وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العزل في زمن الكورنا هو واجب وطني

نشر بتاريخ: 15/04/2020 ( آخر تحديث: 15/04/2020 الساعة: 20:08 )
العزل في زمن الكورنا هو واجب وطني
الكاتب: السفير حكمت عجوري

يدور الحديث في هذه الاونه عن عصر ما بعد الكورونا وبتفائل شديد لدى البعض وكانه عصر ما بعد المسيح الدجال مع فارق كبير لصالح الفيروس الذي يفرض ظلمه على ضحاياه دون تمييز فهو لا يفرق بين بني البشر لا بين الحاكم والمحكوم ولا بين الغني والفقير ولا بين الوزير والخفير كما اصبح معروف للجميع وكانه رساله من السماء الى البشريه ان اتقوا الله فيما بينكم وتذكرو قدرته عليكم.

ما سيحدث مستقبلا وبعد الخلاص من هذه الجائحه وسواء اكان ذلك للافضل او للاسوأ فيما يخص التعامل ما بين البشر ما زال في علم الغيب ولكن ما نحن بصدده الان هو كيف نواصل الحياة اصحاء في زمن الكورونا الذي ما زال عمره ايضا في عالم الغيب سواء اكان اسابيع ام اشهر ام اكثر ، وحتى نواصل الاستمتاع بما انعم الله به علينا من تلقائية التنفس بعيدا عن ميكانيكية التنفس عبر الاجهزه التي يبدو انها ليست اقل قسوة من الفيروس نفسه خصوصا وان هناك دراسات بدأت تُظهر عدم الحاجه لهذه الاجهزه كون فيروس الكورونا المستجد وبحسب هذه الدراسات يفتك بضحاياه بوسائل مختلفه

حيث اظهرت هذه الدراسات بان نقص الاوكسجين في الضحايا ناتج عن غزو الفيروس لمادة الهيموغلوبين الحامل والناقل للاوكسجين الى كافة اعضاء الجسم الامر الذي يؤدي الى تحرر الحديد من هذه الماده وتراكمه في الدم بنسب عالية تودي الى احداث تسمم يؤدي الى التهابات رئويه كيماويه نتيجه لذلك وليس التهابات فيروسيه كما هو الاعتقاد السائد وهو ما يستدعى ان صحت هذه الدراسات البحث عن وسائل علاج جديده كنقل الدم للمرضى كوسيله لتوفير هيموغلوبين جديد لتعويض ما دمره الفيروس لنقل الاوكسجين داخل الجسم او استخدام عقار يحمي الهيموغلوبين كذلك المستخدم في علاج الملاريا.

هذه دراسات علميه صعبة الشرح والفهم لغير الاطباء الذين يتوجب عليهم سبر اغوار كل ما هو جديد في هذا الخصوص وعليه فنحن لسنا بصدد الخوض اكثر فيها وانما التركيز على ما نحن بصدده وهو كما اسلفت العيش بامان في زمن الكورونا .

الثابت الوحيد في زمن الكورونا انه ينتقل بين البشر عبر الرذاذ التنفسي وحتى يصاب اي كان لا بد ان يكون باحتكاك مع مصاب اخر الذي قد لا تبدو عليه اي من اعراض المرض التي اصبحت الان معروفه لدى الجميع الامر الذي يؤكد على ان الاحتكاك بين شخص واخر باعراض ظاهره او بدونها هو الوسيله الاساسيه التي ينتقل بها هذا الفيروس .

كما ان لمس اي شخص بيده لاي لسطح وقع عليه رذاذ من المصاب ثم لمسه بها لوجهه قبل غسلها بالماء والصابون هي وسيلة انتشار بنفس الدرجه من الاهميه .

الامر الذي يؤكد وبدون اي لبس على ان العزل يبقى الوسيله الوحيده المتوفره كوقايه خير من علاج في ظل عدم توفر لقاح او علاج لهذا الفيروس .

ان تاخر العديد من الدول في فرض العزل كان السبب الاساسي وراء هذا الانتشار الكبير لفيروس الكورونا المستجد بينما كانت سرعة فرض العزل من قبل السلطات على سكان ووهان الصينيه وبالقوة احيانا ومنذ لحظة اكتشاف المرض كان السبب في تغلب الصين عليه ومحاصرته والحؤول دون وصول الفيروس لمدنها الاخرى ولكن وعلى العكس من كل ذلك فقد ساهم خروج الصينيين وغيرهم من المصابين من هذه المدينه المبوءه في حينه في نقل هذا الفيروس الى العالم .

طبعا هذا هو التفسير الوحيد المخالف لنظريات المؤامره التي ما زالت تخرج علينا بين الفينة والاخرى وتكيل الاتهامات ما بين عملاقي زمن الكورونا الصين واميركا عن من هوالمسؤول عن تفشي هذا المرض كجائحه عالميه.

دولة فلسطين في هذا السياق وبفضل حكمة القياده فيها ما زالت تتقدم على اكبر دول العالم في حماية شعبها من هذا الخطر الذي ما زال يهدد البشريه وسيبقى كذلك مهددا الى ان يتم اختراع علاج قاتل لهذا الفيروس او لقاح لحماية البشريه من شر الاصابه به كما حصل مع الامراض المعديه الاخرى.

ما سبق لا بد وان يكون بمثابة جرس انذار لا يتوقف عن الرنين في اذن كل شخص يحاول تجاهل قرار السلطه بالعزل الذي كان له الفضل في الحد من الانتشار قياسا مع اي دوله اخرى الامر الذي يستدعي ان يتحول العزل الى قانون ضبط ذاتي من قبل كل الناس دون الحاجه الى اضطرار السلطه لفرضه بسلطة القانون والمحاسبه والعقاب للمخالفين.

اضافة الى ان ذلك يشجعني على طرق باب العمال الفلسطينيين في مصانع الاحتلال والذين لا انكر في انهم مجبرين على ذلك لعدم توفر مصدر رزق بديل والا لما ذهب اي منهم الى هناك وهم يعلمون انهم بعملهم يعوضون غياب الجنود الصهاينه الجاثمين على صدور ابناء شعبهم ويمعنوا بهم قتلا واهانة بمن فيهم احبة واقرباء هؤلاء العمال ومع ذلك وبسبب قانون المُروالأمَر منه الذي لا مفر منه الا ان غض الطرف هذا لا يعفي اي من عمالنا من المسؤولية وذلك بعدم عودتهم متسللين الى بيوتهم تحت اي ظرف وهم حاملين رغيف عيش مغمسا بفيروس الكورونا الاسرائيلي وهذا ليس تجني على دولة الاحتلال ، بدليل تعاملها غير الانساني مع هؤلاء العمال بعدم توفير ظروف عمل تحميهم من العدوى او عدم القيام بفحص من تظهر عليه اي من اعراض هذا المرض.

كل ذلك يستدعي وطنيا واخلاقيا من عمالنا الالتزام الكامل بقانون مكافحة انتشار الفيروس الذي اقرته السلطه منذ اليوم الاول من اجل حماية كل ابناء شعبنا بدون تمييز والذي بسببه تربعت فلسطين كما اسلفنا على راس دول العالم في مكافحة هذا الشر المستطير خصوصا وان معظم الاصابات الجديده هي من بين هؤلاء العمال او مخالطيهم .

الاحتلال الذي افرج عن مجرميه الجنائيين من سجونه خوفا عليهم من العدوى هو نفسه الذي يزج باسرانا ، اسرى الحريه في ظروف غير انسانيه تعرضهم فيها للعدوى بهذا الفيروس وكانها تسوقه لهم وهو ما يضيف شهاده حية لعدم انسانية هذا المحتل الصهيوني .

جائحة الكورونا ربما تكون خطأ بشري ولكنها ليست حرب بيولوجيه كما المح بعض اصحاب نظرية المؤامره الا ان هذه الجائحه ومن المؤكد انها امتحان اخير لانسانيتنا كبشر نتشارك العيش على هذا الكوكب لعل المجرمين في هذا الزمان يتعظون والسؤال الملح في هذا السياق هل من سميع في دولة الاحتلال.