|
جائحة كورونا تلاحق اللاجئين الفلسطينيين في بلجيكا
نشر بتاريخ: 13/04/2020 ( آخر تحديث: 13/04/2020 الساعة: 23:33 )
بروكسل - معا-تقرير يوسف حماد-يحاول الشاب الفلسطيني التسامي على الواقع بعيدا عن نشاز اصوات القنابل ورائحة الموت التي تعلو في حياته اليومية، عبر الهجرة ورحلات اللجوء الى ما وراء البحار والمحيطات البعيدة. يملك هذا الانسان تجربة مغايرة غير السائد في تنقله القسري من الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدا قطاع غزة، تجاه مدن العالم للبقاء او للنجاة من واقع الاحتلال وتداعياته على ايامه وظلالها البائسة ، مما يدفع الشباب للبحث عن واقع يعتقدون انه ايجابي وافضل عبر الهجرة واللجوء الى دول العالم طالبين الأمن والحرية ومراكب العيش الكريم، من هذه الدول مملكة بلجيكا الاتحادية في اوروبا. هنا بروكسل قلب عاصمة الاتحاد الاوروبي، لا تحجب الالوان الزاهية حقيقة ان الخوف صار قسيم جديد للسكان بما فيهم اللاجئين الفلسطينيين في مراكز ومخيمات اللجوء بفعل جائحة كورونا . في هذا البلد الصغير الذي يتحدث اهله ثلاث لغات مختلفة يعيشون تحت صدمة اعداد الضحايا اليومية، يراقب الفلسطينيون معهم بعين القلق ايضا التطورات الصحية لما نالهم من مرض وحجر وألم مضاعف من ذات الوباء القاتل. يتواجد في بلجيكا اكثر من 15.000 فلسطيني اغلبهم لاجئون من قطاع غزة منذ عام 2014 فقط ، تزايدت اعدادهم بشكل لافت خلال السنوات الثلاثة الاخيرة وفق السفير الفلسطيني ، يعيشون اوقات صعبة بفعل كورونا حيث يتواجد معظمهم داخل مراكز لجوء حكومية ، ولا يوجد احصاء رسمي لأعدادهم داخل المخيمات، جزء منهم مصاب بفيروس كوفيد 19. يقول السفير الفلسطيني لدى بلجيكا / لوكسمبورغ والاتحاد الاوروبي عبد الرحيم الفرا " السفارة قامت بعمل خلية أزمة لمتابعة اوضاع الفلسطينيين بشكل عام والمصابين تحديدا في ظل اجراءات الحجر الصحي الحكومي في البلاد ومنع التجول الجزئي، والتي يصعب فيها تأمين المستلزمات الاساسية اثناء الحجر المنزلي والإصابة بالفيروس في ان واحد للأفراد (...) تم تقديم معونات عاجلة غذائية ومادية، خاصة للأشخاص غير المصحوبين ويعيشون بمفردهم سواء الطلاب الجامعيين او طالبي اللجوء(...) قرابة المأة اتصال يوميا نقوم بها لنجدة المصابين بالطرود الغذائية والاطمئنان عليهم بالاضافة الى بعض الدعم المادي والحضور بشكل شخصي اذا سمحت الحاجة والضرورة". واكد الفرا وجود 64 فلسطيني مصابين بفيروس كورونا اكثرهم في الحجر المنزلي، حيث خرج منهم 14 فردا للحياة الطبيعية بعد شفاءهم بينما تمكث حالة واحدة في المستشفى حيث يعاني المريض وضع صحيا اضافيا ". وحتى كتابة السطور توفي 3903 انسان واصيب قرابة 30.000 شخص بفعل فيروس كورونا في بلجيكا التي قررت تمديد حالة الحجر حتى الاسبوع القادم في البلاد. وتابع الفرا والذي ينحدر من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة وانهى دراسته العليا في فرنسا " شكلنا قائمة باسماء الطلاب الفلسطينيين في كافة جامعات بلجيكا لمتابعة تطوراتهم فيما يتعلق بالمساعدة وتطورات ملفهم التعليمي في ظل الحجر الصحي وتأكيد الالتزام بتعليمات السلطات المحلية في البلاد". وختم السفير الفرا حديثه " نحن نحاول تلبية جميع النداءات والمساعدة المطلوبة(...) هذا واجبنا الوطني المكلفيين به من القيادة الفلسطينية، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع لتلبية كافة الاحتياجات المطلوبة قدر المستطاع". وتنشط السفارة الفلسطينية في بلجيكا ولكسمبورغ بشكل فعال على شبكات التواصل الاجتماعي ايضا لنشر التعليمات والتحديثات اليومية فيما يتعلق بالتعليمات الخاصة بها او التي تنشرها السلطات البلجيكية وأعداد المصابين الجدد وكيفية التواصل مع السفارة الفلسطينية في حالة التطورات المرضية ، و ساعات العمل الدبلوماسي والحاجات الشخصية للفلسطينيين بالإضافة الى الصفحات الخاصة بالجالية الفلسطينية وبعض المنظمات والجمعيات الفلسطينية العاملة في بلجيكا. الشاب محمد العطاونة لاجئ فلسطيني يعيش في مدينة لوفن الجامعية وسط بلجيكا ويعمل في القطاع الصحي اصيب بفيروس كوفيد19 وتعرض لانتكاسة صحية غير متوقعة ولكنه عاد سريعا منها وتعافى بشكل كبير. يقول العطاونة وهو متزوج واب لطفل" ان البقاء تحت رحمة المرض، اصعب من الالم نفسه الذي يصاحب كل حركة بدنية ويجعل السعال صعب جدا(...) تلقيت اتصال هاتفي اثناء فترة الحجر المنزلي من السفير الفلسطيني في بلجيكا الذي لم يخيب المعهود عنه، للاطمئنان وتقديم المساعدة، ولكني من المصابين الذين لم ينقلوا للمشفى لذلك كانت حالتي افضل من غيري ربما". فيما نقلت ريهام ناصيف والقادمة من اريحا والتي تدرس الاثار في جامعة لييج البلجيكية تجربتها المقلقة " انا اعيش مع شقيقي في المانيا،وادرس في بلجيكا، نحن نعاني بعض الشيء بسبب توقف الدراسة وعدم امكانية العودة السلسة الى فلسطين، يجب علينا متابعة التعليمات المهمة من السلطات ومحاولة البقاء بأمان صحي تام. وحول القدرة على التأقلم مع الحجر قالت ناصيف " انه امر مرهق نفسيا ان تكون في مكان يعج بالمصابين ولا تستطيع تقديم المساعدة مع شعور الخوف والقلق على نفسك والقلق المضاعف من الاهل في اريحا حيث الاتصالات اليومية معهم لا تتوقف، مكتوب علينا الكفاح في كل مكان نتواجد فيه". علي شعث شاب فلسطيني خرج من مخيمات اللجوء في بلجيكا الى حياته الخاصة ولكنه اصطدم بفيروس كورونا والذي الزمه الفراش حيث كان يصارع الالم بالأدوية وكتم الصرخات. يقول شعث 30 عاما " خرجنا من غزة التي كانت حاضرة انسانية ولكنها اصبحت اسوء مكان للعيش في العصر الحديث مع زخم هائل يملئ الفلسطينيين كلهم من اجل رؤية تفاصيل الحياة الطبيعية التي نتمنى ، ولكن المرض المفاجئ يجعلك اكثر قوة وتماسك لاجل انجاح الامل الذي يعطينا الصلابة لرؤية من نحب". ويختم شعث تجربته المرضية بالقول " الفيروس يشعرك بتقلص في الانفاس ثم تنهار كتلة العضلات وتتشكل مجموعة تقلصات لكل منها ألمه، وينتهي الامر بانقطاع مؤقت للانفاس يقول ان الالم مؤلم جدا". |