وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هأرتس: يجب التعامل بواقعية مع حماس بدل التهديد بتجويع الفلسطينين

نشر بتاريخ: 20/02/2006 ( آخر تحديث: 20/02/2006 الساعة: 17:52 )
معا- دعت صحيفة هارتس في كلتها الافتتاحية اليوم الى التعامل بواقعيةمع حركة حماس بدل التهديد بتجوبع الفلسطينيين.

واضافت الصحيفة " انه بدل ان يتواضع خبراء الامن والارهاب في اسرائيل عقب فشلهم الذريع في توقع نتيجة الانتخابات الفلسطينية يسارعون الى تقديم النصائح لمكتب القائم باعمال رئيس الوزراء بخصوص كيفية التعامل مع حماس التي اخفق كافة الخبراء في تقدير موقعها في الشارع الفلسطينيي .

واضافت الصحيفة في كلمتها الافتتاحية ان الحكومة الاسرائيلية وبسبب كثرة نصائح الخبراء وتحت ضغط الانتخابات القادمة تظهر ردود فعل مبالغ فيها فبدل التروي والانتظار لمعرفة الكيفية التي سيتصرف على اساسها الحكم الفلسطيني الجديد اخذ وزراء الحكومة بالصراخ في كافة انحاء العالم مظهرين فوضى عارمة بتصرفاتهم وتصريحاتهم المتعلقة بفوز حركة حماس .

ان فكرة تجويع مؤسسات السلطة ومحاولة الفصل بين السلطة والسكان الفلسطينين من خلال تدفق الاموال مباشرة للمؤسسات الانسانية التي تتعامل مع الشأن الفلسطيني وتجاهل مؤسسات السلطة الفلسطينية هي فكرة غير واقعية لان الفلسطينين اختاروا قيادهم الجديدة بشكل ديموقراطي وواعي مما يجعل فرص الفصل بينهم وبين قيادهم امرا غير واقعي وفرص نجاحه تكاد تكون معدومة .

ان تصريحات فايسغلاس الذي لا نعرف وظيفته المحددة ومصدر صلاحياته في هذه الحكومة حول ضرورة ادخال الفلسطينين في دورة حمية لدرجة الهزال دون التسبب في موتهم تظهر بوضوح طريقة تعامل اسرائيل المهينه مع الفلسطينين التي كانت بحد ذاتها سببا من اسباب فوز حماس متناسيا فيسغلاس ان اسرائيل مسؤولة عن منع المجاعة في مناطق الضفة الغربية التي لا زالت خاضعة للاحتلال .

لقد اظهر قادة حماس في هذه المرحلة وعيا وفهما يفوق ما اظهرته الحكومة الاسرائيلية فقادة الحركة يتحدثون عن مرحلة جديدة تتضمن الانتقال من الارهاب الى العمل السياسي وطرق جيدة لمقاومة الاحتلال وتطلع مسؤول لهدنة طويلة الاجل .

ان الطلب من حركة حماس تغيير نظرتها السياسية وميثاقها امر غير واقعي لسبب بسيط هو عدم وجود مفاوضات حتى الان مع الحركة فكيف نطالبها بتغيير ميثاقها دون ان نتفاوض معها .

واختتمت الصحيفة كلمتها بالقول انه في ظل عدم القدرة على التوصل الى حل سياسي في هذه المرحلة فان الطرفين حماس والحكومة الاسرائيلية مجبرين على التصرف ببراغماتية عالية لضمان سير طبيعي وسلس لحياة الفلسطينين دون ان يستخدم اي منهما العنف ضد الاخر وهذا الاقتراح لا يعني الخضوع او الاستسلام لحماس وانما يعكس تفهما عاليا وواقعية مطلوبة لتعامل مع الواقع الجديد .