وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نتنياهو- غانتس وضم الضفة والمواجهة الكُبرى

نشر بتاريخ: 07/05/2020 ( آخر تحديث: 07/05/2020 الساعة: 18:45 )
 نتنياهو- غانتس وضم الضفة والمواجهة الكُبرى
الكاتب: ربحي دولة

في ظل انشغال العالم ككل بمواجهة فايروس كورونا الذي تسبب بإصابة مئات آلاف ووفاة عشرات الآلاف والانشغال في البحث عن الدواء، وفي ظل حالة الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة استغل قادة الاحتلال هذه الحالة وأبرموا اتفاقاً بينهم لتشكيل حكومة مُتطرفة مبنية على الكره والحقد الأعمى لكل ما هو عربي فلسطيني تسعى أولاً لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الاسرائيلية على المستوطنات مدعومين من رأس الاستعمار أمريكا ورئيسها ترامب مُطلق صفقة القرن التي تمنح الشرعية للاحتلال وتتنكر لأبسط الحلول والجقوق الفلسطينية.

بشكل متسارع بدأت تصريحات قادة الاحتلال تتصاعد في الفترة الأخيرة يتبعها تصريحات من المسؤولين الأمريكان الذين يدعمون خطوات حكومة الكيان ويشجعوهم على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتطبيق صفقة القرن على أرض الواقع.

نعم لقد جاءت هذه "الحكومة" في ظل هذه الظروف الصعبة التي أشغلت العالم وفي أضعف حالة يعيشها الوطن العربي شعوباً وحكومات، حيث أن هذه الدول كانت راضخة بشكل كبير للإملاءات الأمريكية لتنفيذ المخطط الصهيوامريكي الذي يهدف الى إضعاف الموقف العربي وإشغاله بصراعات داخلية من اجل السيطرة على كل مواردنا والتحكم بها، وقد شاهدنا وسمعنا مواقف تلك الدول من صفقة القرن منها من أيدتها علناً ودول عربية اخرى رفضتها جملةً وتفصيلاً بل أكدت على موقف القيادة الفلسطينية الرافض والداعي لإنهاء الاحتلال الذي بدأ منذ العام سبعة وستين .

أرى أن انشغال الدول العربية في مواجهة الـ "كورونا" في ظل ضعف الإمكانات البشرية العاملة فيها والتخبط في ايجاد حلول لهذا المرض نتيجة حالة التراجع الكبير الذي حل بهذه الدول لتفريطهم بالعلماء، ما أدى الى هجرتهم على الرغم من أن الإمكانيات المالية التي تملكها هذه الدول تمكنها من الحفاظ على علمائها، ويتعدى ذلك الى استقطاب بعض المبدعين عالمياً للاستفادة من خبراتهم، إلا أن حُب السيطرة والحفاظ على الحكم جعل هذه الدول تُساهم في هجرة العقول المتعلمة الى الخارج كي يستفيد منها الغرب لانهم يعتبرون وجود هذه الفئه يشكل خطراً على عروشهم .

إن الرد الحقيقي على تفرد اليمين الاسرائيلي والأمريكي هو وقفة عربية جادة تمنع ما هو قادم في اللحظة الصعبة وفي ظل انتشار الوباء ليكون الرد العربي مُتجهاً نحو الولايات المتحدة حتى تضع حداً لتصرفات نتنياهو الغارق بقضايا الفساد وغانتس الطامع في كُرسي الحكم.

والمواجهة الكبرى آتية ولعلها سترسم ملامح مستقبل سيقضي على اليمين المترف الصهيوني ، وهنا لابد من تفعيل التحالفات العربية الغربية لرفض ما هو مأمول من حكومة الاحتلال ولربما وقف صفقة القرن نهائياً، والعرب إن اتحدوا أوجدوا صوتاً قوياً رافضاً مانعاً يقف جنباً الى جنب دون محاباة لأحد لاسيما أمريكا ، فالقضية الفلسطينية كانت ولا زالت هي قضية العرب الأولى وعليهم تطبيق ذلك فعلياً على الأرض وهنا قد حان الوقت لذلك في ظل وجود نتنياهو – غانتس في الحكم لـ " دفن " القضية الفلسطينية ومنع تداولها عالمياً.

ولا بد هنا من الاشارة الى ما بعد انتشار كورونا، وكيف تشكلت تحالفات دولية جديدة وانهيار تحالفات قائمة وأصبح يقيناً أن كل دولة تبحث عن مصالحها الذاتية دون النظر الى مصالح غيرها، وبالتالي لم يعد للعرب مجالًا الا للوحدة والصحوة ولملمت الأوراق المتبعثرة لإعادة كتابة التاريخ من جديد وإعادة أمجاد هذه الأمة، تمامً كما فعلت دولة الكيان حين غلبت الأحزاب الصهيونية المصلحة العُليا لهم ولدولتهم تاركين كل خلافاتهم جنباً .. يتحدون ضدنا مهما كانت خلافاتهم والتي منها عقائدية، إلا أنهم سرعان ما يتحدون لينفذوا مخططاتهم التوسعية والاستعمارية .

نعم حان الوقت لأن نفكر جيداً بالمصلحة العليا لدولنا كــ" وطن عربي" وشعوباً تتوق الى التحرر ، وأن نقف في وجه كل هذه المخططات التي تهدف الى تمزيقنا وزيادة الفرقة ليستمروا في التغلغل داخل جسمنا كالسرطان، ونبدأ أولاً بانهاء الانقسام الفلسطيني والالتفاف حول قيادتنا الشرعية في مواجهة هذه المخططات ولننتصر على نتنياهو – غانتس وعلى داعمها الأكبر ترامب - امريكا، كي نستأصل هذا السرطان الخبيث .

• كاتب وسياسي / رئيس بلديـة بيتونيا