|
الاطماع الصهيونية في الجزيرة العربية
نشر بتاريخ: 08/06/2020 ( آخر تحديث: 08/06/2020 الساعة: 17:19 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
العلاقة القائمة بين اسرائيل وبين بعض انظمة الدول العربية الخليجية تحت شعار التحالف ضد ايران بعد ان تمكنت اسرائيل من جعله عدوا مشتركا لها ولهذه الدول هي خطيئة بشعة ان لم تتوقف فستدفع ثمنها باهظا الاجيال القادمة في هذه الدول. ايران بلغة المنطق لا يمكن ان تكون عدوة لهذه الدول بشكل خاص بل وعلى العكس من ذلك من الممكن لايران ان تكون وبسبب الدين والجوار ومصادر الثروة المشتركه صديقه بل وحليفه لهذه الدول والاهم حاميه لها ضد الاطماع الصهيونيه في هذه الدول وخيراتها والتي لم تعد تخفى على احد وقد ظهرت جليا في كتاب العوده الى مكه (افي ليبكن). المشروع الصهيوني في مملكة حِميَر في جزيرة العرب وصل الى مرحله متقدمه من البحث والتخطيط ، حتى ان الكويت الشقيق بدأت تدخل ضمن هذه الاطماع الصهيونيه بعد شهادة مزيفه من مسلسل ام هارون. ما قيل ليس دفاعا عن ايران بل دفاعا عن العرب حيث لا يمكن لي او لغيري تجاهل مصالحها التي لا تخفيها ايران كدوله عظمى في المنطقه وهي لن تتوانى عن اعادة مجد اميراطوريتها الفارسيه بنديتها لامبراطورية الروم في حينه ولكن هذه المره تحت راية اسلاميه ومن اجل ذلك تعاونت ايران مع اسرائيل ومع الشيطان الاكبر اميركا وهما الحماة الوهميين لدول الجزيره العربيه . في حديث متلفز للسيد جاك سترو وزير خارجيه بريطنيا الاسبق في حكومة توني بلير ، في تسعينات القرن الماضي، كشف فيه عن التعاون السري الذي كان قائما بين اسرائيل وايران ابان الحرب العراقيه الايرانيه 1980-1988 وذلك لكون العدو مشترك في تلك الحرب وهو العراق حيث اكد السيد سترو بان اسرائيل كانت الممول الاول والاكثر وثوقا لايران بالاسلحه التي بلغت قيمتها حوالي ملياري دولار وتفسيره لذلك هو ان اسرائيل كانت ترى في العراق الاكثر خطرا عليها. ولكن ومع ذلك وبحكم ان اسرائيل تلموديا لا تثق بغير اليهود (الاغيار) وعليه فهي لن تسمح لايران بتطوير سلاحها النووي وذلك حفاظا على القوة النوويه الاسرئيليه كسلاح رادع للمنطقه كلها حماية لامنها وليس حماية لامن الخليج. وهذا يفسر ما تقوم به اسرائيل على المسرح الدولي من شيطنه لايران وكبح جماح سباقها النووي بحجة نوايا ايران في تدمير اسرائيل مستغلة بذلك تصريحات هوجاء لرئيس ايراني اسبق احمدي نجاد ، وذلك خدمة لذات الهدف. اسرائيل كيان عنصري لا تثق باحد كما اسلفت حتى حلفائها الغربيين ومن اجل ذلك وظفت كل ما تملك من اجل تمرير قانون العداء للساميه بدرجة جريمه في معظم الدول الغربيه ليتطور بعد ذلك وبسبب نفوذ الحركه الصهيونيه في عديد من الدول ليشمل اي انتقاد لاسرائيل بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانيه التي ترتكبها اسرائيل كقوة قائمه بالاحتلال بحق الشعب الفسطيني تحت احتلالها . كل ذلك بالرغم من ادراك عام بان اكبر عدو للساميه في العالم هو الاحتلال الصهيوني العنصري وممارساته غير الانسانيه ضد الفسطينيين الذين هم اصلا من الشعوب الساميه اضافة الى ان ممارسات هذا الاحتلال لا تمت للدين اليهودي الذي نؤمن به كمسلمين كما نؤمن بالدين المسيحي كاديان سماويه نزلت قبل الاسلام .اضافة الى ان مؤسسي الحركه الصهيونيه هم من يهود الخزر الذين كانو منتشرين في كل اوروبا قبل مجيئهم مهاجرين الى فلسطين وليس لهم اي علاقه بالساميه بينما ضحاياهم الفلسطينيين كما اسلفنا هم من الساميين. من هنا جاء قانون العداء للساميه مكرا وخداعا صهيونيا لضمان التغطيه على جرائم هذا الكيان العنصري حماية للاطماع الصهيونيه في كل المنطقه من الفرات الى النيل مرورا بالجزيره العربيه. جاك سترو لم يكن وحده من تحدث عن العلاقه بين ايران ومن تزعم ايران بانهم اعدائها وانما سبقه بذلك رئيس ايراني اسبق قال في مذكراته بان تعاونا حصل بين ايران ودول الحلفاء في حرب احتلال العراق سنة 2003 حيث سمحت لهم بدخول اراضيها التفافا على ام قصر الشهيره والذي بدون هذا التعاون لما تمكنت قوات اميركا من الوصول الى بغداد واحتلالها. ما سبق هو مساهمة من يعتقد ان الخير ما زال في هذه الامه للحد من حالة غير مبرره من العداء والاستعداء القائمه بين بعض الانظمه في دول الخليج وايران كون هذه الحاله صناعه صهيو اميركيه ابتزازيه تستهدف قضية العرب الاولى فلسطين واستنزاف خيرات الجزيره العربيه واعادة رسم خارطة السيطره للمنطقه لصالح الكيان الصهيوني فالفوضى الاميركيه الخلاقه (الربيع العربي ) لخدمة هذه الاهداف ما زالت قائمه. العلاقه بين ايران وحلفاء الابتزاز الخليجي اميركا واسرائيل ستبقى قائمه كما العلاقة بين اميركا وعدوتها كوريا الشماليه يحكمها قانون النديه واحترام الاقوياء وذلك على النقيض تماما من علاقة الابتزاز مدفوعة الثمن مقدما والتي تحكمها قوانين الاملاءات والعبوديه القائمه بين انظمه خليجيه واميركا ومستقبلا اسرائيل. كما ان ما نقوله هو ايضا تذكير لمن يعتقدون واهمين من حكام العرب بان علاقتهم مع اميركا واسرائيل هي علاقة مصالح مشتركه بل هي لعب بالنار كونها علاقة املاءات ودونيه ولا بد من اعادة النظر فيها . اذ لا يمكن ان يكون هناك نديه مع من يستجدون الحمايه وباثمان باهظه لهم ولعروشهم على حساب شعوبهم ومع ان طلب الحمايه هو حاله انسانيه في احيان كثيره لا يمكن للبشريه الاستغناء عنها ولكن ليس بالطريقه الدونيه التي تتم فيها بين ترمب وبعض من حكام الخليج حيث ما زالت في الذاكره صوتا وصوره وعلى شاشات التلفاز لهذا المعتوه وهو يهدد وبكل سفاله ووقاحه هؤلاء الحكام بمصير سيء ان لم يدفعوا له الخاوات. ما يجب ان يتذكره كل حاكم عربي يستجدي حمايته على حساب شعبه ويشتريها من اعداء هذا الشعب بان الشعب هو القوة وفيه سر البقاء وفيه سر الحماية فهو ديمومة الحياة للدوله كونه المكون الاساسي للدول وان لا راد لقضاء الشعب اذا اصدر حكمه ولا تستطيع اي قوة في الكون ان تحمي حاكما من شعبه ولكن الى حين. لا يوجد شعب خائن يمكن التخلص منه الا انه يوجد حاكم خائن من الممكن التخلص منه من قبل شعبه او حتى من حُماته الذين لا يحترمون حقيقة من يقمعون شعوبهم ويخونوهم ، وفي هذا السياق لا يوجد محكمه اكثر عدلا من محكمة الشعب لتقرر اذا كان هذا الحاكم اوهذا النظام خائن ليكون مصيره الى مزابل التاريخ ولنا في اؤلئك الذين ما زالوا في ذاكرتنا دون ذكر لاسمائهم من الحكام العرب او غيرهم الذين نالوا جزاء خيانتهم ليس من قبل شعوبهم فقط وانما ايضا من اسيادهم وحماتهم بعد ان تخلوا عنهم عملا بقانون الدونيه والبقاء للافضل. |