اريحا تلك البوابة الكبيرة التي دخلها الغزاة عبر حددوها الشرقية قاصدين ارض فلسطين قبل الاف السنين باحثين عن ثرواتها وخيراتها وخصوبة اراضيها وتميز مناخها ومحاصيلها الزراعية المتنوعه والتي تتميز بطعمها ومذاقها الخاص. ولاريحا مرافقها السياحية المنتشرة هنا وهناك من مدينة القمر كما يحلو للبعض ان يطلق عليها ,ففيها قصر هشام بن عبد الملك ، واريحا القديمة وديرقرنطل وعين السلطان النهر الذي ينبع من داخل الجبال بطريقة سحريه رائعه وعين جدي وعين الفشخة وعين الديوك وعين العوجا في شمال اريحا كلها مرافق سياحيه وحيويه يقصدها عشرات الالاف من السياح والزوار من شتى مناطق العالم , ليتمتعوا بجمالها وبسحرها الاخاذ والتي يجدب الناظر اليها طويلا . الحديث عن الوضع السياحي في محافظة اريحا يقودنا مباشرة الى الوضع السياسي التي تعيشه مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة فالحصار والاغلاق والاجتياحات وما يرافقها من قتل وتخريب للممتلكات والمرافق المتنوعه كل ذلك يعكس صورة سيئه للوضع السياسي والامني التي تعيشه المنطقة الفلسطينية بشكل عام . فلا يستطيع الباحث والمتابع لمجريات الامور في محافظة اريحا ان يعزل هذا الواقع الصعب والقاسي عن بقية المدن الفلسطينية فهناك ارتباط وثيق ومؤثر بين الوضع السياسي والسياحي , ولا احد يستطيع ان يفصل الجانيبين عن بعضهم البعض. فعند تجوالنا للمرافق السياحية في اريحا والتي هي مقصد وهدف السياح والزوار وجدناها فارغه من ضيوفها وزوارها ولم نجد الا الموظفين والعاملين الذين يبدون ويظهرون الحسره على الوضع الذي يمر به الوضع السياحي فهناك على سبيل المثال العديد من المتنزهات والاماكن السياحية المنتشرة على خط اريحا نابلس لا تجد فيه الزوار ولا السائحين الذين كانوا يتدفقون على مدينة ما قبل الانتفاضة الاولى فلا تجد في هذا الشارع موطيء قدم من شدة الازدحام وحركة السيارات الممتلئه بالزوار والسائحين هذا الشارع الذي يطلق علية شارع المنتزهات يشكو الان من حالة الركود والكساد وحتى ان معظم العاملين في هذة الاماكن فقدوا وظائفهم وقوت اولادهم فتوجهوا الى العمل في المصانع والمزارع الاسرائيلية القريبة من منطقة اريحا بحثا عن لقمة العيش التي اصبح الحصول عليها في المنطقة الفلسطينية صعب المنال. وسألنا احد العاملين في مجمع تل فريك وهو علاء سدر فقال ان المنظر العام لهذاالمرفق السياحي الكبير وهو خال من الزائرين ,يغني عن الحديث والوصف ,فانتم تلاحظون ان الحركه بطيئه وضعيفه ولا يوجد اي شي يمكن التنبؤ به في المستقبل ,فالوضع في ركود وجمود لا نستطيع الحديث اكثر من ذلك وبعد ذلك توجهنا الى قصر هشام الاثري وهو من المرافق السياحيه الهامه في اريحا لانه يشكل ويدلل على الفن المعماري والهندسي الذي وصل اليه المخططون منذ القدم ,وكان مناره سياحية ياتي اليها الزوار من كل جانب ليدققوا بمعالمه واشكاله الهندسية المعبره عن الفن الذي وصل اليه الرعيل الاول من التخطيط،والبناء فهذا المرفق او المعلم البارز يشكو كغيره من قلة الزائرين والسائحين. فنجد اكثر الذين يتوجهون اليه هم طلاب المدارس وبعض الرحلات الخاصة اي ان السياحه فية تعتمد على مواسم معينه ومحدودة في كل عام ,الا اذا سمحت الظروف السياحية باكثر من ذلك فحتى الوضع السياسي لا يسمح للاجانب الدخول الى مناطق السلطة الفلسطينية فيتم اعادتهم عبر الحواجز المنتشرة على مدينة اريحا . تعتمد السياحة في اريحا في الوقت الحاضر على المواطنين القادمين من مناطق الضفة الغربية حيث ياتون اليها كضيوف او زواريقضون بعض الوقت ثم يعودون الى مناطقهم او اولئك الذين يمرون عبر اريحا متوجهين الى الاردن ,وفي بعض الحالات يتم منعهم من الدخول الى اريحا عبر الحواجز الاسرائيليه القابضه على رقاب العباد والبلاد . فبعد الحديث عن المرافق السياحية في مدينة اريحا استطلعنا اراء بعض اصحاب المحلات الذين كانوا يعتمدون في بيعيهم على الزوار القادمين من الخارج فقال لنا احد العاملين فيه وهو علي الولجي" ان الوضع ليس على مايرام.. هناك بعض الزوار ياتون من مناطق رام الله والقدس وبيت لحم يتجولون في السوق فالحظ احيانا يلعب دورا في وصول الزبائن الينا من كثرة المعروض من الخضار والفواكه وقلة الزبائن القادمه من الخارج ,ووجود العديدمن المحلات التي تبيع الخضار . ففي السابق كان السياح والزائرون يتدفقون من الضفة الغربية ولم نجد متسعاً لاستعابهم في محلاتهم من كثرتهم ولم نستطع ان نلبي جميع مطالبهم , اما اليوم فمعظم الخضار مكدسه بعضها فوق بعض والبعض الاخر يتعرض للخراب . وسالت صاحب بسطة خضار يبيع بجوار المسجد عن الوضع العام اي حركة السوق ,فقال ابو كايد انت ترى بام عينك ونرجو من الله ان يتحسن الوضع في المستقبل . هذة حقيقة الوضع السياحي في مدينة اريحا حيث تتقاذفها الامواج السياسية من كل جانب فلا استقرار ولا هدوء يطمئن الزائر في منتقطنا, فيبقى الوضع السياحي مرهون بالوضع السياسي المتأزم فالمواطن الفلسطيني يأمل ان يتحسن الوضع العام ويتحقق الامل المنشود في عودة السياحة الفلسطينية الى سابق عهدها. |