|
كورونا-ماذا قبل و ماذا بعد: أين القلق؟
نشر بتاريخ: 14/04/2020 ( آخر تحديث: 14/04/2020 الساعة: 02:32 )
الكاتب: د. حمزه الزبدي- أخصائي علم الأوبئه و الصحة البيئية
من إيجابيات كورونا أنه كشف مدى جنون نمو الإقتصاد العالمي في أخر ٣٠ عاما مع تحرر أعمى لكافة الأخلاقيات و المبادئ الإنسانية و إمتثال كامل لقواعد السوق. هذا دفع ليس فقط بإتجاه التغيرات المناخية الشديده و لكن أيضا إلى تغيير في التنوع البيولوجي و الذي شكل نقطة البداية لإنتقال الفيروس التاجي-٢ (كورونا) للبشرية جمعاء.
إن هذا الاقتصاد العالمي الذي يحركه السوق قد وصل إلى حدوده و سيكون هناك إنهيار إقتصادي (٢٠-٣٠٪ من الثروه العالمية) كما تشير الهيئات الدولية و مراكز الأبحاث مما سيكون له عواقب رهيبة و خصوصا العواقب الاجتماعية على المدى القصير و المتوسط، خاصة بالنسبة للفقراء من بطالة و فقدانهم لعشرات ملايين الوظائف و هذا ممكن هنا وهناك أن يشعل انفجارا اجتماعيا وحروبا أهلية أو إقليمية.
الدافع الثاني للقلق من وجة نظري هو ما تواجه البلدان الأقل نموًا (خاصة في إفريقيا) من تأخيرات لتفشي وباء كورونا قد تكون كارثية على هذه البلدان من ناحية و قد تؤدي بدورها إلى موجة عالمية ثانية من الوباء أكثر فتكأ من ناحية أخرى لا تتوقف حتى يتوفر اللقاح المناسب.
حسب علمي, إن مناعة القطيع ما زالت ضعيفة جدا و نحتاج إلى مزيد من الفحوصات المناعية الهائلة في العديد من الدول و البلدان لمعرفة المزيد عنها. حتى ذلك الوقت, فإن الأمل لدي قليل في احتواء هذا الفيروس أو في التلاشي الذاتي له و ذلك لما قد يكون لهذا الفيروس من قدره كبيره على إحداث طفرات جينية في سلالتة الوراثية و قدرتة العالية على التكيف مع ظروف عديده.
|