وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال كورونا .... تفاقم معاناة مرضى غسيل الكلى

نشر بتاريخ: 08/06/2020 ( آخر تحديث: 08/06/2020 الساعة: 00:00 )
خلال كورونا .... تفاقم  معاناة مرضى غسيل الكلى
الكاتب: رولا سلامه

كانت الساعة التاسعة من صباح أحد الأيام خلال شهر حزيران الحالي والذي يحمل لنا قصص كثيرة لن تنسى ولن تمحى من ذاكرتنا ، كنا قد عقدنا العزم على التوجه لمشفى ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم لزيارة قسم غسيل الكلى ولذكر سبب الزيارة لهذا القسم بالتحديد ، فهي دعوة من صديق كان من رواد هذا القسم لأكثر من عام ونصف العام ، كان من ضمن المرضى الذين عانوا من فشل كلوي وحولوا لهذا القسم للبدء بعملية غسيل للكلى ، أخبرنا أنه يتابع أنشطتنا ومبادراتنا العديدة وأنه تواصل معنا لقناعته الكبيرة أننا بحاجة لعمل مبادرة مميزة لمرضى مميزين في هذا القسم بالتحديد ، شاركنا بعد هموم المرضى وأخبرنا عن تفاصيل حياة بعضهم ومعاناة بعضهم وتعب البعض الأخر ، أخبرنا عن الممرضات والأطباء وعن المتابعات اليومية للمرضى ، وقد استطاع بالتفاصيل التي ذكرها أن يحفزنا أن نبدأ بترتيب زيارة لهذا القسم لنتعرف عليهم ونستمع لقصصهم ومعاناتهم ونتابع احتياجاتهم ونقدم لهم بعض الهدايا ونقضي معهم بعض الوقت بعد أن نقوم بكل امور التعقيم الواجب اتباعها ، فمرضى الكلى مناعتهم قليلة قبل كورونا ومشاكلها فما بالكم مع كورونا حيث أصبح الوضع أصعب ووجب علينا جميعا أن نهتم بهم وبسلامتهم ومناعتهم أكثر ، فتم ترتيب هذا الأمر سابقا مع الادارة وتم تعقيم الجميع ولبس الكمامات قبل الزياره .

بدأت الزياره ، ودخلنا القسم مع الأطباء والممرضات ، سمعنا عن البدايات وعن القسم وعدد المرضى الذين يزورون هذا القسم من كل محافظة طولكرم والبالغ تقريبا 150 مريض ، استمعنا لتاريخ هذا القسم وقابلنا عدد لا بأس به من المرضى الذين صادف وجودهم أثناء زيارتنا ، وقد أجمع الجميع على قضية واحده تقريبا وهي أن المكان ضيق للغاية وأنه لا يستعد لهم وأن ذويهم والمرافق الذي يحضر معهم ينتظرهم في ممر خارجي الى أن ينهوا مرحلة الغسيل ، وأخبرونا أنهم مقسمون لمجموعات وفي كل مجموعة 15 مريض وأن غالبتهم يأتي للمشفى ثلاث مرات في الأسبوع بمعدل أربع ساعات في اليوم ، لذلك فهم سبق وناشدوا معالي الوزيرة الدكتورة مي الكيلة وزيرة الصحه بايجاد حلول لتوسعة القسم وقد وعدتهم بمتابعة ألأمر ، وقد أضاف العديد من المرضى قضة اخرى شائكة يعاني منها معظم المرضى وهي قضية المواصلات وتكلفتها الباهظة بالنسبة لهم علما أن غالبيتهم لا يعملون ويتلقون المساعدة من وزارة التنمية الاجتماعية ، وأخبرونا أن معاناتهم زادت مع كورونا ، فقد تم اغلاق مداخل القرى والمدن وكذلك المخيمات ، وتم وقف حركة المواصلات بالكامل ، مما زاد من تفاقم اوضاعهم واضطرهم لاستخدام سيارات الاسعاف ودفع مبالغ أكبر ، وبعضهم اضطر للاستعانه بسيارات الأجرة الخاصة ودفع مبالغ مضاعفة لها ، فها هو السيد وليد من قرية كفر صور في محافظة طولكرم بدأ بسرد قصته ومعاناته فقد كان يعمل مواسرجي وكان دخله جيد ولم يكن يحتاج لأحد ، مرضه أقعده بالمنزل وأصبح لا يقوى على العمل واستخدام يديه فهي تأثرت كثيرا وضعفت كثيرا نتيجة عملية غسيل الكلى ، وأضاف أنه همه الأكبر هو توفير اجرة المواصلات من والى المشفى وأضاف أنها مشكلة غالبية المرضى ، ومن ثم انتقلنا لمريض اخر وهو من بلدة قفين في محافظة طولكرم ، لنستمع لقصة شبيهة اخرى وكيف أقعد المرض هذا الرجل عن العمل وأصبحت ظروفه غاية في الصعوبة ، ولا معيل لاسرته بعد مرضه ، فوضعه المادي صعب جدا وتكلفة المواصلات من منزله للمشفى ترهقه للغاية ، ونظراته موجعه ، وقد كان القاسم المشترك بينهم التكلفة الباهظة للمواصلات والتي تتعدى الألف شيكل شهريا .

الدكتور اسماعيل الحافي – مدير مشفى ثابت ثابت والذي كان في استقبالنا وشرح لنا عن المشفى وقسم الكلى والحاجة لتوسعته أضاف أن وزيرة الصحة حضرت لزيارة المشفى وزارت القسم وأنها توليه أهمية كبيرة وأنها ووعدت أن تعمل ما باستطاعتها لحل هذه الاشكالية .

وأما الدكتور أحمد جبرين – مدير قسم الكلى في المشفى فيقول أن المرضى بحاجة لقسم أكبر وأن الضغط كبير جدا عليهم وأنه يقسم وقته بين مشفى ثابت ثابث في طولكرم ومشفى قلقيلية فلديه تقريبا 200 مريض وعليه متابعة امورهم جميعا لذلك يتنقل بين المحافظيتن باستمرار ويعمل ليل نهار دون توقف ودون أيام اجازات ، وأضاف انه لم يأخذ اجازة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ، فلا بديل له ولا مساعد له ليحل مكانه وأنه رغم ذلك يستمتع بعمله ويحبه وأصبحت تربطه علاقات قوية مع المرضى .

هذه قصة قسم واحد في مشفى حكومي في محافظة واحده من محافظات الوطن ، المكان ضيق لا يتسع للمرضى ومرافقيهم ، والسؤال هنا ، كيف نستطيع أن نخفف من معاناتهم وما هو دورنا ودور القطاع الخاص ورجال الأعمال ودور وزارة الصحة والمتطوعين الشباب كذلك ، وهل من سبيل لايجاد حلول لتوسعة أقسام الكلى في مشافينا خاصة وأن المرضى يمكثون في المشافي ما يزيد عن اسبوعين شهريا وأن أعداد المرضى في تزايد، وأين هم المتبرعون والداعمون والكفلاء ، ليساعدوا في ايجاد الحلول ودعم المرضى ومساندتهم ، وهل من طريقة لايجاد متبرع أو كفيل لكل مريض ، يخفف عنه المصاريف ويوفر له بعضا من احتياجاته ، فهل بامكاننا أن نقول لهم أن صرختكم وصلت وأن همكم همنا وأننا بدانا مرحلة البحث عن الحلول .

الكاتبه : الاعلامية رولا سلامه هي مديرة التواصل الجماهيري والتثقيف في مؤسسة "جست فيجن " ومنتجة أفلام وثائقية ومعدة ومقدمة برنامج فلسطين الخير على فضائية معا . المقال من سلسلة مقالات اسبوعية تتحدث عن الكورونا وتأثيرها بالمجتمع الفلسطيني .