|
ماتوزوف: صفقة القرن مرفوضة وفشل الضم يعتمد على صمود الموقف الفلسطيني والعربي
نشر بتاريخ: 10/07/2020 ( آخر تحديث: 10/07/2020 الساعة: 14:27 )
موسكو-معا- أكد الخبير والمحلل الاستراتيجي الروسي السيد فيتشيسلاف ماتوزوف، أن مخطط الضم "الإسرائيلي" لأجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية هو جزء من صفقة القرن، وأن مصيره الفشل، ويعتمد ذلك الى حد كبير على استمرار صلابة الموقف الفلسطيني الرافض لهذا المخطط، وعلى الدعم الذي يلقاه هذا الموقف من أوساط واسعة عربيا ودوليا. جاء ذلك في ندوة حوارية عبر الانترنت webinar عبر تطبيق zoom نظمها مساء أمس الخميس 9/7/2020 معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي بالتعاون مع الجمعية العربية لعلم الاجتماع، وتحدث فيها السيد ماتوزوف، الدبلوماسي والخبير والمحلل الاستراتيجي الروسي المخضرم، الذي يعتبر أحد اهم أعمدة المفكرين الاستراتيجيين في الاتحاد السوفييتي سابقا وروسيا الفيدرالية حاليا، والذي كان يترأس لجنة الصداقة الروسية الفلسطينية والجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية. كما وتحدث في الندوة الدكتور أسعد عويوي نائب رئيس لجنة الصداقة الفلسطينية الروسية والدكتور محمد فرحات أمين عام الجمعية العربية لعلم الاجتماع. وأكد الخبير الروسي أن مخطط الضم هو جزء من صفقة القرن، تلك الصفقة التي تتعدى مخاطرها فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط لتصل الى كل العالم بما فيها روسيا، حيث أنها تحاول هندسة المنطقة على مقاس مصالح الولايات المتحدة "وإسرائيل"، والتي تشمل مخاطرها وتبعاتها كل المجالات السياسية والاقتصادية والجيوبوليتيكية، منوها الى ضرورة الوعي بهذه المخاطر والتنبه لتبعاتها الاستراتيجية المدمرة على شعوب المنطقة والعالم. واعتبر ان مصالح روسيا الاستراتيجية مهددة بسبب هذا المخطط، وخاصة انه يتقاطع مع محاولات إقامة دولة يهودية في شبه جزيرة القرم كدولة احتياط لإسرائيل، وهو ما يستدعي من ضرورة ارتقاء الموقف الروسي لينسجم مع مصالح الأمن القومي الروسي المهددة بالخطر جراء هذا المخطط الجهنمي. وفي شرحه لخارطة الصراع في منطقة الشرق الأوسط والعوامل المؤثرة على الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" خلفيته الصراع العربي "الإسرائيلي"، قال ماتوزوف، أن روسيا التي لها مصالح في الشرق الأوسط، باعتبارها حدودها الجنوبية، لا تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة وأوروبا في المنطقة، لكنها تستطيع أن تغير في المعادلة، مؤكدا أن حل القضية الفلسطينية يحتاج لرعاية دولية واسعة وليس بمقدور أي قوة دولية في العالم أن تتولى وحدها رعاية أي تسوية، الأمر الذي يحتاج لتوافق دولي واسع تشارك به روسيا كعضو في الرباعية الدولية ودول أخرى في العالم. ودعا ماتوزوف الفلسطينيين والعرب لتعزيز صمود موقفهم الرافض لصفقة القرن ومخطط تصفية القضية الفلسطينية، وتقسيم الأقطار العربية، مشيرا إلى أنه بإمكانهم الاعتماد على أصدقائهم الروس الذين تربطهم بهم علاقات صداقة ومحبة تاريخية، مناشدا العرب بالعمل من أجل بناء المؤسسات والجمعيات والأدوات الإعلامية اللازمة للتأثير في روسيا وغيرها من البلدان لمواجهة ما تقوم به اللوبيات الصهيونية المؤثرة باقتصاديات روسيا ودول العالم، والتي يقيم مؤسسوها ومسؤولوها في "إسرائيل" ويدافعون عن مصالحها. ومن جانبه أكد الدكتور أسعد عويوي على عمق الأواصر والعلاقات التاريخية بين روسيا وفلسطين، مؤكدا أن استثمار هذه العلاقات بالشكل السليم من شانه ان يعزز الموقف الفلسطيني الرافض للضم وصفقة القرن، وأشاد العويوي بالموقف الرسمي الروسي الداعم لموقف القيادة الفلسطينية، والذي عبر عنه في الاتصال الهاتفي بين الرئيس محمود عباس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا، حيث أكد الأخير موقف روسيا المعارض لصفقة القرن والضم وتأييد بلاده لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحل الدولتين، وهو ما عبرت عنه أيضا وزارة الخارجية الروسية، التي حذرت على لسان "ماريا زاخاروفا" المتحدثة الرسمية باسمها، من العواقب الوخيمة لخطط "اسرائيل" فرض السيادة على أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتناول الدكتور محمد فرحات العلاقات التي تربط روسيا بفلسطين والمنطقة العربية في إطار البعد الجيوبوليتيكي ل “أوراسيا" الذي تعتبر روسيا جزءا أساسيا فيه، بل وعلى رأسه، مشيرا إلى وجود تقاطع كبير في المواقف والرؤى والمصالح بين روسيا والعرب وفلسطين، والى وجود مرتكزات مهمة تاريخية وثقافية ودينية واقتصادية وسياسية، يمكن الاعتماد عليها لتعزيز أواصر العلاقات الفلسطينية الروسية، معتبرا أن صفقة القرن هي اختبار مهم لروسيا أيضا، وان من مصلحتها دعم الموقف الفلسطيني والعمل من أجل حل متوازن يكفل الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. هذا وقد أدار الندوة والحوار الدكتور نايف جراد مدير عام معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، فيما تولى الأستاذ عبد الله زماري مدير وحدة الاعلام واستطلاع الرأي في المعهد التنسيق التقني والفني للندوة، وقد حضر الندوة وشارك في النقاش عدد من الخبراء والمهتمين بالعلاقات الروسية الفلسطينية وعدد من كادر المعهد. |