|
اسرائيل ليست اسما لدولة... انها وحدة اغتيالات
نشر بتاريخ: 14/04/2020 ( آخر تحديث: 14/04/2020 الساعة: 11:59 )
الكاتب: عيسى قراقع
الاسير القائد مروان البرغوثي في الذكرى التاسعة عشر لاعتقاله وبمناسبة يوم الاسير الفلسطيني تحل ذكرى 17 نسيان يوم الاسير الفلسطيني، هذا اليوم الذي تبناه مجلسنا الوطني كيوم عالمي وانساني ووطني للتضامن مع الاسرى الفلسطينيين واطلاق سراحهم، هذا اليوم الذي يرتبط تاريخياً بانتفاضة وثورة شعبنا الفلسطيني عام 1936 ضد الاستعمار البريطاني والغزو الصهيوني الذي احتل الارض وارتكب المجازر والمذابح بحق شعبنا، لانقل الى شعبي وقيادته وحكومته ومؤسساته والى كل احرار العالم تحية الاسرى والاسيرات الصامدين خلف قضبان السجون، يقارعون السجان والظلم بأرادتهم وصبرهم وأرواحهم العنيدة، لأؤكد للقاصي والداني ان اليوم الاخير في عمر الاحتلال هو اليوم الاول للسلام في هذه المنطقة، وانه لا سلام مع الاستيطان والاعتقالات ونظام الابرتهايد الصهيوني الذي بات يشكل خطرا على الامن والسلم في العالم، وقد حان الوقت لاعتراف الامم المتحدة بأن الاسرى الفلسطيين اسرى حرب لحركة تحرر وطني وليسوا ارهابيين ولا امنيين كما تزعم دولة الاحتلال. السيد الأمين العام: اسرائيل ليست اسما لدولة، انها عصابة منظمة في وحدة اغتيالات، في مثل هذا الشهر من عام 2002 اغتالت اسرائيل الصلاة والعبادة بحصارها كنيسة المهد في بيت لحم، حاصرت القدس عاصمتنا واطلقت النار على آيات الرحمن في المسجد الاقصى والترانيم القدسية في كنيسة القيامة، ارتكبت مذبحة مخيم جنين وحاصرت الشهيد المؤسس ابو عمار في المقاطعة، دماء كثيرة في شوارعنا وبيوتنا، قيود كثيرة ترسف في ايادينا، لكننا لازلنا نوقظ ارضنا، نخرج من خلاياها ضحايانا، نهتف نعم لن نموت ولكننا سنقتلع الموت من ارضنا. السيد الامين العام: نحن الاسرى في السجون تعرفنا اكثر على دولة المعسكرات على وحدة الاغتيالات، الكل هنا يحمل الاغلال الحديدية، اسلحة ورصاص وقنابل غاز وكلاب بوليسية وهراوي واقنعة سوداء واجهزة تنصت، يراقبون شهقاتنا ويقفون خلف كل باب، ينتظرون موتنا في المؤبدات، لوائح اتهام واجراءات ضد الحياة الانسانية والطبيعية. لا تصدق ايها الامين العام ان اسرائيل دولة حضارية وديمقراطية، انها تغتال الشرعية الدولية والسلام العادل في المنطقة، وتلاحق مؤسسات حقوق الانسان، دولة عسكرتارية مغلقة، تمارس البلطجة على العالم، تمارس الارهاب اليومي وتسمم اجواء الدنيا برائحتها الفاشية، هي الوباء السياسي في هذا الكون، وسيأتي يوم تصبح فيه اسرائيل كتيبة اغتيالات لكل ضمير حي في المجتمع العالمي، واخشى ان تعتقل اسرائيل اعضاء الامم المتحدة الذين تمنعهم من دخول فلسطين و تطردهم من المطارات وتهاجم الحقيقة في تقاريرهم الدولية. السيد الامين العام: وحدة الاغتيالات التي تسمى اسرائيل تريد ان يحطم السجن معنوياتنا وان يلغي المعالم الفردية الذاتية لنا لتقضي على تلك الشرارة التي تجعل منا بشرا وافرادا متميزيين، لكننا اخرجنا السجن من داخلنا واعتبرنا نضالنا في المعتقل نسخة مصغرة عن نضالنا الكبير، وعلينا ان نكافح كما كنا نكافح في الخارج، لا مقايضة على الحرية والكرامة، وكان ذلك ضمانا باننا سوف ننتصر لان أي جهة تحاول ان تسلب كرامتنا سوف تخفق، لن نتخلى عنها مهما كان الثمن وتحت أي ضغوط. اسرائيل ليست اسما لدولة انها وحدة اغتيالات يحكمها حاخام متطرف في مدرسة دينية، الكراهية والطغيان والتعصبية، لا نجد في الشوارع وعلى نقاط التفتيش سوى وحوش آدمية، دولة تستمد مبادئها مما يسمى توراة الملك، القتل والذبح والنهب والسلب وعدم قبول الآخرين، ملاحقة الشهداء حتى بعد موتهم، تحبسهم في مقابر الارقام او في الثلاجات الباردة، كرست المنفى للشعب اليهودي مرة اخرى، الغيتوات صارت هنا، جاؤوا بلا ذكريات، وجدوا انفسهم يتماثلون مع الذين اضطهدوهم في معسكرات النازية. اسرائيل وحدة اغتيالات في شكل دولة، اغتالت الشجر والتاريخ، بلدوزرات وجرافات واستيطان، تغيير المكان واسكات الزمان، يحفرون وينبشون فلا يجدوا لهم هيكلا ولا اثرا، وجدوا جماجمنا وفؤوسنا وذهبنا والف بئر ماء في جوف التراب. اسرائيل ليست اسما لدولة انها وحدة اغتيالات، اغتالت اتفاقية منع انتشار الاوبئة وتركت الاسرى فريسة لوباء الكورونا دون حماية، اغتالت ميثاق جمعية الاطباء الدولية عندما استهترت بصحة الاسرى وتركتهم فريسة للامراض المزمنة، اغتالت ميثاق روما للمحكمة الجنائية باستمرار الاعدامات الميدانية التعسفية خارج نطاق القضاء، اغتالت الاعلان العالمي لحقوق الانسان باستمرار الاعتقالات التعسفية اليومية، اغتالت اسس العمل البرلماني والشرائع الانسانية عندما تحول برلمانها الى ورشة عمل لصناعة القوانين والتشريعات العنصرية والعدائية، فلا تصدق ايها الامين العام ان اسرائيل تريد السلام، ولا تصدق ان صفقة القرن هي مشروع للسلام والرفاهية، انها تكريس الابرتهايد والاحتلال بأشكال اكثر قسوة وعنفا، هذه الصفقة تبحث عن رفاهية الاحتلال وبقاءه وليس عن سلام الشعب الفلسطيني والعدالة الانسانية. السيد الامين العام: رأسي مرفوع الى السماء وخطاي متجهة الى الامام، الامل لم يفارقني لحظة واحدة طوال حياتي في السجن، اصبحت على يقين بأن النصر حليف الصابرين، وسأخرج من عالم الاسمنت والحجر يوما الى فضاء وطني، لقد سلبني السجن حريتي ولكن لم يسلبني احلامي وذكرياتي. اسرائيل ليست اسما لدولة، انها وحدة اغتيالات، واذا لم نكن قادرين في الوقت الراهن على هزيمة هذه الدولة الحاقدة، لكن سنجعل احتلالها وحكمها امرا في غاية الصعوبة. اريد التأكيد للعالم انني لو غادرت السجن يوما ووجدت الاوضاع والظروف نفسها التي كانت قائمة عندما دخلته، فسأضطر الى مواصلة كفاحي نفسه الذي اعتقلت بسببه، حرية شعبي جزء من حريتي. |