جلسة حوارية تناقش التقرير الربعي الثالث للمدافعين عن حقوق الإنسان في شمال قطاع غزة
نشر بتاريخ: 30/06/2020 ( آخر تحديث: 30/06/2020 الساعة: 19:24 )
رام الله- معا- ضمن أنشطة حملة "كن سالما آمنا" التي أطلقتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" في قطاع غزة لحماية حق المواطنين بالصحة والعمل، عقدت "مفتاح" جلسة حوارية بالشراكة مع هيئة المستقبل للتنمية في منطقة شمال قطاع غزة، بمشاركة (12) عضو (3 اناث ، 9 ذكور)، حضرها عدد من ممثلي المؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني والناشطين والمدافعين والمهتمين، تم خلالها عرض ومناقشة التقرير الربعي الثالث الذي صدر عن المدافعين عن فترة كانون الثاني - آذار 2020، والذي يغطي الانتهاكات الواقعة من قبل الاحتلال الاسرائيلي على حقيّْ الصحة والعمل في المنطقة، قدمه المدافع محمد زيد من مجموعة المدافعين الشباب عن حقوق الإنسان في منطقة شمال القطاع.
واستهلّت الجلسة بعرض قدمه ا. وعد قنام منسق مشروع "الشباب الفلسطيني كمدافعين عن حقوق الانسان"، والذي تنفذه مؤسسة مفتاح بدعم من الاتحاد الأوروبي في كل من القدس والخليل وقطاع غزة، شرح من خلاله للحضور عن طبيعة المشروع، ومناطق استهدافه بالضفة الغربية وقطاع غزة والحقوق التي يغطيها ومدته وأهدافه. كما تحدث عن الحملات التي خرجت من المدافعين وسبب اختيارهم لحملتهم التي جاءت نتيجة لرصد عدد من الانتهاكات الواقعة على المزارعين/ات والصيادين في قطاع غزة في اطار ما ينتهجه الاحتلال من ممارسات اثر رش المبيدات الحشرية الغير معروفة على أراضي المواطنين الزراعية في قطاع غزة بشكل منتظم، الأمر الذي كان له بالغ الاثر على سكان المنطقة من حيث الآثار الصحية والمردود الاقتصادي، إضافة إلى تعرضهم للاستهداف المتكرر من قبل الاحتلال مما يشير الى ضرورة الضغط محلياً ودولياً لضمان صحتهم وحقهم بالعمل، كما تحدث عن أهمية الضغط باتجاه إنشاء نقاط طبية في منطقة الشمال تابعة للصليب الاحمر او الأمم المتحدة التي ستقدم خدمة طبية للمزارعين والصيادين والمواطنين في حال تعرضهم لأية اعتداءات او اصابات عمل والضغط علي المؤسسات الدولية والمحلية باتجاه انشاء مختبر لفحص التربة في المناطق الزراعية، إضافة إلى أهمية تفعيل القرار بقانون رقم (12) لسنة 2013 الصادر عن الرئيس الفلسطيني بشأن إنشاء صندوق درء المخاطر والتأمينات الزراعية، الذي يكفل توفير نوعاً من الحماية للمزارعين والصيادين نتيجة استهدافهم المستمر من قبل الاحتلال.
بعد ذلك استعرض المدافع محمد زيد ممثلا عن مجموعة المدافعين الشباب عن حقوق الإنسان في شمال قطاع غزة التقرير الربعي الاخير للمدافعين، حيث استعرض أهم الانتهاكات التي رصدها المدافعون خلال فترة عملهم من شهر كانون الثاني وحتى شهر آذار الماضي في منطقة شمال قطاع غزة، والبالغ عددها 110 انتهاكاً بحقيّْ الصحة والعمل، والتي تتنوع ما بين إطلاق النار المباشر على الصيادين والمزارعين ومنع وصولهم لأراضيهم، أو إغلاق البحر ومنع الصيد، وإغراق الأراضي الزراعية بالمياه من قبل الاحتلال ورش المبيدات الحشرية وتجريف الأراضي، ومنع المزارعين من زراعة الأشجار الحرجية.
وتضمن اللقاء مداخلات ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية المختلفة، بالتأكيد على أهمية تجنيد الدعم الشعبي لهذه الحملة نتيجة التدهور الواضح بحالة حقوق الإنسان في قطاع غزة، تبعاً للمخاطر الصحية والاقتصادية الكبيرة نتيجة استهداف الأراضي الزراعية للمواطنين في قطاع غزة، إضافة إلى عرقلة عمل الصيادين.
وتم التأكيد على دور "مفتاح" بتسليط الضوء على قضية الصيادين والمزارعين والمرضى في قطاع غزة الذين يعانون من تهميش واضح، وأهمية إشراك المجتمع الفلسطيني بشكل دائم بهذه الجلسات، وكما تم التأكيد على ضرورة التوجه إلى منظمة الصحية العالمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" لتوفير مختبرات طبية لفحص التربة وتحليل طبيعة المواد الكيماوية التي يستخدمها الاحتلال والتي تؤدي الى تلوث الأراضي الزراعية بالمواد الكيماوية والسموم وأثر ذلك على المنتوج الزراعي، وعلى صحة المواطنين.
وفي ختام الجلسة، أكد قنام على أهمية استمرار هذا النوع من الحوارات ما بين فريق المدافعين عن حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والمختصين بالشأن الحقوقي، والتي تهتم "مفتاح" بعقدها بشكلٍ دوري لإشراك المؤسسات بالقضايا التي تتبناها مفتاح وتدافع عنها، على اعتبار أنَّ المدافعين عن حقوق الإنسان ليسوا مجرد أفراد، وإنما مؤسسات وهيئات مجتمعية أيضاً، وأنَّ حماية حقوق الإنسان هي رسالة تتبناها مفتاح تحتاج إلى توحيد الجهود على الصعيدين الوطني والدولي لكفالتها، معتبراً ذلك من أهم التوجهات الاستراتيجية التي تتبناها "مفتاح" لنشر الرواية الفلسطينية.