نشر بتاريخ: 05/04/2020 ( آخر تحديث: 05/04/2020 الساعة: 22:09 )
لم تستطع ان تنزعه؛
هو ليس كالبشرة تماما،
ولا الاجنحة،
ليس وحمة،
ولا كالزوائد اللحمية،
كان يرفع شعلة جسده،
ويشرح درسا
في ذوبان العناصر.
جلده المسلوخ من تسلق النخلات،
وسحب المراسي،
والتجذيف بقوة في اللامكان،
وبتلك العلامات على جسده،
والنسر على ظهره،
وبكيس خلطات الاعشاب التي احضرها
من مدينة الغيب واوراق التنبول
التي يعرف يقينا انها تسبب السرطان،
وانابيب الزئبق الاحمر،
واوراق البردي
وجذور زهرة اللوتس
التي قد تفيد في تعقيم الجروح،
وسيفا من قلعة آلموت،
وجمجمة حاكم قبيلة الانغا،
يشرح درسا في ضيق الجغرافية
لحبيبته
التي لم تعد من صوته.
يبدأ ترجمة الوشوم عن جسدها:
في البدء كان الماء؛
لكنه غرق.
يستطيع الان ان يحمل البرينيه اليها،
وان يحوطها بأسود قصر الحمراء،
لكنها لا تستطيع ان تقول الوقت،
لأنها سمكة في يده،
وهو طائر؛
ينقر صفحة الزمن.
يكتفي بادخال الغابات الى غرفته،
واستجواب اشجارها:
ايها سيصبح سريرا للوحدة
وايها سيكون نافذة تطل على اللاشيء؟
يُجْلس التماثيل،
ويسكب لها بعض النبيذ،
ويشعل لها اشجارا في الكلام
ويتفرج على تورد وجناتها،
حين يحدثها عن الحب؟
يمكنه ان يقرأ المستقبل تماما،
لانه يعرف الماضي.
يحاول ان يتهجأ كتاب الصمت،
وان يفكك لغز الضباب
الذي اعتاد ان يحيط به،
كلما صعد فيها.
يتنقل على ناقة ألفية،
يوقظ الرمل،
ويتبع خط النجوم
الذي لم يكن سوى قلادة،
سقطت منها.
المغارات
- التي اوقد النار في مداخلها-
ما زالت تمسح أثر ليلته،
حتى الهياكل العظمية في اعماقها
ما زالت تحس بالدفء.
يتنقل على بغلته،
يحكي للفقراء
والمجانين
والمشردين
والمغنين،
للقتلة في السجون
وللذين يعرفون الله،
عن حريرها،
وحرها،
وحريقها،
وحرف سرتها،
وخوابيها،
وخفة نجمها،
وخوفها مما تعرف،
ورجفتها.
يحمل سهامه ويعود في قفص،
لا يذكر سوى الطريق،
الذي قاده اليها.