تفتيت صفقة القرن إلى طعنات صغيرة.. إسرائيل ستوجه ضربات ولن تدخل حربا
نشر بتاريخ: 11/05/2020 ( آخر تحديث: 11/05/2020 الساعة: 14:02 )
تعتمد الأحزاب الصهيونية منذ حرب لبنان الأخيرة سياسة توجيه ضربات دون الوصول لمرحلة الدخول في الحرب. وهذا ما تفعله على جميع الساحات، وحين طفح الكيل وقامت منظمة الجهاد الإسلامي بقصف بات يام وهيرتسيليا، سارعت إسرائيل إلى الوسيط المصري لتجديد اتفاق وقف إطلاق النار ولكن تنظيم الجهاد الإسلامي لم يقبل بذلك إلا بعد ثلاثة أيام. ومثلها حدث مع كتائب عز الدين القسام. ومع حزب الله حتى رد الحزب ضربته بصاروخ كورنيت وقامت إسرائيل بعمل تمثيلية لمقتل عشرات الجنود حتى لا تنزلق إلى حرب.
الكابينيت السياسي والأمني في إسرائيل هو من يقرر الحرب والتهدئة. بمعنى أن السياسيين يلعبون دور العسكر والعسكريون يلعبون بالسياسة. ولذلك نستطيع القول بكل تأكيد أنه لم يعد هناك أي فرق بين الجناح السياسي في اسرائيل وبين الجناح العسكري، فالعساكر يرشحون أنفسهم لرئاسة الوزراء ويحصلون على حقائب مدنية. والمدنيون يتولون حقائب الأمن والعسكر.
ومثلما تفعل إسرائيل في الجانب العسكري والأمني ستفعل في الجانب السياسي، ولسوف تعمد إلى تفتيت صفقة القرن إلى مجموعة من الضربات المتفرقة التي لا تؤدي إلى انهيار سياسي كامل لاتفاقيات أوسلو، ولن تقدم على خطوات تراجيدية كبيرة تتسبب في تغيير المشهد وكسر أدوات الواقع الراهن.
إسرائيل لا تشبه ترامب في سلوكه الأرعن، ولا تحتاج إلى الاستعراضية الصاخبة التي يقوم بها من خلال تضخيم انجازاته. ولن تقوم بأية خطوات عسكرية كبيرة، ولن تقوم بأية خطوات أمنية من شأنها تقويض حكم حماس في غزة أو حكم منظمة التحرير في الضفة. ولن تقوم بأي إعلان سياسي صادم يقلب الرأي العام العالمي ضدها، وإنما ستعمل على تفتيت صفقة القرن في سلسلة خطوات صغيرة، وبدلا من الافتراس الدموي الكبير ستعمل على تحويلها إلى قضمات وعضّات صغيرة هنا وهناك.
ذات يوم قال شمعون بيريز: إن أعداء إسرائيل (يقصد العرب) مجرد نعاج يلبسون جلد الذئب، أمّا إسرائيل فمن الأفضل لها أن تبقى ذئبا يلبس ثوب النعجة.