وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تاليا وحمودة ووالدٌ خلف قبضان الاصابة.. الوقاية خير من العلاج

نشر بتاريخ: 05/07/2020 ( آخر تحديث: 05/07/2020 الساعة: 22:10 )
تاليا وحمودة ووالدٌ خلف قبضان الاصابة.. الوقاية خير من العلاج

كتب الدكتور نافز سرحان رئيس اللجنة الاعلامية نفابة الاطباء

قد تختلف الظروف وتفاصيلها، لكن "الحرب" واحدة وذات الاطفال هم من يحلمون بالفرح والامان وحضن الاب الدافء، الذي غاب في فلسطين شهيدا واسيرا ومبعدا وعاملا داخل الخط الاخضر ليقدم هذا الاب واجبه الوطني ويؤمن مسيرة حياة كريمة لعائلته ووطنه.. لينضم الى ركبهم طبيب برتبة انسان.

لا تختلف نبرة الحزن الصاخبة في عيون تاليا وحمودة عن صور عهدناها لاطفال سوريين عراقيين يمنيين ومن كافة بقاع الوطن العربي، وفلسطينيين بشكل خاص في الحروب والدمار والقصف.. لكن اليوم ابطالنا هم جيش الدفاع الطبي الفلسطيني الذين يحرمون من احتضان ابنائهم نتيجة انتشار وباء فيروس كورونا، الذي اصيبوا به خلال تأدية واجبهم الوطني تجاه المرضى والمصابين في المشافي الوطنية..

حين استطاع د.جهاد محمود الذي يعمل في طوارىء مستشفى عاليا الحكومي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ان يتواصل مع المصابين ويقدم لهم يد العون بالفحص والتشخيص والاستفسار والمتابعة والعلاج وامتصاص غضب وخوف المصابين وعوائلهم، وذات اليد اليوم محرومة من إزالة دمعة خوف وشوق وحب عن وجنتي طفليه الذان يحاولان سرقة بِضعُ نظرات من اسفل باب غرفة والدهم المحجور في بيته نتيجة الاصابة.

سجّل اطباء فلسطين رغم شح الامكانيات والموارد والبشرية منها، سجلوا نقطة نظام في تاريخ القضية وتاريخ مسيرة الجهاز الطبي الوطني، حين لم يعد شروق الشمس يختلف كثيرا عن غروبه، فلا عقاب ساعة تدق هناك.. ولا حر الصيف يختلف عن برودته داخل ملابس الوقاية المرهقة، فهم هناك في أعلى مرتبة من قسم مهنة الطب على حدود الشرف والامانة الطبية تجاه ابناء وطنهم.

د.جهاد محمود أكد انه التزم بكافة اجراءات الوقاية بشكل مطلق لانه يؤمن ان الالتزام واجب وطني لحماية نفسه وعائلته وابناء شعبه في المستشفى وخارجه، لكن الاقدار شاءت بحكم تواجده ساعات طويلة داخل المستشفى بين المصابين ان ينتقل الفيروس اليه.. هو غير مهمل ويعلم ان الالتزام والوقاية خيرٌ من قنطار علاج، ويعلم اليوم ان التزامه بالحجر واجب وطني بحت.

د.جهاد محمود ليس وحده، فكل الاطباء في محافظات الوطن هم جهاد اسما ووصفا وشرفا، مجاهدون في سبيل الخلاص من فيروس كورونا، فحماية ابناء شعبك من خلال الالتزام باجراءات الوقاية التي حددتها وزارة الصحة الفلسطينية لا تقل أهمية عن اي واجب وطني، جهاد محجور وزملاءه جميعا غابوا عن اطفالهم حجراً او التزاما بواجب تقديم العلاج.. وكثيرون منهم قالوا لم نرَ اطفالنا منذ اكثر من 20 يوما ولهفة عودتنا لرؤيتهم محفوفة بالمخاطر، فـ جهاد اصيب بفيروس كورونا دون ان تظهر عليه الاعراض..

هم جيش الدفاع الطبي الفلسطيني الذين وقفوا وكانوا سنديانة خلال الانتفاضتين الاولى والثانية وفي تفاصيل كافة المواجهات والاعتداءات الاسرائيلية على ابناء شعبنا في كل بقعة من ارض فلسطين.

جهاد وكافة زملائه يناشدون ابناء شعبنا الالتزام باجراءات الوقاية الصحية، فالفيروس لا يفرّق بين كبير ولا صغير.. لا مريض ولا سليم.. لكنه يفرّق بين ملتزم وغير ملتزم.. احموا ابناءكم وآباءكم وامهاتكم.. فلا احدٌ منا رقم.. انما روح تسكن في دواخلها..







تاليا وحمودة ووالدٌ خلف قبضان الاصابة.. الوقاية خير من العلاج
تاليا وحمودة ووالدٌ خلف قبضان الاصابة.. الوقاية خير من العلاج
تاليا وحمودة ووالدٌ خلف قبضان الاصابة.. الوقاية خير من العلاج