|
علامات على الطريق/تراجيديا الموت العراقي !!!بقلم :يحيى رباح
نشر بتاريخ: 26/02/2006 ( آخر تحديث: 26/02/2006 الساعة: 19:24 )
من تفجير مرقد الإمامين الهادي والعسكري في سامرّاء, إلى إحراق عشرات بل مئات المساجد, إلى قتل المئات تحت بند هل أنت شيعي أم سني, يتفاقم المشهد العراقي, كما لو أن هناك طوفان من الموت والدموع, وكأن هناك قوى خفية هي التي فككت عن عمد بنيان السد المنيع, سد الوحدة الوطنية العراقية, ليبدأ بعد ذلك زمن الخراب.
هل الحزن يليق بالعراق ؟! هل الموت هو قدر العراق ؟! وهل نسلم بما يجري بعد أن نتوحّد مع ظلال الأساطير, وارتعاشات الغناء الحزين, وأن ما يجري ليس سوى القدر المحتوم !!! أم ننهض رغم هول الكارثة, ورغم فداحة ما يحدث, لنعرف أن العراق ما كان له أن يعاني من كل ذلك, لولا السقوط في جحيم الطائفية, وان نصبح ضحايا لمفاتيحها السرية التي هي مع الأسف الشديد في يد القوى الإقليمية والدولية !!! إن الطائفية على الدوام هي الجمر المتّقد تحت الرماد, لا يحتاج سوى نفخة بسيطة حتى يستعر اللهيب من جديد !!! وليست سوى الفتنة النائمة بعين مغمضة وأخرى مفتوحة, وما هي ألا همسة حتى تستيقظ بكل لعناتها السوداء !!! هذا العراق العظيم الذي تم احتلاله من قبل جيوش الولايات المتحدة وحلفائها, كان ضحية الوشايات الطائفية, وضحية الإشاعات الطائفية, وضحية الأحقاد الطائفية التافهة !!! حتى أن المحتلين جاءوا مثل هولاكو يسبقهم دعاتهم, ونز الشؤم, لكي يفككوا الجيش العراقي بتهمة أنه جيش عراقي, ويكسروا أسوار الأمن الداخلي, ويستبيحوا كل ما هو قائم في العراق بدعوى أن كل ما هو قائم خطر على أهل العراق وعلى جيرانهم وعلى العالم بأسره, ثم انظروا ماذا يحدث, إنها حرب القباب الذهبية, والمآذن الشاخصة إلى السماء, حرب تطال الناس أجمعين ليس على أساس ما يفعلون, وإنما على أساس ما يعتقدون, حرب ليست بين الكفر والإلحاد, ولكن بين طرائق الركوع والسجود في الصلوات الخمس, هذه الفتنة الطائفية مخيفة, لأنها تفجّر البارود المخزون في أعماق القلوب منذ عقود, لأن كل الحروب الطائفية تترك الله جانباً وتتعامل مع الشياطين !!! فهل هي إستراتيجية الفوضى البنّاءة ؟! أم هي إستراتيجية دع العراق يحترق لكي تأمن شرّه ؟! أم هي مأساة أمة يمسك أعداؤها بزمامها ويدعونها تحترق في لجّة النيران. لعل القادة الروحيون, والقادة السياسيون, لعل الجميع في محيطنا العربي والإسلامي ينهض ويعمل على وأد الفتنة الطائفية لان هذا النوع من الفتن أشد فتكاً من الأوبئة حين تتوسع وتنتشر, والعراق كان منذ الأزل محور التوازن في هذه المنطقة, وبدون العراق يصبح كل خطر مهما كان مباحاً, فتحركوا قبل أن يستفحل الخطر في العراق. |