المطران حنا : هنالك فيروسات في عالمنا اخطر بكثير من الكورونا
نشر بتاريخ: 27/05/2020 ( آخر تحديث: 27/05/2020 الساعة: 12:54 )
القدس- معا- قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس "أننا نودع اليوم موسم القيامة المجيد ونستقبل غدا خميس الصعود الالهي وبهذه المواسم الشريفة اود ان اهنىء كنائسنا الشقيقة في كل مكان وان ابعث برسالة تضامن مع كل الشعوب التي عانت وما زالت تعاني مما يسمى "بجائحة الكورونا" والتي ادت الى كثير من المآسي الانسانية في اكثر من مكان من عالمنا .
واضاف المطران في حديث مع اذاعة الكنيسة الارثوذكسية اليونانية صباح اليوم الاربعاء، "ايماننا يعلمنا الامل والرجاء ونحن لن نفقد الامل والرجاء مهما اشتدت حدة الصعاب والتحديات التي نعاني منها" .
وقال "نحن سعداء ان ابناءنا باتوا قادرين على ان يصلوا الى كنائسهم لكي يشاركوا في القداسات ولكي يتناولوا القرابين المقدسة، وفي زمن الكورونا حرمنا ابناءنا من كنائسهم وطلب منهم ان يبقوا في منازلهم في ظل سياسات قيل انها احترازية ووقائية .
وتابع "اليوم نحن امام مرحلة جديدة فالكنائس فتحت ويجب ان تبقى مفتوحة لان المؤمنين في الشدائد والصعاب والامراض والاوبئة انما يلجئون الى ربهم ملتمسين منه الرحمة والمغفرة والشفاء، نتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا مختلفة عن سابقتها فقد كان زمن الكورونا زمنا قاسيا ولكنه في نفس الوقت كان زمنا للتوبة والتأمل والصلاة وقراءة الكتاب المقدس وعيش الحياة الاسرية بأبهى صورها، الكورونا احدثت هزة عنيفة في عالمنا ونتمنى ان تؤدي هذه الهزة الى ان ينتقل عالمنا الى ما هو افضل . .
وقال "نتمنى ان يكون العالم الجديد بعد انتهاء الوباء عالما اكثر انسانية وتشبثا بالقيم الروحية والاخلاقية النبيلة بعيدا عن البغضاء والكراهية والعنصرية والتطرف وثقافة الحروب والموت المنتشرة في اكثر من مكان في عالمنا، ان هذا الفيروس في طريقه الى الزوال ولكن هنالك فيروسات كثيرة في عالمنا تحتاج الى معالجة فالخطيئة والرذيلة والاثم والشرور المنتشرة في هذا العالم هي فيروسات يجب ان تعالج بالتوبة الحقيقية والعودة الى الاحضان الالهية .
واكد "في عالمنا هنالك فيروسات اخطر من الكورونا ولكن ويا للاسف لا يفكر بها الكثيرون وهي الحروب والعنف والقتل والارهاب والدمار التي تستهدف اكثر من مكان في هذا العالم ، وانا اعتقد بأن استباحة الكرامة الانسانية ونشر ثقافة الحروب والعنف هي اخطر بكثير من الكورونا وهذا الوباء يحتاج الى معالجة والى قرارات جريئة،نريد عالما خاليا من الشرور والحروب والاسلحة ، نريد عالما تسوده ثقافة المحبة والاخوة الانسانية ، نريد عالما يدافع عن حقوق الانسان ولا يتجاهل المظلومين والمنكوبين والمعذبين ومنكسري القلوب .
وتابع "اين هو العالم اليوم مما يحدث في فلسطين من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ومن استهداف للفلسطيني لانه يريد ان يعيش بحرية في وطنه ، اين هو العالم من قانون قيصر الامريكي الجديد الذي يراد من خلاله تجويع الشعب السوري وكأن هذا الشعب لا يكفيه ما حل به من دمار وخراب خلال العشرة سنوات الماضية لكي تأتي امريكا وتحرم السوريين من خبزهم وقوتهم وطعامهم، الى متى سيستمر هذا الظلم وهذا الاجرام المنظم الذي تقوده امريكا وحلفاءها ؟، الى متى ستستمر امريكا بتصدير اسلحتها وقذائفها التي تقتل الابرياء في العالم؟ ، ومن يدفع فاتورة هذه الاسلحة انما هي الشعوب المقموعة والمظلومة التي لا حول لها ولا قوة" .
وتمنى المطران ان يكون العالم ما بعد الكورونا خاليا من شرور الادارة الامريكية التي تديرها الماسونية الشريرة والصهيونية الغاشمة وهم يريدون ان يديروا العالم حسب اهوائهم واطماعهم وسياساتهم الاستعمارية .
واضاف ان كافة النكبات والنكسات التي حلت ببلادنا ومشرقنا سببها السياسات الامريكية الاجرامية ، فمن الذي يتآمر على فلسطين وقضيتها العادلة ومن الذي دمر في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وفي غيرها من الاماكن .
وقال "انها شرور يجب ان تزول ويجب ان تحظى باهتمام المعنيين وهي اخطر بكثير من الكورونا التي ادخلت العالم في حالة رعب وخوف وهلع في حين ان هنالك اشياء اخرى في عالمنا هي اخطر بكثير من الكورونا وتستحق ان نوليها اهتماما لا سيما المظالم التي تستهدف شعوبنا ومنطقتنا وخاصة شعبنا الفلسطيني اقول لكنائسنا الارثوذكسية بأن استقامة ايمانكم ستكون منقوصة اذا لم تكن مقرونة بالدفاع عن قضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية فاستقامة الايمان يجب ان تكون مقرونة باستقامة الفكر والانحياز لكل انسان مظلوم في هذا العالم نريد لارثوذكسيتنا ان تكون حية من خلال حضور الكنيسة في عالمنا وصوتها النبوي المدافع عن الحق والعدالة ونصرة المظلومين والرفض للقمع وامتهان الكرامة الانسانية والحروب والارهاب والعنصرية والتطرف بكافة اشكالها والوانها" .
واضاف "صلوا من اجل فلسطين الجريحة والتي تودع الفصح اليوم ولكنها ما زالت جريحة متألمة على رجاء ان تتحقق امنيات وتطلعات شعبنا في الحرية والكرامة وتحقيق الثوابت والتطلعات الوطنية النبيلة،صلوا من اجل سوريا التي تدمرها المؤامرت والمشاريع الاستعمارية من هنا ومن هناك وصلوا من اجل هذا المشرق الذي كان في وقت من الاوقات مهدا للحضارات والثقافات واعداء الانسانية يريدونه ان يكون مشرقا تسوده ثقافة التخلف والجاهلية والتعصب والحقد والعنصرية والطائفية".
واختتم المطران حديثه قائلا "أما الفلسطينيون فيقولون بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب وسنبقى ندافع عن هذا الحق حتى يعود الى اصحابه ونتمنى ان يصل نداءنا الى كل كنائس العالم والى كل شعوب الارض فالدفاع عن القضية الفلسطينية وشعبها المظلوم هو واجب اخلاقي وانساني بالدرجة الاولى" .