|
في اعقاب اقتحام مقرها من قبل طلبة غاضبين: بعثة التواجد الدولي في الخليل تقرر مغادرة المدينة
نشر بتاريخ: 08/02/2006 ( آخر تحديث: 08/02/2006 الساعة: 15:55 )
الخليل- معا- أعلن رئيس البعثة الدولية في الخليل "آرستن أوفركل" عن نية البعثة مغادرة مدينة الخليل, في أعقاب قيام مئات الطلبة باقتحام مقر البعثة وتدمير محتوياته, خلال مسيرة منددة بإساءة عدد من الصحف الاوروبية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال رئيس البعثة الدولية في مؤتمر صحافي عقب اجتماع ضم اعضاء البعثة ومسؤولين فلسطينيين واسرائيليين في مدينة الخليل:" قررنا أن نغادر الخليل بأفرادنا الـ 73 من 6 دول اوروبية بعد الدمار الذي لحق بنا, ونأسف لما حدث". وأضاف أوفركل:" كنا نعيش بأمان ولكن ما حدث اليوم غيّر الوضع, وحفاظاً على أفراد البعثة سنضطر للمغادرة, ونأمل ان نعود في القريب العاجل". يذكر أن المئات طلبة المدارس في الخليل اقتحموا اليوم مقر البعثة الدولية في المدينة وحطموا محتوياته, قبل أن تتدخل الشرطة الفلسطينية لتفريقهم, واعتقال عدد منهم. واستنكرت العديد من الشخصيات والقوى الفلسطينية الاعتداء على مقر البعثة الدولية, مطالبين الجماهير بضبط النفس. ودان الدكتور صائب عريقات مسؤول ملف ملف المفاوضات في السلطة الوطنية الفلسطينية الاعتداء على مكاتب التواجد الدولي معتبرا ذلك تعدي على المصلحة الوطنية العليا. واضاف عريقات في اتصال هاتفي مع مراسلنا في الخليل " يجب علينا كفلسطينيين حماية التواجد الدولي في الخليل ، واطلب من الجميع احترامهم لانها الجهة الوحيدة التي تنقل للمجتمع الدولي التقارير عن الانتهاكات والاغتصابات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني في الخليل ." واشار عريقات الى ان اسرائيل ترفض التعامل مع بعثة التواجد منذ اربع سنوات وتريد اخراجها من المدينة,مطالبا البعثة بعدم المغادرة واعدا اياهم بتوفير الحماية الكاملة لهم. الجدير بالذكر ان بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل تم انتدابها لاول مرة للعمل في مدينة الخليل ، بناء على اتفاق بين المجتمع الدولي والحكومة الاسرائيلية ، بعد الاحداث التي شهدتها المدينة عقب مجزرة الحرم الابراهيمي في العام 1994 ، والتي راح ضحيتها 29 مواطناً وجرح العشرات، غادروا المدينة بعد عودة الهدوء اليها، وهي مكونة من ستة دول اوروبية هي ، الدنمارك والنرويج والسويد وتركيا وايطاليا وسويسرا ، وغالبية اعضائها من اصول عربية ويتقنون اللغة العربية. وفي العام 1996 وبناء على بروتوكول الخليل والموقع بين الحكومة الاسرائيلية و منظمة التحرير الفلسطينية ، تم انتداب البعثة مرة ثانية للعمل في المدينة, حيث يقتصر عملهم على كتابة وتصوير الانتهاكات الاسرائيلية، وزرفع تقارير شهرية للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، وبحسب البروتوكول يتم تمديد فترة انتدابهم بناء على طلب احد الطرفين ، الاسرائيلي او الفلسطيني . يشار الى ان اخر تقرير رفعه الرئيس الدوري السابق للبعثة جان كرستنسين قد أشار لدى انتهاء مهمته العام الماضي، كان قد اشار فيه الى معاناة سكان البلدة القديمة من الخليل حيث يعيشون ظروفا صعبة نتيجة الحصار المفروض عليهم من قبل قوات الاحتلال منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويرى مراقبون انه وبخروج اعضاء بعثة التواجد الدولي المؤقت من الخليل اليوم ، قد يفتح الباب امام الجانب الاسرائيلي بالاعتراض على عودتهم للمدينة مرة ثانية، بعد مكوثهم فيها لما يزيد عن عشرة سنوات، وبذلك تستطيع الحكومة الاسرائيلية اسدال الستار عن مراقبتها ومراقبة ما يحدث في الخليل من انتهاكات يقوم بها الجنود وقطعان المستوطنين ضد المواطنين في الخليل. |