|
رسالة من الجالية الفلسطينية إلى رئيس الوزراء اليوناني
نشر بتاريخ: 18/06/2020 ( آخر تحديث: 18/06/2020 الساعة: 21:20 )
اليونان - معا - وجهت الهيئة الادارية للجالية الفلسطينية في اليونان أمس الأربعاء رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس حول زيارته الى اسرائيل، ووزعتها على عدد من البرلمانيين اليونانيين من كل الاحزاب، وعلى وسائل الإعلام اليونانية. وفيما يلي نص الرسالة: معالي رئيس الوزراء السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس، تودّ الهيئة الإدارية للجالية الفلسطينية في اليونان، تعقيباً على زيارتكم الى اسرائيل، ان تعرب بصراحة وصدق عن المشاعر التي تنتاب أعضاء جاليتنا، الذين يقيم العديد منهم في اليونان لعقود طويلة، وكثيرون منّا لديهم عائلات يونانية-فلسطينية مختلطة، وكثيرون أيضاً أصبحوا مواطنين يونانيين. إسمحوا لنا، معالي الرئيس، ان نبدأ رسالتنا بملاحظة شخصية. خلال زيارتكم هذه، وفي مناسبات أخرى أيضاً، تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي الى دور والدكم، رئيس الوزراء سابقاً، المرحوم قسطنطين ميتسوتاكيس، وأشاد بقراره الإعتراف بإسرائيل، في عام 1990. نودّ ان نؤكد لكم ان الفلسطينيين أيضاً يحترمون ذكرى والدكم، خاصة وأنه في نفس ذلك القرار للإعتراف بإسرائيل بشكل قانوني (De Jure)، وفي الفقرة التي تليها في القرار ذاته، تم رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في اليونان، وتم تغيير تسمية البعثة الفلسطينية في اليونان من "الممثلية الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية" الى "الممثلية الدبلوماسية لفلسطين"، وذلك للتعبير عن تأييده الشخصي، وتأييد اليونان، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما كان لوالدكم مواقف ايجابية أخرى تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان من أوائل رؤساء الوزراء الأوروبيين الذين وجّهوا دعوة رسمية للقائد الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات لزيارة اليونان، في عام 1993. وتلك الزيارة لم تتم في حينه بسبب الإعلان عن انتخابات مبكّرة في اليونان، لكنها تمّت بعد الانتخابات، وكان والدكم قد غادر منصبه وأصبح زعيماً للمعارضة، وطبعاً التقى بياسر عرفات في جوّ من الصداقة، في فندق "غراند بريطان". السيد الرئيس، لا نخفي عليكم خيبة أملنا الكبيرة، حيث ان قضية الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لعام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ونيّة اسرائيل المعلنة لضمّ جزء من هذه الأراضي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، غابت تماماً عن البيان المشترك الذي صدر حول زيارتكم. نحن على قناعة تامة ان الوزن والهيبة التي تتمتّع بها اليونان في العالم، تنبع من أهمية تاريخها وحضارتها، ومن إلتزامها وتمسّكها طيلة تاريخها الحديث بمبادىء العدالة والحرية والسلام، وأن هذه الهيبة لا تزداد قوة، بل على العكس فهي تضعف من جراء إقامة تعاون استراتيجي وثيق، بدأته وللأسف الحكومة اليونانية التي سبقتكم، مع دولة احتلال، ودولة ابارتهايد، ودولة متهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ودولة محبّة للحرب، ودولة توسعية، ودولة استعمارية، هي دولة اسرائيل الصهيونية. نحن نتفهّم تماماً، وندعم ونؤيد موقف اليونان، التي اصبحت وطناً للكثيرين منّا، في التصدي لمطامع تركيا في بحر إيجه وفي قبرص. لكننا على قناعة تامة ان التعاون الإستراتيجي مع اسرائيل لا ولن يقدّم أي حماية لليونان بل على العكس، فهو سيضرّ بصورة اليونان في عيون مئات الملايين من المواطنين العرب ومن الشعوب الأخرى، وعلى المدى البعيد سيكون له تبعات سلبية لصورة اليونان، وقبرص أيضاً، لدى الرأي العام في دول الشرق الأوسط، وآسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وباقي دول العالم. الرأي العام العالمي اليوم يتخذ من القضية الفلسطينية معياراً يحكم من خلاله على مدى إلتزام الدول والحكومات بالأخلاق السياسية من خلال موقفها تجاه المأساة المستمرّة للشعب الفلسطيني، تماماً كما كان يتخذ من قضية جنوب افريقيا معياراً لموقف الدول والحكومات تجاه النظام العنصري فيها، والذي أُجبر في النهاية، بعد العقوبات السياسية والاقتصادية، على إلغاء التمييز العنصري والاعتراف الكامل بحقوق الإنسان لشعبها. نحن على قناعة تامة ان اليونان، منفردة ومن خلال الاتحاد الاوروبي، ومع باقي دول الاتحاد الاوروبي، ستقف الى جانب قوة القانون، وليس قانون القوة الذي تنتهجه اسرائيل. السيد الرئيس، إن للرموزيّات أهميتها الخاصة، ولاحظنا أنكم خلال زيارتكم لإسرائيل وضعتم كمامة عليها علم اليونان وعلم إسرائيل. فاسمحوا لنا ان نطلب منكم ان نتشرّف بزيارتكم لنهديكم كمامة عليها علم اليونان وعلم فلسطين، كبادرة محبّة وصداقة منّا، ولفتة منكم للتأكيد على وقوف اليونان والشعب اليوناني الى جانب العدالة، والحرية، والسلام، في فلسطين، وفي قبرص، وفي كل مكان في العالم. وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام. الهيئة الإدارية للجالية الفلسطينية في اليونان |