|
كورونا .... أرقام وتساؤلات
نشر بتاريخ: 03/04/2020 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 15:03 )
الكاتب: إيناس عباد
عد ّ البعض أن مواجهة دول العالم الأول للڤيروس كانت فشلاً منقطع النظير على كافة الأصعدة، أوروبا وأمريكا التي تمتلك أهم مختبرات العالم وأكبرها، تقف مكتوفة الأيدي أمام الوباء، والفيروس ينتشر بلا هوادة في العالم أجمع، إلا من بضع دول في آسيا وأفريقيا ربما لا نميزها على خارطة العالم .... والجميع لديه تساؤلات، هل الفيروس تصنيع أمريكي أم صيني؟!؟ هل هناك لقاح أو عقار للقضاء عليه أو الحد من انتشاره؟! ولكن السؤال الذي لم يتوقف عنده الكثيرون، هل كان الهدف من هذا الفيروس القضاء على المسنين ومن تجاوزوا السبعين عاماً..؟!؟ حتى لا نلقي أحكاماً على الدول التي طالما عدّها الكثيرون مثالاً للإنسانية؛ وتغنوا بأخلاقها واهتمامها ورعايتها لكبار السن، ولننظر بدلا ً من ذلك إلى الأرقام.. إن المطلع على بيانات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بمعدل العمر والخصوبة وأعداد السكان، يجد أن معدل عمر الانسان في العالم يصل إلى ٧٢ عاماً، علماً بأنه في الكثير من دول افريقيا الفقيرة يدور في فلك الخمسين عاماً أو أقل، ربما يعود السبب لانتشار فيروس الأيدز فيها. في حين أن دولاً مثل ( كوريا الجنوبية، سنغافورة ، اليابان، اسبانيا وسويسرا، ايطاليا،.........امريكا) قد يصل معدل العمر فيها من ٨٠ -٩٠ عاماً ، ولا يغفل علينا أن معدل الخصوبة ( الإنجاب)في غالبية هذه الدول وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ومنظمات اخرى، قد وصل إلى أدنى مستوياته خلال السنوات الأخيرة، وهو الأقل في العالم؛ علماً بأن الصين واسبانيا وإيطاليا هي من الدول التي تتصدر قائمة الدول الأقل خصوبة...!!!! وبالعودة إلى اللوحة السيريالية التي يرسمها الفيروس، نرى أن انتشاره وفتكه وعدد الإصابات التي أحدثها متوازن تماماً؛ فالدول التي تعاني من شيخوخة، وانخفاض الخصوبة، انتشر فيها وقتل منها أكثر من سواها !! والمثير للدهشة أن هذا يتطابق مع النتائج الموجودة، فالوباء يفتك بكبار السن والمصابين بأمراض السكري والضغط والجهاز التنفسي وهؤلاء موجودون في الدول التي أشرنا إليها سابقاً، والتي معدل الخصوبة فيها منخفض، ومعدل العمر مرتفع؛ وهؤلاء أنفسهم يكلفون الدول أموالاً طائلة؛؟ رواتب تقاعد وتامين صحي وأدوية وعلاجات، ودور رعاية، وفي المقابل، هم ليسوا أيدي عاملة محركة لاي نشاط اقتصادي، أضف إلى ذلك أنهم لا يدفعون الضرائب بأنواعها... هل يمكن أن يكون كوفيد١٩ هو الوباء(الحل) لتلك الدول هل يكون هذا هدفًا غير معلن خاصة لقارة عجوز مثل أوروبا بعد ان أصبح بُناتُها ومؤسسوها عبئاً عليها. وإن كانت عمر السبعين هو العمر الذي اختاره العالم الرأسمالي ليكون خط النهاية للإنسانية متغافلين عما قدمه هؤلاء من علوم واكتشافات وفن وأدب وحضارة، هل سيكون جيل الخمسين هو المستهدف لخط النهاية في العام ٢٠٥٠ مثلاً !؟!؟ وهل يكون فيروس كورونا قد عرّى الرأسمالية اللاإنسانية بأقبح صورها!؟!؟ ونعود للقول إنها أرقام وليست أحكام.. اذ بحسب الخبراء الاقتصاديين قد يكلف هذا الفيروس الناتج المحلي الإجمالي العالمي ما يزيد على (٢-٣) تريليون دولار ، فهل هو جدير بأن يُنشر بهذه الصورة!؟ وما هي التغييرات الجيوسياسة التي سيحدثها بعد انحساره!؟ هل ما يحصل سيدفع أوروبا نحو تفكك محتوم للاتحاد الأوروبي؟؟؟!؟ أو اتحاد بقواعد جديدة!؟ هل هو الوقت الذي تتأكد كل دولة في أوروبا أنها وحيدة رغم الاتحاد، بعد أزمة ايطاليا وأسبانيا وارسال الصين المساعدات للعالم.. !!!هل ستغفر ايطاليا ؟!؟ مما لا شك فيه أن أوروبا ستكون أمام أسوأ كوابيسها سياسيًا واقتصاديًا وبدون شك اجتماعياً ونفسياً على مستوى الأفراد والمجتمعات. |