وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مع تخفيف القيود.. كيف أثر العزل على "نفسيات" البشر؟

نشر بتاريخ: 28/05/2020 ( آخر تحديث: 28/05/2020 الساعة: 18:05 )
مع تخفيف القيود.. كيف أثر العزل على "نفسيات" البشر؟

بيت لحم- معا- فرض فيروس كورونا المستجد نمط حياة جديدا على البشر في مختلف أنحاء العالم، خاصة بعد أوامر الإغلاق التي تم تطبيقها في كثير من الدول، مما ترك أثرا على أفكار الناس وصحتهم النفسية.

واستطلعت "رويترز" آراء أشخاص من مختلف أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط، لتتعرف على التغييرات التي طرأت عليهم نتيجة الوباء المتفشي.

في القاهرة، وصفت الطالبة ندى ماجد (20 عاما) فترة الإغلاق بـ"السجن"، قائلة: "عندما أتطلع للخارج أرى نفس المشهد لكني أحس بشعور مختلف. الشوارع أكثر حزنا وغموضا ولا أمل في الخروج قريبا".

أما زينب محمد (59 عاما) التي تعمل حارسة عقار في القاهرة أيضا، فتعيش بغرفة بها القليل من الأثاث، ويبدو جهاز التلفزيون الموجود فيها مصدر الضوء في العتمة.

وقالت زينب الملقبة بـ"أم هاني"، إنها تفتقد التواصل المنتظم مع أقاربها وأصدقائها، مضيفة: "أريد الذهاب إلى حديقة الحيوانات مع أحفادي. وأريد أيضا أن أسافر بهم إلى البحر، وأحلم بذلك مرات كثيرة".

من جانبها، تتمتع لمى نادر (28 عاما) بفترة العزل التي تقضيها في منزلها المطل على البحر في مدينة صور اللبنانية.

وقالت: "أحب الهدوء والابتعاد عن ضوضاء العاصمة بيروت"، موضحة أنها تريد السباحة من جديد بمجرد أن تتمكن من الخروج والتنقل مرة أخرى.

وأعربت لمى في الوقت نفسه عن حزنها بسبب قرب انتهاء فترات الإغلاق في الكثير من الدول، مما يعني أنها الحجر الذي جمعهم في بيت واحد لن يستمر، ولن تتمكن من رؤية أفراد أسرتها، قائلة: "شقيقي سيعود إلى دبي وأنا إلى بيروت. وسأنفصل عن أبي وأمي أيضا".

غير أن وباء "كوفيد 19" لم يجلب بالنسبة لكثيرين تغييرا ملحوظا يذكر، خاصة أولئك الذين يعيشون فترات عصيبة، حتى قبل كورونا.

وأعرب أبو غازي، الذي يعيش في خيمة مؤقتة على أطراف مقبرة في بلدة معرة مصرين شمالي سوريا، عن أمنيته بالعودة إلى بيته، شأنه شأن ملايين من أبناء وطنه النازحين في الحرب التي بدأت قبل أكثر من 9 سنوات.

وقال أبو غازي (29 عاما): "حجرنا على نفسنا مع الموتى. فنحن ننام ونصحو على رؤية القبور".

أما في إفريقيا، وتحديدا في مدينة لاغوس النيجيرية المزدحمة، فقد قال إديتونا أوموكاني، المصور البالغ من العمر 29 عاما: "الإغلاق كان فترة عظيمة لكي أتنفس فيها وأعيد تقييم الكيفية التي عشت بها حياتي، وأحاول التركيز بدرجة أكبر على الأمور التي تهمني حقا".

كما نظر ألكسندر كايافاس، الذي يعيش في المدينة ذاتها، إلى الجانب المشرق في فترة انعزاله في البيت بسبب كورونا.

وأصبح كايافاس، الذي يعمل محلل بيانات وعمره 25 عاما، يعتز بالوقت الذي يقضيه مع أسرته وفي دراساته وفي التواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت.

إلا أن ربة البيت زوديدي ديسيوولا، في إقليم كيب الشرقي الريفي في جنوب إفريقيا، لم تجد راحة تذكر في الأسابيع التي قضتها في كوخها الصغير.

وقالت: "أصبحنا أنا وزوجي عالقين في هذا البيت المكون من غرفة واحدة، عاجزين عن الذهاب للعمل. كنا نكافح للحصول على الطعام لأنه لم يكن لدينا مصدر دخل".