المعادلة الواضحة ، لا مساومة عليها

معادلة واضحة تلك التي تحكم العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية . اسرائيل تريد الارض بدون سكان ، لا اكثر ولا اقل ، بوضوح لا يرقى اليه اي شك ، وهي معادلة قديمة جديدة متجددة ، اتفاقية أوسلو وإقامة السلطة الوطنية جاءت فلسطينيا بهدف جوهري ، سلطة فلسطينية تشكل مدخلا للوصول الى الدولة المستقلة في غضون خمس سنوات ، اسرائيليا كانت أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية فرصة للتخلص من عبئ السكان - الديمغرافيا - ، وحصر مهام السلطة في الأمكنة المكتظة بالسكان وهي مناطق تسمى حسب الاتفاق مناطق A ونسبيا مناطق B والإبقاء على سيطرة اسرائيلية على اغلب مساحات الضفة الفلسطينية وهي المناطق C . الضم الذي شكل محور اتفاق تشكيل الحكومة الاسرائيلية هو ترجمة سياسية حرفية لهذا الفهم ، بمعنى تم إسقاط الفهم الفلسطيني لاوسلو وتحقيق الفهم الاسرائيلي لهذا الاتفاق . معادلة واضحة حكم اداري ذاتي على السكان واستيلاء اسرائيلي على الارض . هذا هو ملخص صفقة القرن ، ملخص قرارات الضم ، لا بل ملخص السياسة الاسرائيلية . بدون مواربة وبوضوح بمستوى وضوح قرارات الضم فان الرؤية الفلسطينية لجعل السلطة الفلسطينية مدخلا للوصول الى دولة فلسطينية قد فشلت ، فشلت تلك الرؤية وقرارات الضم هو المسمار الأخير في نعش حل الدولتين . وبالتالي فان السلطة بوجودها تحولت الى حكم اداري للسكان مع سيطرة اسرائيلية مشرعة على الارض ، استمرار وجود السلطة ترسيخ لهذه المعادلة ، لا يحتاج المرء لكثير من العمق والإدراك لفهم هذه المعادلة ، الضم للأراضي مرحلة مفصلية لا يمكن الهروب من استحقاقاتها ، لا يمكن المراوحة في ظل تنفيذ هذا الضم ، لا يمكن البحث عن مخارج للتهرب من مواجهتها . أما ان نستمر كسلطة على السكان او نرفض هذا الدور ونضع اسرائيل امام تحدي من يريد الارض ليتحمل مسئولية السكان . أما ان نجنب اسرائيل مخاطر الديمغرافيا ونستمر بدورنا كسلطة على السكان فذلك تشريع وترسيخ للرؤية الاسرائيلية . اي ردود فلسطينية لا تلغي المعادلة الاسرائيلية " سيطرة اسرائيلية على الارض وحكم ذاتي فلسطيني للسكان " فانه يشكل تساوق مع تلك المعادلة ، لا يهم المسميات ولا القرارات ولا الاجتماعات وإلا الأمم المتحدة ولا الجامعة العربية ، لا يهم البيانات ولا الوحدة الوطنية ولا الانقسام ولا المصالحة ، كسر المعادلة الاسرائيلية بشكل كامل وواضح او التساوق معها ، نعم أما ابيض او اسود ، الرمادي هو تساوق مع المعادلة الاسرائيلية ، الردود الغامضة تساوق مع المعادلة الاسرائيلية ، الهروب الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقمم العربية والإسلامية هو تساوق مع المعادلة الاسرائيلية ، الهروب الى الوحدة والمصالحة والكلام الفارغ هو تساوق مع المعادلة الاسرائيلية ، كسر المعادلة الاسوائيلية فقط وبطريقة واضحة فقط وبمعادلة أما سلطة فلسطينية على الارض كل الارض والسكان كل السكان او لا سلطة ابدا . لا قبل ولا بعد ، لا امس ولا غدا ، لا تهور ولا تعقل ، لا حكمة ولا طيش ، لا يسار ولا يمين ، أما سلطة كاملة او لا سلطة واقل من ذلك تساوي مع العادلة الاسرائيلية وعن وعي وسبق اصرار