|
علامات على الطريق:ضجّة بلا طائل !!!/ بقلم: يحيى رباح
نشر بتاريخ: 14/02/2006 ( آخر تحديث: 14/02/2006 الساعة: 19:21 )
أن تصل متأخراً, أفضل ألف مرّة من عدم الوصول أبداً, هذا المثل ينطبق بقوّة على المجلس التشريعي الفلسطيني, الذي تنتهي ولايته رسميا يوم السبت القادم ,والذي عقد يوم الاثنين جلسته الأخيرة ربما , وأنجز خلال تلك الجلسة أشياء هامة جدا على رأسها مصادقته على التعديلات المطلوبة على قانون المحكمة الدستورية , وهي تعديلات قدمت إلى المجلس من الرئيس "أبو مازن " في حدود صلاحياته الدستورية ,واقرها المجلس في حدود صلاحياته التشريعية أيضا ,ولم يكن هناك ادنى مشكلة على هذا الصعيد ,والضجة التي أثارتها حركة حماس لا مبرر لها على الإطلاق ,لأنها لا تستند إلى أي أساس دستوري أو قانوني ولا حتى إلى أي من الأعراف والتقاليد , فالمجلس هو سيد نفسه ,وهو يملك كامل الأهلية حتى اللحظة الأخيرة من انتهاء ولايته ,وهذا التعديل الذي تمت المصادقة عليه بخصوص المحكمة الدستورية ,هو تعديل ضروري وهو يعطي دعما إضافياً للمحكمة الدستورية التي يمكن اللجوء إليها لو نشب خلاف في وجهات النظر حول مسالة حيوية بين رأس الحكم والحكومة , فإذا لم تكن هذه الصلاحية موجودة لدى المحكمة الدستورية , فلمن نذهب , والى من نحتكم ؟؟؟ وفى اعتقادي الشخصي أن الضجة التي أثارها بعض الإخوة في حماس ,واستخدموا فيها تعابير سياسية من النوع الثقيل مثل تعبير الانقلاب الأبيض ,لم يكن لها ما يبررها على الإطلاق ,ويكفي أن نذكر أن حركة حماس استفادت من هذا المجلس الذي توشك أن تنتهي ولايته استفادة كبرى , فهو الذي اقر هذه الانتخابات التي حققت فيها فوزها الكبير , وهو الذي اقر القانون الانتخابي الجديد , فكيف تقبل حماس من هذا المجلس ما هو لصالحها وترفض ما تعتقد انه لصالح النظام السياسي الفلسطيني بمجمله ؟؟؟ وهذه بداية غير مشجعة حيث يتوجب على حركة حماس , أن تبتعد عن التصرف بهذا الأسلوب الذي يوحي بالثأرية ,وان تعترف بالفضل لأهله ,وان تطل على النظام السياسي الفلسطيني بنظرة تصالحيه وليس بنظرة تناحرية , وان تكون دعوتها للمشاركة دعوى حقيقية وصادقة ومدعمة بالنوايا الطيبة والسلوك المتوازن وليس بهذا القدر من الصخب الذي رأيناه أمام مدخل المجلس التشريعي في رام الله وعلى شاشات الفضائيات . ومعروف لدى الجميع أن بنود الأجندة الوطنية هي بنود صعبة , وثقيلة الوطأة , ولا ينفع معها هذا القدر المبالغ فيه من الزهو ,ويكفي أن تلقى نظرة خاطفة على أجندة الاحتلال الإسرائيلي من عزل الأغوار عن بقية الضفة , وتقسيم الضفة إلى " غبتورات " مغلقة, واستمرار التصعيد العسكري, وذهاب معظم القوى في إسرائيل نحو "كنيست" هدفه الأول ترسيم حدود الدولة الإسرائيلية, بقرار أحادي الجانب !!! لنعلم أن ما يجب أن نواجهه أكبر بكثير من هذه "العنعنات" التي لا تسمن ولا تغني من جوع, بل هي نوع من بث الاحتقان في إيقاع العلاقات الداخلية الفلسطينية, في وقت نحن أحوج ما نكون التضامن ,والتضامن الفعلي والواقعي وليس الكلمات السابحة في الفراغ. وكنت أحد الداعين أن يقوم المجلس التشريعي بالمصادقة على الكثير من التعديلات, وليس هذا التعديل فقط الذي يخص المحكمة الدستورية, ولو حدث ذلك كما دعونا لما احتجنا إلى هذا الضجيج, ولكن أن تفعل الشيء الصحيح متأخراً أفضل من استمرار الخطأ, وأعتقد أن هذه الجلسة الختامية للمجلس التشريعي قد توّجت عملة خلال السنوات العشر الماضية, حيث قام بواجبه التأسيسي لهذا الكيان الفلسطيني الجديد, وعلى مستوى قدراته التي حددتها ظروف موضوعية قاسية, فألف تحية إلى المجلس التشريعي الأول الذي تنتهي ولايته بانجاز يضاف إلى مسلسل انجازاته الكبيرة. [email protected] |