|
نوّاف السعين أم غراب البين اللعين
نشر بتاريخ: 03/05/2020 ( آخر تحديث: 03/05/2020 الساعة: 12:18 )
الكاتب: السفير منجد صالح
نوّاف السعين، إسم لصحفي سعودي، جاء بعد 72 عاما من عمر المأساة الفلسطينية، من عمر الحق الفلسطيني السليب المُغتصب، جاء "مثل الفص في تالي الزفّة"، جاء مثل "مسمار جحا"، جاء متساوقا مع مسلسل "أم هارون" لحياة الفهد، ومسلسل مخرج 7 لناصر القصبي، ومع موجة الرياح الصرصر، موجة المطبّعين الجدد الغشماء، و"إنتفض" على عروبته وسعوديّته ووصف نتنياهو، رئيس وزراء دولة الإحتلال، بالجبان. وصفه بالجبان ليس لممارساته وممارسات جيشه القمعية ضد "الأشقاء" الفلسطينيين والعرب اللبنانيين والسوريين، وإنّما لأنّه "يتساهل" ويتهاون ويتردد في "قتل وإحراق" الفلسطينيين والقضاء عليهم جميعا، كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونساءهم، "لكي نرتاح نحن وأنتم منهم!!!". هل بلغت الصفاقة والنذالة والغباء المدقع مثل هذا الحد؟؟!! هل أصبح بعض من أبناء جلدتنا، من المواطنين والصحفيين المّتفذلكين مُدعي الفهم والحداثة والعصرنة والإنفتاح يُساقون الى مسلخ مزبلة الجهل وهم مبتسمون فرحون؟! هل أصبحوا لا يُفرّقون بين التمرة والبعرة؟ أم أنّهم دسّوا رؤوسهم في الرمال كالنعام وإستساغوا وإستمتعوا بشمّ رائحة بعر "خلد الأرض" بدل أستنشاقهم للهواء النقي العليل القادم من وهج جرود النخيل الباسقة في الصحراء العربية التي أخرجت خالد ابن الوليد وخولة بنت الأزور. هل أصبح أقصى ما يتمنّاه أمثال هذا السعين اللعين هو شمّ مؤخرة نتنياهو بعد شربه "قنّينة" خروع أو زجاجة ملح إنجليزي!! هل سأل هذا الغشيم والده عن من علّمه وأترابه كتابة الحرف والنطق بحرف الضاد في الصف الأول الإبتدائي؟؟ وهل كان معلّمه ومدرّسه والحاني عليه معلّما فلسطينيّا أم أردنيّا من اصل فلسطيني أم فلسطينيّا لبنانيّا لاجئا، بفعل "بركات" قباحة أحبّته الصهاينة، أباء وأتراب نتنياهو، ملهمه و"عشيقه"، في تقتيل وطرد الشعب الفلسطيني من ديارنا عام 1948 وبعدها عام 1967، وفي كل الاعوام السابقة واللاحقة. لماذا هذا التحامل والتجنّي والحقد على الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة؟ وكيف يمكن أن يصل مثل هذا "السعين" الى هذا الدرك الاسفل من الإسفاف والسخافة والسذاجة حتى يرتمي تحت أقدام نتنياهو ويرجوه أن "يسحق" الشعب الفلسطيني، ويعمل فيه السكين، كما فعلها يوشع بن نون، قائد النبي موسى العسكري، عندما إكتسح مدينة اريحا وذبح سكّانها عن بكرة ابيهم، وأعلن عن أريحا "مدينة ملعونة"!!! ما هكذا يا "عرب" تورد الإبل، فستؤكلون يوم أكل الثور الأبيض، ولن ينفعكم حينها ندم ولا عويل ولا بكاء ولا إستجداء. لا تخبّؤا الحيّة الرقطاء في عبّكم فستلدغكم وتلسعكم، ولا تّدخلوا الدبّ الى كرمكم. لا تضعوا سمّاعات في آذانكم بتقنية امريكية أو إسرائيلية، فيها ومنها لن تسمعوا إلا فحيح الافاعي ونعيق غراب البين. حين كنت أكتب هذا المقال وصلني على الواتس آب فيديو من زميل صديق من بلاد ما بين النهرين، بلاد نبوخذ نصّر والحدائق المعلّقة، بلاد الجواهري وبدر شاكر السيّاب ونازك الملائكة ومعروف الرصافي. والفيديو هو عبارة عن رسم كاريكاتيري للرسام الفنان البرتغالي المُبدع فاسكو غارغالو، نشره في مجلّة "سابادو" البرتغاليّة، بعنوان "المحرقة". "وقد أثار هذا الرسم حفيظة الصهاينة وغضبهم. فشنّوا على صاحبه حملة شعواء وطالبوا رئيس الصحيفة بطرده. ويُمثّل الرسم الكاريكاتيري صورة نتنياهو وهو يزجّ بتابوت يمثّل الشعب الفلسطيني – مرسوم علية العلم الفلسطيني بالوانه الاربعة – في أتون فرن وكأنّه يقول للصهاينة إذا كنتم تدّعون انّكُم تعرّضتم لمحرقة على أيدي النازيين، فإنّكم ترتكبون مثلها أو يزيد بحق الشعب الفلسطيني". "وقد صدق هذا الفنّان بضميره الحي وإحساسه الإنساني الرهيف في التعبير عن مآسي هذا الشعب المناضل التي حلّت به على يد ابشع إحتلال عرفه التاريخ". هل أصبحت لشبونة ومدريد وفيينا وروما وباريس أحنّ علينا من بعض من عواصم عروبتنا؟ وهل هذا الفنّان الرسّام البرتغالي غارغالو ينطق بحرف الضاد ولغة الحق أفضل من الفنانة الممثلة حياة الفهد والفنان الممثل ناصر القصبي والصحفي الغشيم اللعين نوّاف السعين؟؟!! |