رائدتا أعمال تطلقان منصة إلكترونية لإيصال صوت المرأة العربية
نشر بتاريخ: 03/05/2020 ( آخر تحديث: 03/05/2020 الساعة: 10:28 )
بيت لحم- معا- ساعدت رائدتا أعمال المرأة العربية على النمو مهنياً والتخلص من القوالب النمطية للجنسين من خلال مشاركة قصصهما بشكل علني.
وتؤمن سمر الشرفا ونهى حفني، بوصفهما من الناشطات المناصرات لقضية المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأنه من الضروري العمل على دعم النساء على الصعيد المهني لخلق مجتمع أكثر شمولية وازدهاراً. وانطلاقاً من هذا الاعتقاد، قامت رائدتا الأعمال بتدشين منصة «هي عربية» في مارس 2019 وهي أول منصة إماراتية من نوعها مخصصة للمتحدثات العربيات.
وتوضح سمر الشرفا قائلة: «نحن نريد تغيير التصورات الخاطئة والأحكام المسبقة، وأن نصبح عوامل تساعد على إطلاق العنان لقوة المرأة العربية وطاقاتها في مجال التحدث أمام الجمهور».
بالإضافة إلى تقليل التحيز بين الجنسين، فإن توفير فرص للنساء للتحدث سوف يساعدهن على الانضمام لصفوف رواد الفكر والخبراء في مجالات عملهن، الأمر الذي سيعمل بدوره على تحسين مهارات القيادة لديهن، ويسهم كذلك في خلق فرص عمل جديدة لهن.
على مدى السنوات القليلة الماضية، قطعت النساء في منطقة الشرق الأوسط خطوات كبيرة في سبيل سد الفجوة بين الجنسين في التعليم، والتمثيل السياسي، والمشاركة في القوى العاملة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد منهن مازلن يصارعن من أجل أن يجدن عملاً وأن يترقين في السلم الوظيفي في الشركات. ووفقاً للمعلومات التي جمعها البنك الدولي، فإن نسبة مشاركة النساء في حجم القوى العاملة تصل إلى 25% فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقارنة بالنسبة العالمية المقدرة بحوالي 50%.
وبغض النظر عن أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة العربية تتصدر الإصلاحات الحكومية في جداول أعمال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن «هي عربية» تساهم في هذا الزخم بإبراز إنجازات ونجاحات العربيات من أجل تعزيز الريادة والمشاركة في القوى العاملة، بالإضافة إلى تقديم نماذج إيجابية لإلهام أجيال المستقبل.
وتقول حفني: «نحن نؤمن بقوة رواية القصص وبأننا نطمح إلى تحقيق تأثير عن طريق ترديد أصوات متحدثينا على مسامع آلاف الناس حول العالم، من أجل إظهار قوة المرأة العربية والتقليل من الصور النمطية والأحكام الخاطئة عما يمكن إنجازه بواسطة المرأة العربية».
وتقمن بفعل هذا ليس فقط بتزويد النساء بفرص للتحدث، ولكن أيضاً من خلال بناء علامتهم التجارية الشخصية والأفكار الخاصة بهم في القيادة وتوفير فرص التطوير المهني والريادي.
«هي عربية» تعمل أيضاً مع حكومات ومؤسسات كمستشار للتوازن بين الجنسين والقضايا المتعلقة بالمرأة.
إن التحيز منتشر في العديد من المنظمات والبلدان حول العالم وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فهي ليست مستثناة. على الرغم من كون النساء أصبحن بارزات في مجال الأعمال أكثر من ذي قبل إلا أن العديد منهن ظللن أقل تمثيلاً في المناصب الإدارية والمستويات العليا.
29% من أدوار الإدارة العليا كانت من نصيب النساء عام 2019 على مستوى العالم وهو الرقم القياسي الأكبر الذي تم تسجيله على الإطلاق وذلك وفقاً لتقرير ممارسة المرأة للأعمال التجارية الحالي.
وتقول الشرفا: «نساء العرب كالعديد من النساء حول العالم واجهن واستمرين في التعرض إلى التحيز اللاواعي في أماكن العمل وفي الحياة العامة». وأضافت: «المشكلة في مثل هذه التحيزات أنها تقوم بعرقلة فرص النمو والتطوير وبخاصة في مكان العمل، ولربما تحد من فرص الالتحاق بالعمل والترقية والارتقاء في ألقاب الشركة أو حتى النظر في إمكانية الوصول إلى منصب إداري».
وتهدف المؤسستان إلى تحدي هذه القوالب النمطية من خلال المنصة، وإثبات كيف ثابرت المرأة العربية وتغلبت على الحواجز في طريق نهضتها نحو الريادة.
ولاحظت حفني: «أنه يوجد العديد من النماذج القيادية عبر التاريخ في المناطق التي تحدت قدرات وقوة المرأة العربية، ومع ذلك فإن قصص النجاح هذه لم يتم تغطيتها بشكل عادل إعلامياً، ولذا فإن «هي عربية» تتطلع إلى تحطيم هذه التصورات الخاطئة عن طريق إبراز الجهود الإيجابية التي تحدث عبر المنطقة، وتسليط الضوء على المرأة العربية والتي قامت بعمل إنجازات استثنائية في مختلف القطاعات.
واليوم «هي عربية» لديها ما يقرب من 100 متحدث رسمي مسجل وقامت بتزويد المتحدثين بفرص للتحدث بشكل ناجح.
وعلى أي حال، فإن العديد من النساء مازلن يصارعن من أجل الحصول على المدفوعات، فإن «هي عربية» تعمل على زيادة وعي النساء والمنظمات نحو قيمة التحدث العلني والقيام بدور الوسيط، وفي هذا الأمر تقول حفني: هذا يساعد في معالجة أية ثقافة أو العوائق الاجتماعية والتي لربما تتعرض لها المرأة أثناء المطالبة بالمقابل المادي.
ومن أجل الاستمرار في النمو فإن «هي عربية» تعمل على بناء شراكات مع منظمات القطاعات العامة والخاصة، وتأسيس مجموعات إعلامية ومؤسسات أكاديمية وذلك لتقديم الريادة والتطور المهني للمرأة العربية، كما وأنها تخطط للانتشار عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإلى أبعد من ذلك في المستقبل القريب.