وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بحث الاستعدادات الجارية للانسحاب الإسرائيلي من غزّة والجهود المبذولة لإنجاحه كخطوة أولى

نشر بتاريخ: 18/06/2005 ( آخر تحديث: 18/06/2005 الساعة: 21:44 )
رام الله -معا-اجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) في مقرّ رئاسة الوزراء بعد ظهر اليوم السبت الموافق 18/6 بوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس والوفد المرافق بحضور كل من السادة الوزراء الدكتور ناصر القدوة وزير الشؤون الخارجية والدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ونصر يوسف وزير الداخلية والأمن الوطني ومحمد دحلان وزير الشؤون المدنية وغسان الخطيب وزير التخطيط.
ورحّب رئيس الوزراء بوزيرة الخارجية الأمريكية في فلسطين، مشيراً إلى أهمية هذه الزيارة والتي تأتي بعد وقت قصير من اللقاء الذي جمعه والسيد الرئيس مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن مما يعطي المصداقية لجهود الإدارة الأمريكية ويؤكد رغبتها بتحقيق تقدّم في عملية السلام، مشدداً على أهمية الدور الأمريكي في عملية السلام وفي الجهود المبذولة حالياً سواء على صعيد محاولات إعادة إحياء عملية السلام أو الدعم السياسي والاقتصادي للسلطة الوطنية.

وتركّزت المباحثات حول الاستعدادات الجارية للانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزّة وشمال الضفة الغربية، حيث أكّد رئيس الوزراء خلال الاجتماع على أهمية إنجاح الانسحاب الإسرائيلي المزمع عبر العمل المشترك مع كافة الأطراف على طريق تطبيق خطة خارطة الطريق والمضي قدماً في العملية السلمية بعد الانسحاب، مستعرضاً الاستعدادات الفلسطينية لتولي السيطرة على المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية التجاوب الإسرائيلي والتعاون الجاد مع الجهود التي تبذلها السلطة.
واكّد رئيس الوزراء على موقف السلطة الوطنية القاضي بضرورة أن يكون الانسحاب شاملاً بما في ذلك الانسحاب الكامل من المعابر والحدود والسماح بحرية التنقّل للأفراد والبضائع من وإلى القطاع، وإعادة تشغيل المطار والبدء بإقامة الميناء والممر الآمن ما بين الضفة الغربية وقطاع غزّة، وأهمية الترتيب مع الجانب الفلسطيني بشكل مسبق، كعوامل حيوية لإنجاح الانسحاب.
وأشار (أبوعلاء) إلى ضرورة تزويد السلطة الفلسطينية بالمعلومات والخرائط اللازمة للمناطق التي ستنسحب منها قوات الاحتلال، وإلى ضرورة توفير الدعم المالي اللازم ومقومات إنعاش الاقتصاد الفلسطيني بعد الانسحاب بهدف تحسين مستوى المعيشة للمواطنين، منوهاً على ضرورة ترجمة الأجواء الإيجابية التي تسود الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية إلى تجاوب وإجابات من قبل الجانب الإسرائيلي بشأن مختلف القضايا.

كما طالب رئيس الوزراء وزيرة الخارجية الأمريكية بالتدخّل لدى الحكومة الإسرائيلية من أجل تغيير الوضع القانوني لشمال الضفة الغربية بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع ليصبح ضمن نطاق المنطقة (أ) كون المنطقة المذكورة تعادل ثلاثة أضعاف مساحة قطاع غزّة، مما سيعطي الأمل للمناطق الأخرى بأن الأمور تسير بالتدريج نحو نهاية الاحتلال الإسرائيلي.

وعبّر (أبو علاء) عن قلق السلطة الوطنية البالغ من مخططات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها من توسع استيطاني وبناء لجدار الضم والتوسع والفصل العنصري وخصوصاً في مدينة القدس ومحيطها، منوهاً إلى القرارات الإسرائيلية الأخيرة بهدم ثمانية وثمانين منزلاً في سلون وسبعين منزلاً آخر في صور باهر.

وتطرقت المحادثات إلى التحضيرات الجارية للقاء المرتقب بين السيد الرئيس محمود عبّاس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، حيث أوضّح رئيس الوزراء أن التحضيرات متواصلة مشدداً على ضرورة أن يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة تؤدي على الأقل إلى تطبيق تفاهمات شرم الشيخ وخاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال والانسحاب من المدن الفلسطينية والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثامن والعشرين من أيلول لعام ألفين كخطوات لإعادة بناء الثقة على طريق تفعيل التنسيق بشأن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة وإعادة إطلاق عملية السلام ككل.

واستعرض (أبو علاء) خلال اللقاء الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية بهدف فرض سيادة القانون ووضع حدّ لحالة الفلتان الأمني التي تعيشها الأراضي الفلسطينية بما في ذلك الإجراءات التي اتخذت على صعيد وضع الأطر القانونية للأجهزة الأمنية وتنظيم عملها، والتغييرات التي اتخذت مشيراً في هذا الصدد إلى عمل اللجنة الوزارية الأمنية التي شكلتها الحكومة مؤخراً والتي تهدف إلى العمل على تقديم مقترحات عملية محددة سيجري العمل على تنفيذها بهدف ضبط الأمور وإعطاء الشعور بالأمان للمواطنين وإعادة هيبة القانون والنظام، وشدد رئيس الوزراء على ضرورة دعم جهود السلطة الوطنية على الصعيد السياسي عبر إلزام إسرائيل بتنفيذ تعهداتها ووقف ممارساتها، وعلى الصعيد التقني من تدريب وتوفير المعدات اللازمة لعمل الأجهزة الأمنية.

من جهتها أكّدت وزيرة الخارجية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية متفقون على حلّ كافة المشاكل والصعاب أمام عملية الانسحاب من قطاع غزّة وشمال الضفة الغربية والحرص على إنجاحه وتنفيذه بطريقة سليمة للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء.

وأعادت رايس التأكيد على موقف الإدارة الأمريكية الذي عبّر عنه الرئيس جورج بوش مؤخراً حول الانسحاب الإسرائيلي من غزّة كخطوة أولى وليس بأن يكون "غزة أولاً وأخيراً"، مشيرةً إلى أن الانسحاب يشكّل فرصة جيدة يجب الاستفادة منها والانطلاق بعد ذلك إلى تنفيذ خارطة الطريق والمضي قدماً في عملية السلام. وأشارت إلى أن العمل مستمرّ مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط جيمس ولفنسن في مواضيع المعابر والحدود وإعادة تشغيل المطار وبناء الميناء والممر الآمن، مشيرةً إلى دعم جهوده من قبل اللجنة الرباعية.

وبخصوص التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أنّ الإدارة الأمريكية ستواصل الحديث مع الحكومة الإسرائيلية، معيدةً التأكيد على الموقف الأمريكي القاضي بعدم الإجحاف في نتيجة مفاوضات الوضع النهائي.

وشددت رايس على مطلب الإدارة الأمريكية بضرورة ضبط الأوضاع الداخلية وتوفير مناخ ملائم لحلّ كافة المشاكل المعلّقة، مشيرةً إلى أن المجتمع الدولي يستعدّ للمساهمة في إعادة الإعمار وتكثيف الاستثمار في غزّة بعد نجاح الانسحاب الإسرائيلي