نشر بتاريخ: 27/04/2020 ( آخر تحديث: 27/04/2020 الساعة: 17:26 )
الخليل -معا- قال الفنان الفلسطيني سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني، بأن الأطفال استطاعوا التعبير عن مخاوفهم وقلقهم من فيروس كورونا من خلال رسوماتهم وأعمالهم الفنية.
جاء ذلك بعد افتتاح معرض فنون الأطفال الالكتروني 2020 والذي افتتحه المركز عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأضاف ان الأطفال تجاوزوا الصدمة واستطاعوا ان يمتلكوا القوة للاستمرار بحياتهم بشكل طبيعي.
فكرة المعرض
وحول المعرض الفني لرسومات الأطفال يقول:" لقد جاءت الفكرة من أجل المساهمة في التخفيف عن الأطفال وكذلك استغلال وقت الفراغ في أشياء مفيدة".
معبراً عن سعادته لقدرة الأطفال الفلسطينيين المبدعين التعبير عن مشاعرهم وحكاياتهم وقصصهم المختلفة من خلال رسوماتهم المليئة بالرموز المختلفة حول جائحة فيروس كورونا. وقد ظهر العديد من الرموز والاشارات التي أظهرت الخوف والقلق الذي يسيطر على حياة الاسرة وعلى حياتهم رغم إشارات أخرى تظهر التحدي والصمود في مواجهة هذه الجائحة.
القلق والمخاوف.
وأضاف أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني:" الأطفال قلقون وحائرون وخائفون فقد شكل فيروس كورونا لهم كابوسا و خطورة على حالاتهم النفسية بسبب الحجر الذاتي الذي اضطر الأطفال للعيش في المنزل طوال اليوم في مواجهة الاسرة والابتعاد عن أصدقائهم ومعلميهم، وهذا جعل الأطفال يشعرون بأنهم محاصرون في المنازل دون أن يعلموا بموعد عودتهم إلى حياتهم الطبيعية وعودتهم الى مدارسهم ومؤسساتهم الثقافية مما زاد من حالة الياس والقنوط عند البعض".
وسائل الأعلام
وأضاف أبو زاكية، بأن وسائل الاعلام المختلفة قد زادت من توترهم وقلقهم حيث تعرض وسائل الاعلام وبشكل متواصل أعداد المصابين وضحايا الفيروس القاتل، ولذلك كان الرسم والألوان هي الأدوات التي يستخدمونها في مواجهة الفيروس كنوع من تفريغ الضغوطات التي تعرضوا لها.
دور الفنون في التخفيف من الآثار السلبية
وعلى مستوى علم النفس، أكد الفنان أبو زاكية أن هذه الرسومات تساعد في التخفيف من الآثار السلبية للفيروس على الأطفال لأنهم يعبرون من خلالها عما يدور في عقلهم ووجدانهم وتخفف حالة القلق والخوف التي يعيشها الأطفال.
معتبراً بأن استخدام الأطفال للرسم يساعد في قدرتهم التعبير عن عواطفهم وضغوطاتهم النفسية التي تؤثر على حياتهم ، وهي طريقة لإدارة الخوف والقلق والانخراط في الحياة الأسرية والاجتماعية في ظل جائحة كورونا .
مضمون الرسومات
وحول طبيعة الرسومات وما تحتويه أضاف:" رسم الأطفال فيروس كورونا بأشكال متعددة تعبر عن خوض الطفل معركة ذاتية مع فيروس كورونا ومحاولة القضاء عليه، وكذلك ظهرت بعض الرسومات التي يستعد فيها الطفل لحماية بيته ووطنه. وتنوعت الرسومات لفيروس كورونا حيث تم رسمه (بصورة خيالية مثل الحيوان المتوحش ) يحاول حبس الجميع في المنازل وتعطيل المدارس والحياة واشتملت الرسومات رسائل للأطباء الذين وصفوهم " بالملائكة" فهم الذين يعتنون بالمرضى ويعرضون حياتهم للموت وكذلك الى الطواقم الصحية والأمنية".
الأطفال هم المستقبل
وأخيرا قال مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني:" بأن الرسم وأنشطة الفنون المختلفة تساعد الأطفال في الصمود أمام مواجهة المخاطر بسبب كورونا وتعمل على تقوية رغبتهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية مجدداً".
ودعا أبو زاكية الأسر والمعلمين التواصل مع الأطفال والوقوف بجانبهم في هذه الفترة العصيبة التي تمر في فلسطين والعالم من جراء هذه الجائحة، و الحفاظ على الأطفال والعمل على تجديد ثقتهم بأنفسهم فهم يمثلون المستقبل لفلسطين وللانسانية بشكل عام.