وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تغير البرلمان ام تغير التغيير ؟؟

نشر بتاريخ: 13/02/2006 ( آخر تحديث: 13/02/2006 الساعة: 11:38 )
كتب رئيس التحرير - يبدأ البرلمانيون الجدد جلسات البرلمان الجديد وسط مجتمع قديم، أدواته قديمة، واحزابه القديمة لم تتغير ولم تشرع في تغيير نفسها ما يجعل السؤال المطروح: وماذا ينفع برلمان جديد وسط مجتمع يحتفظ بأفكاره القديمة وقادته القدامى وأدواته العتيقة وافكاره القديمة ؟؟؟

وهو نفس السؤال الفلسفي الذي يعني ان التغيير يجب ان يكون شاملاً للمضمون وللشكل، فلا يمكن الاعتماد على تغيير الشكل دون تغيير المضمون, ولا يمكن تغيير المجتمع بمجرد تغيير نواب البرلمان فيه.

فهذه المجتمعات العربية المحيطة بفلسطين قد غيرت مرارا وتكرارا اعضاء البرلمانات ولكنها لم تسع الى احداث تغيير جوهري يساهم في اعادة تغيير من انساق المجتمع، وهو امر يعني لنا الدروس اللازمة للاستفادة.

ان مجرد تغيير اعضاء البرلمان، او مجرد تغيير الحزب الحاكم، ليس شرطا ان يؤدي الى تغيير المجتمع نحو الافضل، فالارادة الشعبية التي شاهدناها في الانتخابات الاخيرة كانت تؤشر نحو سقف جديد من الطموحات والتغيير، ومن وجهة النظر العلمية المطلوب ان يتغير:
اولا: النظام السياسي القديم الذي كان يعتمد على فرض الارادة السياسية الحاكمة على المجتمع واحزابه.

ثانيا: طريقة الحكم والتي كانت تعتمدج على ان الحاكمية بيد حفنة من "الاذكياء" وما على باقي المجتمع الا ان يخضع نفسه لها باعتبارها صاحبة الحلول الذكية ولكنها اثبتت عكس ذلك.

ثالثا: تغيير شكل اتخاذ القرار حيث لا يبدو ان المجتمع الفلسطيني بحاجة الى تغيير سلطة فتح بسلطة حزب اخر مثل حماس وانما الى ائتلاف حكومي بالحد الادنى وحكومة وحدة بالحد الاعلى.

رابعا: مشاركة الناس بالحكم عن طريق الاستفتاء والاستمزاج والتشاور وليس رمي الجمهور في خانة التنفيذ لقرارات قد تكون خاطئة.

خامسا: لا يمكن للبرلمان ان يقوى على التغيير من دون الاسراع- ومرة اخرى- الاسراع قدر الامكان بتغيير مؤسسات الحكم الاخرى مثل السلطة التنفيذية والسلطة القضائية.

سادسا: تغيير منظمة التحرير التي تحولت في السنوات العشر الماضية الى حمولة ثقيلة على اكتاف الشعب الفلسطيني، كما ان تغييرها سيضمن حق اكثر من اربعة ملايين فلسطيني خارج الوطن في المشاركة في ادارة القرار.

سابعا: تغيير شكل تعاملنا مع الوقت ومحاسبة القادة والاحزاب الحاكمة على اساس جدول زمني، وليس محاسبة البرامج والدساتير التي كتبوها منذ عشرات السنين ولا احد يسألهم عن وقت تنفيذها.

ثامنا: تغيير السياسة المالية لمنظمة التحرير والسلطة، فمحاسبة الفاسدين لن تجدي الفلسطينيين نفعا ولو علقوهم على اعواد المشانق في الساحات العامة، وانما ما ينفع الناس تغيير نظام التحكم المالي والصرف الطبيعي لمقدرات الشعب وسلطاته.

تاسعا: تغيير الخطاب العربي السياسي المتآكل والمشوي على نيران الحروب التي لم يكسب العرب ايا منها.

عاشرا: وهو من العوامل المهمة، تغيير الخطاب الاعلامي واستبدال الببغائية والتبجح بالتخطيط السليم واحترام عقل وارادة الجمهور، فقد ولى الزمان الذي يقود الزعماء فيه ابناء الامة ببيت شعر للمتنبي او البحتري، ومن لا يملك القدرة على قول شئ قابل للتنفيذ والتحقيق والانتصار، من الافضل ان يخرس لسانه، لان الجمهور الفلسطيني عانى من الاكاذيب اكثر مما عانى من حروب الصهاينة.