|
فتح... سنة اولى معارضة!!
نشر بتاريخ: 22/02/2006 ( آخر تحديث: 22/02/2006 الساعة: 15:08 )
بيت لحم- معا- كتب المحرر السياسي-" بيضاء من غير اسماء" بدت اوراق " المعارضة الفتحاوية " وهي تشق طريقها الى صندوق الاقتراع, في اول اختبار لها في بيت الديمقراطية يوم الثامن عشر من الشهر الجاري وهي تمارس ما بات يعرف في ادبيات السياسة ب" المعارضة الموالية" ويمكن ان يضاف اليها مصطح آخر بعد جلسة الافتتاح وهو " المعارضة ناصعة البياض" كناية عن الاوراق البيضاء ال46 التي وضعها النواب الفتحاويون المعارضون خلال عملية انتخاب سكرتيرية المجلس التشريعي، والتي بدت حمساوية بالكامل بعد ان خلت ترشيحات الحركة من اي نائب مسيحي ليتقلد احدى مناصب السكرتاريا وفق ما درجت عليه العادة في المجلس السابق .
ففتح التي غادرت مقاعد الحكم الى خنادق المعارضة بعد اربعة عقود من ممارسة السلطة "في الثورة وفي الدولة" مارست المعارضة بالنيابة عن الغائبين، طيلة عشر سنوات خلت تحت قبة البرلمان، وسط غياب ارادي لالوان الطيف الوطني، التي نأت بنفسها عن المشاركة في انتخابات عام 96 ،باعتبارها افرازاً لاوسلو "سيء الصيت" حسب توصيفات اليسار وباعتبارها "رجس من عمل الشيطان" حسب توصيفات الاسلام السياسي وفي مقدمتهم حماس. فنواب فتح، نواب الحزب الذي كان حاكما قبل زلزال كانون ثاني الماضي، مارسوا على مدى سنوات البرلمان الطويلة الماضية أقصى تجليات العمل البرلماني الملتزم بالنص حيناً, والخارج عنه في غالب الاحيان, مهددين حكومات, ومسقطين اخرى،وفاتحين ملفات كانت عصية على الفتح, كملفات الفساد، ومشاركين في اغلاق اخرى، ضمن صفقات كان" التوزير" احدى ادواتها ، ومحققين في قضايا حساسة كقضية الاسمنت التي يعاد فتحها بعد اغلاقها . نواب فتح القدامى منهم والجدد، بدأوا منذ 18/2/2006رقصه المعارضة" التي يبدو انهم سيؤدونها بحنكة ومسؤوليه لا تخلو من ايقاعات حادة ، في مواجهة حركة خارجة للتو من خنادق المعارضة الى مقاعد الحكم الوثيرة ..حركة حديثة العهد على ممارسة السياسة ودهائها ودهاليزها ولغتها حمالة الاوجه ونتوءاتها الخشنة . ولعل حماس المصدومة او" المغرورة "بفوزها الساحق بحاجة الى عقلنة قراراتها وفرملة اندفاعاتها وهي تستاثر بمقاليد الحكم الذي تريده صالحا وناجحا، عبر توسيع قاعدة التشاور مع الجميع ليس فقط في تشكيل الحكومة، بل وفي كل اعادة تشكيل تقدم عليه في سياق ما تقول عنه مراجعة القرارات والهيكليات القائمة. وبالمقابل فاذا ما واصلت فتح ممارسة دورها المعارض على النحو الذي بدأته في يوم اداء القسم وما اظهرت فيه من مسؤولية وطنية في تسليم مقاليد الحكم بسلاسة وهدوء قل نضيره في ارقى الديموقراطيات ، فأنها ستنهي سنواتها الاربع في خنادق المعارضة بتقدير ممتاز مع درجة شرف تؤهلها لان تستعيد رصيدها المفقود لتعاود الصعود الى سدة الحكم من جديد في متوالية التداول الديموقراطي السلمي النبيل للسلطة . |