|
مليون شجرة زيتون من اجل فلسطين
نشر بتاريخ: 21/06/2005 ( آخر تحديث: 21/06/2005 الساعة: 11:03 )
خاص معا - بقلم الكاتب وديع عواودة- الناصرة
الدكتور خالد ديب من قرية مجد الكروم قضاء عكا الجليلية والمقيم في امريكا منذ نصف قرن تجاوز السبعين من عمره لكنه يتمتع بحيوية الشباب ويواصل بثبات مسيرة "المليون شجرة زيتون " من اجل السلام في فلسطين. على رأس وفد امريكي وصل الدكتور الفلسطيني الى البلاد أمس وشرع اليوم بجولات ميدانية في الجليل والنقب قبيل زياراته المرتقبة لاماكن في الضفة الغربية بهدف مواكبة مشروع مد الفلاحين الفلسطينيين باغراس الزيتون و"تحسس ثماره بكلتا يدي" كما قال فرحا. قبل نحو العامين اقام برفقة بعض اصدقائه جمعية " شجرة الزيتوزن من اجل السلام" في امريكا بهدف مساعدة الفلسطينيين في مختلف محافظات الوطن على التشبث بارضهم وزرعها باشجار الزيتون في مواجهة عمليات الاقتلاع والتجريف وقتل الشجر من قبل الاحتلال. ووضعت الجمعية التي يشارك في ادارتها متطوعون عرب واميركيون نصب اعينها تقديم مليون غرسة زيتون للمواطنين الفلسطينيين يتم تجنيد كلفتها بجمع التبرعات في المهجر. بعد ان خرج للتقاعد في عمله ضمن الهندسة الالكترونية انطلق الدكتور الفلسطيني في غربته قبل نحو السنتين بمشروع " المليون شجرة" بغية تعزيز صمود شعبه وايصال رسالة سلام ومحبة باسمه امام العالم كما يقول. في حديث اليه قال الدكتور دياب بكثير من الغبطة والتفاؤل انه كرس بعض اوقاته في الولايات المتحدة بكتابة المقالات واداء المحاضرات حول القضية الفلسطينية قبل ان يستنتج بضرورة تقديم ما هو عملي ومفيد أكثر لابناء جلدته. ولفت ان مشاهد اقتلاع اشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات في الاراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال قد استفزته ورأى بها احدى تجليات التهجير واجتثاث الانسان من ارضه "فقلت في سري :" هم يقلعون ونحن الزارعون". وقد بادر دياب قبل نحو العامين بمساعدة أصدقائه العرب والاميركيين الى تأسيس الجمعية المذكورة واخذ يدعو الجمهور بواسطة وسائل الاعلام وموقع خاص على الشبكة الى التبرع بشجرة زيتون واحدة على الاقل. وفي العام الاول جمعت الجمعية 30 الف غرسة زيتون تم اقتنائها وتوزيعها مجانا على أصحاب الارض داخل اراضي 48 خاصة في النقب و في محيط القدس المحتلة وسائرالضفة الغربية وهي تسعى لبلوغ المليون غرسة في غضون عشر سنوات. ولفت د. دياب الى ان التبرعات لا تقتصر على ابناء الجاليات العربية والاسلامية مشيرا الى ان الكثيرين من الاجانب واليهود الاميركيين يشاركون في المشروع وان ثريا يهوديا تقدميا، ألن غينتسبورغ من فلوريدا تبرع الاسبوع الماضي ب25 الف دولار. وقال المغترب الفلسطيني ان الجمعية تقوم بنشاطات اعلامية تبين الاضرار الكبيرة الناجمة عن قتل الشجر في فلسطين بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين الى جانب الاثار المدمرة لذلك على فكرة السلام واضاف " وخلال حملاتنا الاعلامية ندفع تهمة الارهاب عن العرب والمسلمين ونظهر تمسكنا الحقيقي بالسلام من خلال هذا المشروع الانساني". وعن اختيار الزيتون تحديدا قال دياب ان شجرة الزيتون حيوية لاقتصاد الفلسطينيين ولصمودهم اضافة لكونها معروفة ومقدسة منذ ايام سيدنا نوح ورمزا للبلاد واضاف " هذه الشجرة تطعمنا ثمارا طيبا ،زيتها برهم لكل داء وهي نصير استراتيجي للفقراء والمناضلين". واضاف" انهيت الدكتوراة في الهندسة الالكترونية في امريكا وعملت في تصنيع الصواريخ طيلة عقود لكنني لا زلت في روحي فلاحا ابن فلاح وانا سعيد بذلك." ايليان فليمينغ سيدة امريكية عضو في الجمعية قالت اثناء زيارتها سوية مع وفد الجمعية بلدة كفركنا أليوم انها تشارك في المشروع بدوافع التسامح والسلام وسائر القيم الدينية. وابدى اعضاء الوفد غبطته لزيارة مشاتل الاشجار والاراضي المزروعة باغراس الزيتون التي تم التبرع بها. وفي كفركنا شكر الحاج يوسف سعيد ( صاحب مشتل للزيتون واحد مؤسسي حركة "الارض" التاريخية )القيمين على المبادرة واكد اهميتها بالقول " اعطني زيتونا اعطيك صمودا" واضاف " والله امضيت عمري وانا ارعى كروم الزيتون التي املكها برموش العين واكاد امنح اسما لكل شجرة وكأنها واحدة من بناتي". |