وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

السياحة في فلسطين في ظل حالة الطوارئ.. إلى أين ؟؟؟

نشر بتاريخ: 14/04/2020 ( آخر تحديث: 14/04/2020 الساعة: 14:40 )
السياحة في فلسطين في ظل حالة الطوارئ.. إلى أين ؟؟؟
الكاتب: ابراهيم الحافي

تعتبر السياحة الوافدة احد أهم الصادرات الفلسطينية والتي تلعب دور مزدوج بشكل مباشر وهو دورها الإقتصادي ممثل بتشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة ، والإستثمارات الضخمة في هذا القطاع ومردودها، ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وكذلك تنشيط السوق الفلسطيني نتيجة المشتريات،إضافة الى تقاطعه مع القطاعات الأخرى الزراعية والصناعية، اما الدور الآخر فهو سياسي بشكل غير مباشر من خلال حضور قوي لفلسطين على الخارطة السياحية العالمية الأمر الذي يساهم في نقل رسالتنا في التحرر وتعزيز وعي المجتمع الدولي في دولة فلسطين، فالعمل الدؤوب من أجل الحفاظ على هذا النوع من الصادرات وتنميته بشكل مستمر هو بديهي واساسي، وبلا شك فإن صادرات اي قطاع معرضة للأزمات بانواعها سياسية كانت ام صحية وازمات احتلاليه صهيونيه وغيرها من الأزمات، وكلنا على ثقة مطلقة بحكمة ورؤية دولة رئيس الوزراء في إدارته المباشرة لهذه الأزمة الأمر الذي يعكس عمق التفكير والقرب من المواطن. والحرص على القواعد الاقتصادية والاستثمارات الفلسطينية والتي تعتبر قصص نجاح على المستوى الفلسطيني كاستثمارات في القطاع السياحي

وإنطلاقا من مبدأ ان لكل مرحلة قواعدها وأسسها، فإن ما يتم بنائه في المرحلة التي تتبعها يعتمد على الأساس المتين للمرحلة السابقة بكافة مكوناتها، مع إداركنا التام للثقل والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق حكومتنا الفلسطينية وحجم التفاصيل التي تقتضي المتابعة ، فالمسؤولية تشمل الجميع " وكلنا راعِ وكلنا مسؤول عن رعيته" فمن واجبنا الحتمي مساندة الحكومة في هذه المحنة الصعبة واحد اهم اشكال المساندة هو إظهار بعض التفاصيل، ولعل القطاع السياحي يشهد بعض التفاصيل الجديرة بالإشارة والتي تتمثل في التحقق في مسألة التعامل مع اصحاب الفنادق فيما يتعلق بتحولها الى مراكز حجر " وهنا نؤكد على مسألة طريقة التعامل" وليس على مبدأ الإستفادة من الفنادق كحلقة من حلقات إدارة الأزمة، فأصحاب الفنادق جنود في هذه المعركة ولكن آلية التنفيذ قد تحتاج الى النزول لبعض التفاصيل :

1- التدرج على مستوى تصنيف الفندق : الفنادق في فلسطين مصنفة على أكثر من مستوى حسب درجة النجوم ، وبطبيعة الحال كل نجمة تعني حجم إستثمار ليس هين وكبير وبرأس مال وطني فلسطيني ، وبالنظر الى عدد الإصابات في فلسطين فأعتقد ان الفنادق بتصنيف نجمتين أو ثلاثة نجوم كافية لإحتواء جميع الاصابات في فلسطين مع بعض المراكز الصحية التي تم تخصيصها من قبل وزارة الصحة، فمسألة التدرج مسألة تقتضي الإهتمام.واعادة النظر فيما حصل وهذا ليس عيبا في اعادة التقيم في القرارات وطرق التعامل مع اصحاب هذه المنشآت

2- التدرج على مستوى عدد الغرف : ويتمثل في انه حتى في الفنادق اربعة أو خمس نجوم والتي تحتوي على عدد كثيرة قد تصل الى 100 غرفة مثلا في الفندق، فيمكن تحويل طابق كامل منعزل وخاص بالإصابات بدل الحجر على الفندق باكمله، وينطبق هذا الفنادق الأخرى

3- هناك تذمر كبير من اصحاب الفنادق من طريقة التعامل مع اصحاب الفنادق عند استلام فنادقهم وطريقة التبليغ لقرار جعل الفندق مكان حجر صحي دون اي إجراءات قانونية او حتى استلام رسمي او اي ضمانات لاملاكه ولا يمكن لتخصيص فندق اربع او خمس نجوم مثلا والاعلان عنه واستخدامه كمركز حجر صحي لحجر شخص واحد او اكثر

4- ان قاعدة الاستثمار السياحي الفندقي في فلسطين وحجمها والبنية الاستثمارية التي استطعنا بناءها خلال السنوات الماضية وهذه الاستثمارات برأس مال وطني لا يمكن تدميره بهذا الشكل ولا يمكن لنا بسهوله اعادة هذه الاستثمارات واعادة الثقة بها واستخدامها من قبل زبائنهم والسائحين الوافدين لفلسطين من كل دول العالم بسهولة وسيكون مكلفا جدا للمستثمرين وللدولة والحكومة تشغيل تلك الفنادق بعد انتهاء الازمة والجائحة لاننا بحاجة الى اعادة ترميم وتأهيل هذه الفنادق مره آخرى

5- اتمنى اعادة النظر بكل تلك الاجراءات التي يتم استلام الفنادق بها واخذ القرار بوضع هذه الفنادق كمراكز حجر والتدرج بتخصيص الاحتاجات ومشاركتنا ومشاورتنا كوزارة سياحة واثار كجهة اختصاص وجمعية الفنادق العربية وليس القرار للمحافظين ووزارة صحة فقط

*** بالاردن الشقيق منعوا استخدام الفنادق المصنفة اربع نجوم وخمس نجوم الا اذا اقتضى الامر لذلك وحتى بحالة اقتضى الامر يبدأون باستخدام طابق طابق وليس كل المنشأة السياحية الفندقية

*** نحن بحاجة الى غرف واسرة وخدمات صحية ولسنا بحاجة الى تدمير قطاع سياحي كامل

اتمنى اعادة النظر بالموضوع برمته وحق لاصحاب هذه المؤسسات ضمان حقوقهم واستثماراتهم وهناك رعب كبير لديهم على املاكهم ومستقبلهم.

وعلينا ان نتميز بعمق التفكير والنظرة الاستباقية الثاقبة، وحسن التصرف والتدبر، وتجلي عبقرية الاستثمار لأصغر العناصر المتاحة، وإلباس كل حالة لباسها المناسبة وعلى قلة الإماكانيات المتاحة وكثرة المعيقات المحيطة، ما وضع التجربة الفلسطينية في مصاف الخبرات العالمية، ما أثار إعجاب وتقدير دول العالم لأداء حكومتنا الرشيد في مواجهة وادارة الجائحه التي المت بالعالم وعلينا ان نبني ونركم على هذا التميز بقطاعنا السياحي بعد انتهاء هذه الازمة العالمية.