وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دعا الى تاسيس حزب للحب: النوراني من الحرب الى الحب..قصة ذلك التحول الكبير !

نشر بتاريخ: 14/02/2006 ( آخر تحديث: 14/02/2006 الساعة: 19:14 )
غزة -معا- عبد الله زقوت- بين الحب والحرب حرف الراء فقد اقترن اسم الدكتور حسن مي النوراني بدعوة لتأسيس حزب مشترك بين الفلسطينيين و الإسرائيليين يناضل لبناء دولة ( فل - إيل : وطن للإنسان )، ليواجه بذلك طوفان الموت و الكراهية، و يطلق دعوة حب عالمية تبدأ من فلسطين.. وفي بيانه الذي دعا فيه إلى " ثورة الحب "، نادى النوراني : " يا كل العاقلات والعاقلين في هذا الوطن المبتلى بفنون الشقاء كلها.. يا كل الصالحات والصالحين.. يا كل الحالمات والحالمين بمجتمع نظيف من الفساد والفلتان الأمني والأخلاقي. يا كل المؤمنين بأن حقنا في الحياة الإنسانية الكريمة الآمنة هو حق مشروع.. يا كل الواعين بأن ثقافة الموت والكراهية هي الثقافة التي تجرنا إلى شقائنا..أيها القلقون على بناتكم وأبنائكم وعلى أرزاقكم وعلى حاضركم ومستقبلكم.. أيها المقهورون بالجهل والضلال من كل صنف..أيها المقموعون في داخلكم ومن خارجكم..أيها الضائعون التائهون في كل اتجاه ".

و أضاف في دعوته " هل أدلكم على خلاصنا.. إنه الحب..إنه العقل المحب..إنه بهجة الحب..إنه العقل المستنيربالحب.. فإن قام بيننا سلطان العقل المحب..سقطت رايات الكراهية والجهالة والتعصب والخوف والموت والفساد والفلتان من كل نوع..يا بنات أمي.. ويا أبناءها.. أيتها العاقلات الصالحات وأيها العقلاء الصالحون.. أن تعلنوا ثورة الحب في وجهه طوفان الموت الأحمق.. قفي.. قفى.. يا حماقة الموت قفى!!

الحب يطهرنا والحب نور يهدينا.. فتعالوا بقلوب منفتحة بالعقل المستنير وبقوة الفاتحين نعلن:قيام حزب الحب".

لماذا حزب الحب:

عند سؤال " إيلاف " للدكتور النوراني.. لماذا حزب للحب.. و كيف جاءت الفكرة، وكيف امتلكت الجرأة، لتنادي لتأسيس حزب الحب.. وتطلق دعوتك لثورة حب عالمية تبدأ من فلسطين.. قال : "إذا تركنا لفلسطين الخيار، فإنها لن تلد غير دعوة للحب".

و تابع النوراني مؤسس "حركة العدل والحرية "، و الذي ترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مناطق السلطة الفلسطينية قبل ثمانية أشهر.. أنه باع غرفة نومه، لينفق ثمنها على حملته الانتخابية، وعاد يفترش حصيرته التي "ضجرت" منه لطول عهدها به.. و تابع : "يجب أن أعيش كما يعيش فقراء شعبي!!"

و أوضح أن الصدفة جمعته قبل أيام بعدد من نساء حي فقير في دير البلح (وسط قطاع غزة) تحدث معهن عن النزاعات الأسرية وأسبابها.. قالت المتحدثات: السبب الرئيسي للنزاعات الأسرية هو الفقر.. قالت إحداهن:"نحن نرى الفاكهة في الأسواق، لكني، أنا وأطفالي وزوجي، لا نعرف كيف مذاقها!! أخي.. هل ما زلت تريد أن تعرف لماذا أطلقت الدعوة لثورة الحب وتأسيس حزب الحب؟"..

و أضاف أبو العلاء "حسنا.. إليك المزيد: قبل عدة أعوام، حبس أب ابنته الشابة في حجرة ضيقة وتركها تحيا كما لو كانت دابة أو أقل شأنا.. هذا ما كانت تريده زوجة الأب الذي كان قد انفصل عن زوجته الأولى أم البنت المحبوسة.. منذ ذلك الوقت وأنا أطالب بتشريع قانون للحب، يحمينا من شرور أنفسنا.. ترى، لو كان الحب نابضا في قلوبنا، هل كان يمكن أن نذبح امرأتين، إحداهما فتاة في السابعة عشرة من عمرها، ذبحها أشقاؤها الأربعة، والثانية ماتت خنقا.. هذا حدث قبل أيام قليلة هنا في غزة.. في اليوم ذاته، اكتشفت الشرطة جثة قتيل ظهرت على جسده آثار تعذيب قاس.. أية قسوة في القلوب هذه: هل لو كان الحب نابضا في قلوبنا، هل كنا سنفعل هذا الذي نفعله بأنفسنا؟!.

توقيت الدعوة :

كانت دعوة النوراني لتأسيس حزب الحب في أجواء مشغولة بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، لدرجة أن البعض اتهمه بأنه يجدف عكس التيار.. إلا أن الدكتور النوراني يشير لـ " إيلاف " إلى أن الاحتلال شر يقيم حولنا.. هناك شرور أخرى تقيم داخلنا.. لماذا لا يكون انسحابا للشرور من خارجنا ومن داخلنا معا.. أما أنني أجدف عكس التيار.. فهذا ليس صحيحا.. أنا مبحر في الاتجاه الصحيح.. دعاة الموت وحملة رايات الكراهية، هم المجدفون عكس التيار.. التيار يتجه منذ بدء الحياة، في اتجاه الحياة.. دعوة الحب دعوة للحياة!!

تهديد بالقتل:

و يتابع النوارني أنه تم تهديده بالقتل، فما رده؟ يجيب: أن ذلك جهل يدافع عن ظلامه.. اعتقدوا أن دعوتي للحب تعني أنني أدعو للحب الشائع بين الرجال والنساء.. فاتهم أنني أدعو للحب الذي دعا إليه الأنبياء: النبي محمد صلاة الله وسلامه عليه، ربط بين الحب ودخول الجنة: لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابّوا.. أنا من فلسطين، التي أهت العالم كله، نبي الحب عيسى.. أرأيت، ألم اقل لك لو أن فلسطين، تُركت وشأنها، فلن تبدع غير دعوة للحب.. وغير تحقيق له.. المسيح عليه السلام، هو الدليل.. طوفان الموت الصهيوني الذي يقتل الحياة في فلسطين، اعتداء على خصوصية فلسطين.
دعوتي لثورة الحب، تنطلق في طريق النبوة، وفي ديواني: "إن الحب فوقُنْ" قلت في تقديمه: هنـــــــا"فِسْــــقُنْ"وبابُنْ في كتابِ النبوَّةِ المفتوحِ أنا.

ويضيف : و العلاقة بين الفسق و النبوة هي أن الفسق في اللغة خروج على ما هو قائم.. النبوات في جوهرها هي خروج جميل على ما هو قائم.. دعوتي لثورة الحب، هي خروج جميل على ما هو قائم من فساد وظلم وجهل وظلامية في وطني وفي العالم كله!!

حزب موحد بين الفلسطينيين و الاسرائيليين:

رغم أن النوراني معروف عنه عدم إعترافه بشرعية الوجود الإسرائيلي، وقال في كتابه: "روية دينية للدولة الإسرائيلية" الذي صدر عام 1985 في عمان بالأردن، إن "إسرائيل هي جماع الفساد الإنساني كله"، أثار ذلك سؤال البعض عن كيفية إقباله على تشكيل حزب يجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ أوضح النوراني أن فكرة تأسيس حزب موحد مفتوح يتجاوز القوميات والأعراق والأيديولوجيات والحدود،هي فكرة تنسجم تماما مع دعوتي النورانية.. والحق، أن الدعوة لتأسيس حزب موحد يجمع الفلسطينيين والإسرائيلين لم تصدر عني مباشرة قبل الآن، ولكن زميلة صحفية، نشرتها مقرونة باسمي، وهي فكرة تلقى ترحيبي وتأييدي لها، الزميلة استنتجتها مما اطلعت عليه من أفكاري الخاصة حول المسألة الفلسطينية، إنني الآن أعلن أنني أتبنى دعوة تأسيس حركة موحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين، على أن تتبنى هذه الحركة فكرة إقامة وطن واحد مفتوح لعاشقيه من كل الناس في فلسطين.

الحركة يجب أن تكون أيضا مفتوحة لكل الناس.. أنتهز هذه المناسبة، فأسجل شكري وتقديري للزميلة التي صنعت ما هو جميل عندما تكرمت بتنبيهي بالضبط لأمر هذه الحركة الموحدة، إنها فكرة تفتح أفقا جميلا ونورانيا.. من شأن المرأة أن تفتح دائما أمامنا أفقا للحياة والجمال، هكذا هي، إنها التي تحتضن الحياة بالحب العميق.. وفي الواقع، إنني أقوم حاليا بتأسيس مثل هذه الحركة، تحت اسم "حركة العدل والحرية" وأتمنى أن تصبح حركة عالمية تناضل من أجل عدل عالمي، ومن أجل حرية حقيقية بكل معانيها الثقافية والسياسية والروحية.. مثل هذه الحركة ستحررنا نحن المظلومين الفلسطينيين والإسرائيليين في وقت واحد.. الإسرائيليون يظلموننا، لكنهم هم مظلومون أكثر منابالشرور التي تسكن قلوبهم وعقولهم، هم ظالمون لنا ولهم، الصهيونية التي خلقت إسرائيل، حركة ظالمة لأنها ذات منبت ظلامي منغلق.. دعوة الحب، التي تترجمها "حركة العدل والحرية" تتطلع إلى تحرير كل الناس من الظلمات التي تسكن قلوبهم وعقولهم..
الإسرائيليون ضحايا ظلمات "الغيتو" الذي يغتصب قلوبهم وعقولهم.. دعوة الحب، تحررهم من ظلمهم لأنفسهم ومن ظلمهم لنا ايضا.

حيرة:

و بدعوة النوراني لحركة مفتوحة للفلسطينيين والإسرائيليين يبدو أنه يسبق عصره.. حيث سبق له و أن فعل ذلك عام 1967، وهو لم يزل في مقتبل عمره، عندما شرع بتأسيس "حركة المجاهدين المسلمين" بهدف تحرير فلسطين.. لكن نقلته البعيدة ما بين حركة موحدة للفلسطينيين والإسرائيليين وحركة المجاهدين المسلمين تثيرالحيرة العميقة!!

يقول النوراني:" عندما كنت شابا، ولسنوات طويلة لاحقة، كنت محسوبا على التيار الديني، ومن هنا جاءت دعوتي القديمة لتأسيس "حركة المجاهدين المسلمين"، التي صغت نظريتها في وقت لاحق، في كتابي: "رؤية دينة للدولة الإسرائيلية".. ولكنني خضعت لتحولات فكرية دفعتني للتحول من الإيمان بالجهاد المسلح بفلسفة الموت، من أجل تحرير فلسطين، إلى الإيمان المسلح بإرادة الحياة..

و تابع : " لم أنخلع عن جوهري: الإيمان بالعدل والحرية.. أنا الآن أتبنى منهجا نورانيا لا أقول عنه إنه مضاد للمنهج النبوي الإسلامي ولكنه رؤية منطلقة من جوهر النبوة.. أعتقد أن السبيل للحياة هو سبيل الحياة..

هذه هي دعوتي الآن: لنحيا معا، أحرارا من الظلم ومن الجور ومن فلسفة الموت والتدمير.. لنبني معا وطنا للحب والعدل والسلام وكرامة الإنسان ومجده.. وطنا في النور للنور.. وطنا نبتهج فيه بجمال الحرية.. خلال ترشحي لرئاسة السلطة، قلت بوضوح، إنني فعلت ذلك دفاعا عن حق شعبي في البهجة.. سأبقى أدافع عن حق شعبي في البهجة.. بهجة الحب.. وسأظل أصدح: "تحابوا.. إن الحب يبهجكم.. وبهجة الحب تنيركم!!"..