|
الفلسطينيون يرفضون تهديدات موفاز.. والمقاومة تتوعد برد نوعي
نشر بتاريخ: 27/02/2006 ( آخر تحديث: 27/02/2006 الساعة: 13:44 )
غزة- بيت لحم- معا- عبرت الفصائل الفلسطينية عن استنكارها للتهديدات الاسرائيلية التي اطلقها وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته, مؤكدة حقها في الرد على اي اعتداءات اسرائيلية.
وقال النائب عاطف عدوان القيادي في حركة حماس رداً على تصريحات وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز بتصعيد الضربات ضد المقاومة الفلسطينية, إن هذه التصريحات ناتجة عن عقلية إسرائيلية ليست جديدة تعتبر امتداداً لعقليات وزراء "الدفاع" الإسرائيليين السابقين. وأضاف عدوان أن هذه التصريحات تعتبر استمراراً لنهج الإجرام الذي تمارسه إسرائيل منذ بداية احتلالها للأرض الفلسطينية, مضيفاً أن تهديد موفاز بإعادة اجتياح القطاع واحتلال شماله أمر يستحق التوقف والتساؤل عن السبب الذي جعل الاحتلال ينسحب انسحاباً احادي الجانب من القطاع. وأوضح عدوان أن الاحتلال اجتاح شمال غزة عدة مرات, ومكث فيه أشهراً طويلة ولم يستقر له المقام فيه, واصفاً ذلك بأنه عملية تهديد ليس إلا, قائلا:" إن وجود الاحتلال يشرع بقاء المقاومة وتناميها, ولا أتصور ذلك غائباً عن عقلية موفاز, فاجتياح القطاع وخاصة شماله أمر متعذر عليه فكل مرة يخرج منه مهزوماً ". وتابع عدوان واصفاً تصريحات موفاز بأنها هجمة شرسة ومنسقة بين أكثر من جهة متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعدد من الجهات العربية على حركة حماس, مضيفاً أنها جزء من محاولة زيادة الهجوم ومحاولة وضع حماس في ركن ضيق لتجد نفسها دائماً في مكان الدفاع عن النفس. ونفى عدوان أقوال موفاز التي اتهم فيها حماس بالعمل على مأسسة علاقاتها مع حزب الله واصفاً إياها بالكاذبة وغير المقنعة, مؤكداً إن حركة حماس لن تقبل أن تكون تحت هيمنة أية دولة أو أية جهة كانت وإنما تسعى إلى نسج علاقات قوية مع الدول العربية, قائلاً:" لقد جلس قادة حماس مع قادة في مصر وفي أنقرة, وفي عدد من الدول الأخرى, فلماذا يدور الحديث اليوم عن وجود آثار سلبية تجاه طهران", متابعاً أن إسرائيل تحاول أن تصطاد في الماء العكرة لتحقيق أهدافها السياسية والإعلامية من وراء كل ذلك. أما بخصوص ما قاله موفاز عن نية حماس في السيطرة على السلطة من خلال ثلاثة مراحل وهي تعيين الوزراء, السيطرة على مكاتب الحكومة وأجهزة الأمن, وسن قوانين إسلامية, أوضح عدوان أن ما تسعى له حماس لا يفسر بأنه هيمنة أو سيطرة وإنما الشعب أعطاه الحق من خلال الديمقراطية التي مارسها في الانتخابات بتشكيل الحكومة التي لا يمكن أن تستأثر بجانب معين دون الأخر, واصفاً ذلك بأنه تشويه متعمد, لأنه وحسب النظام والقانون فإن هذه الأمور هي من شأن الحكومة ولا يجوز لإسرائيل التدخل فيها, مشيراً إلى التعاون الذي تسعى حماس إلى تحقيقه مع الفصائل الفلسطينية ومع الرئيس أبو مازن للخروج معاً بقرار واحد عبر الانسجام والوحدة الوطنية بين الجميع. ورداً على أقوال موفاز بأن حماس تلجأ إلى خداع المجتمع الدولي والتظاهر بالمسؤولية قال عدوان:" لا يفيد الادعاء الباطل, فليدعوا حماس وهنية يجربون", متابعاً أن السياسة الإسرائيلية تدافع عن نفسها بهذا الادعاء, قائلاً:" الحقيقة أن هذا الادعاء يأتي من قبيل الزندقة الإعلامية الإسرائيلية وهذا الأمر يسئ لهم". ورداً على التهديدات الاسرائيلية باغتيال إسماعيل هنية رئيس الوزراء المكلف قال عدوان:" حركة حماس قدمت خيرة قيادتها بدءاً بالشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وغيرهم الكثير ممن كانوا يمثلون النخبة السياسية, وان إسرائيل تدرك جيداً أن الحركة ستسمر في العطاء والمقاومة حتى وأن اغتالت هنية, وأن ذلك لن يزيد الحركة والشعب الفلسطيني إلا إصراراًَ وثباتاً". وفي اطار رده على هذه التهديدات قال ابو عدي احد ابرز قادة كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية في حديث خاص بوكالة "معا":" هذه التهديدات ليست جديدة على شعبنا ولكن وليعلم الاحتلال الصهيوني اننا لم ولن نرضخ لهذه التهديدات وسيرى قوة مقاومة كتائب شهداء الاقصى وصواريخها التي سترد وتدك اسرائيل من داخل الضفة الغربية". وأضاف ابو عدي:" اننا اصدرنا بلاغا عسكريا لجميع الخلايا لتفعيل نشاطها للرد على الهجمات العسكرية الاسرائيلية". من جانبه أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن التصعيد والعدوان الاسرائيلي في المدن والمخيمات الفلسطينية يستوجب رداً قوياً من المقاومة الفلسطينية, موضحا ان حاله ضبط النفس التي التزمت بها الحركة خلال الفترة الماضية لن تستمر طويلا, وقال:" ان التهديدات الصهيونية باحتلال غزة تأتي في سياق الدعاية الانتخابية من قبل جنرالات العدو الذين يتسابقون فيما بينهم لتدمير وقتل شعبنا ومدننا الفلسطينية عبر الآلة الصهيونية المدعومة أمريكيا". وأشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خلال تصريح صحافي وصل "معا": أن التهديدات الاسرائيلية من قبل وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز باغتيال المقاومين من قادة المقاومة الفلسطينية وخاصة قيادات حركة الجهاد الإسلامي لن تثني المقاومين ولن تكسرهم بل تزيدهم قوة وثباتا في وجه الغطرسة "الصهيونية" موضحا أن المقاومة التي فرضت توازن الردع والرعب على جنود الاحتلال ومستوطنيه لديها من الطاقات والإمكانات ما يؤهلها لإيلام العدو وضرب الأهداف الحيوية والإستراتيجية لدى "الكيان الصهيوني". وأوضح القيادي النخالة أنه ورغم الحصار وعمليات الاجتياح اليومية وما يرافقها من عمليات اعتقال للمقاومين إلا أن المقاومة الفلسطينية تثبت عبر عملياتها الجهادية أنها حية وقادرة على الصمود رغم الإرهاب الاسرائيلي المتصاعد وبين أن دماء الشهداء التي نزفت في نابلس وغزة وجنين وطولكرم ستكون لعنة على "الصهاينة". كما وجه النخالة التحية للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يعانون ظروفا اعتقالية سيئة, وتوجه بالتحية للأسيرة المجاهدة عطاف عليان التي تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام رافضة الإجراءات العنصرية الاسرائيلية بحقها, مؤكداً أن حركة الجهاد الإسلامي تسعى جاهدة من اجل إطلاق سراحهم بكافة الطرق الممكنة. من جهته قال المحلل السياسي يحي رباح إن التهديدات الإسرائيلية هذه تأتي في إطار السياسة العامة لجهات عدة في إسرائيل أولها حزب كديما والذي هو استنساخ لحزب الليكود الذي يريد مواصلة نهجه في فرض الأمر الواقع, ليذهبوا بها إلى الانتخابات المزمع عقدها في 28 من آذار مارس القادم, كما أنها تأتي في تهيئة للرأي العام العالمي من أجل إيقاع اللوم على الجانب الفلسطيني ممثلة بالسلطة الفلسطينية والفصائل والثانية أن إسرائيل تتخذ من التصعيد الميداني ضد الشعب الفلسطيني سببا لنجاحها في الانتخابات. ورفض رباح تهديدات موفاز الموجهة لحركة حماس, قائلاً:" نحن نرفض هذا الأسلوب من قبل موفاز, فهو ليس وصياً على العلاقات الفلسطينية مع العالم أو مع أي طرف كان, فذلك يترك لما تقرره المصالح الوطنية العليا. وكان وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز أعلن امس عن تكثيف الضربات الاسرائيلية ضد المسلحين الفلسطينيين كما افاد مصدر حكومي. واوضح موفاز خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة انه امر الجيش بـ" زيادة الضغوط وتكثيف العمليات " لمنع وقوع هجمات وشيكة" ضد الاسرائيليين . وكان موفاز يشير الى الاعتقالات في الضفة والاغتيالات التي تطلق عليها اسرائيل"تصفيات محددة" لمسلحين في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث كثف الطيران الاسرائيلي غاراته في الاسابيع الاخيرة لمحاولة وقف اطلاق صواريخ قسام. من جانبه توعد مرشح حزب "كديما" للكنيست القادم الرئيس السابق للشاباك آفي ديختر بتحويل حياة الفلسطينيين الى جحيم اذا تبين ان المدفعية الاسرائيلية واعمال القصف التي يقوم بها سلاح الجو الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية غير كفيلة بوقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية. وجاءت تصريحات ديختر في اطار تصريحات ادلى بها للاذاعة الاسرائيلية العامة امس حيث كرر تهديداته باجتياح قطاع غزة مجددا قائلا" ان الجيش الاسرائيلي سيعرف اين يدخل في الاراضي الفلسطينية في شمال قطاع غزة لوقف اطلاق الصواريخ ". وجاءت تصريحات ديختر مكملة لتصريحات سابقة كان طالب فيها باعادة احتلال قطاع غزة. على صعيد اخر زعم موفاز ان حركة حماس تنوي مأسسة علاقاتها مع حزب الله على طريق ترسيخ سيطرة ايران على السلطة الفلسطينية". وقال موفاز الذي كان يتحدث خلال اجتماعه بمساعدة وزيرة الخارجية الامريكية ديفيد ولش ان اسرائيل لن توافق على ذلك مضيفا الى مزاعمه ان " هدف اللقاءات بين قادة ايران وحماس هي تجنيد دعم طهران ونقل "مسار الشر الى منطقتنا". وحسب ادعاءات موفاز فان " لدى حماس خطة ثلاثية المراحل للسيطرة على السلطة:تعيين وزراء والسيطرة على مكاتب الحكومة واجهزة الامن وسن قوانين اسلامية". وفي تعقيبه على تصريحات حماس لواشنطن بوست في نهاية الاسبوع, قال موفاز ان "عدم موافقة حماس على اي شرط من الشروط الاسرائيلية يدل على نواياها الحقيقية ". وادعى موفاز ان "حماس تلجأ الى "الكلام المعسول لخداع المجتمع الدولي والتظاهر بالمسؤولية". |