وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التنمية الاجتماعية: مشروع قانون حماية الاسرة مازال مسودة يمكن العمل عليها بشراكة مجتمعية

نشر بتاريخ: 16/07/2020 ( آخر تحديث: 16/07/2020 الساعة: 14:21 )
التنمية الاجتماعية: مشروع قانون حماية الاسرة مازال مسودة يمكن العمل عليها بشراكة مجتمعية

رام الله- معا- أكدت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة بمدير عام الشؤون القانونية في الوزارة الاستاذة خلود عبد الخالق بأن قانون حماية الاسرة مازال مسودة يمكن العمل عليها بشراكة مجتمعية، وذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة Act لحل النزاعات، الثلاثاء، تحت عنوان"قانون حماية الأسرة من العنف."

فمن جانبها، أكدت مديرة عام الشؤون القانونية في وزارة التنمية الاجتماعية خلود عبد الخالق، على أهمية قانون حماية الأسرة من العنفوهدفه بالحفاظ على التماسك الأسري، والذي جاء لحاجة مجتمعية أكدتها احصائيات جهاز الاحصاء المركزي.

وعن اجراءات سن القانون، قالت عبد الخالق: "قمنا باجراء مشاورات على مدار سنوات على سن قانون حماية الأسرة من العنف مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني." وأضافت: "المقصود بالتدابير الاتفاقية ليس كل خلاف عائلي يتم التوجه به للجهات القضائية. يوجد تدخلات لمرشد حماية الأسرة، وفي حال وجود أي اعتراض على ذلك تتوجه الضحية للشرطة والقضاء."

وأكدت عبد الخالق أنهمازال هناك وقت لعمل حوار مجتمعي، واقترحت بعمل حوار مجتمعي في الجامعات وكليات الشريعة وللمواطنين، وأكدت على وجوب قراءة القانون وفهمه قبل الخوض بالحوار حوله.

من جهتها، أكدت المستشارة القانونية في وزارة شؤون المرأة الاستاذة سونا نصار أن العنف هوالذي يفكك الأسرة وليس وجود القانون، والعمل على القانون هو مطلب مجتمعي وليس مطلب حكومي.

وأضافت أن مشروع القانون مستند للقانون الاساسي وقانون العقوبات، وهدفه الحفاظ على النسيج الاسري من خلال التوعية وعن طريق الاجراءات المنصوص عليها في القانون لادماج الضحية في المجتمع.

وأوضحت: "أن مشروع قانون حماية الأسرة من العنف تم العمل عليه من عام 2004 وتم عرضه على مجلس الوزراء عام 2013 أي قبل الانضام لجميع الاتفاقيات الدولية وتحديدا سيداو."

وبدوره، أكد مدير مركز اعلام حقوق الانسان والديمقراطية شمسالاستاذ عمر رحال أن على الحكومة أن توفر الأمن والعدل للشعب من خلال القضاء العادل والشؤون الاجتماعية والأمن الخارجي.

وأضاف: "القانون حاجة مجتمعية وهناك حاجة لقوانين اخرى تنظم شؤون الناس."

وانتقد رحال ثقافة التكفير والتهجم بسبب اختلاف الاراء، وأردف: "لا احد ينكر أهمية النقاش المجتمعي لمشروع القانون وعمل طاولة مستديرة دون شتم وتكفير وكلما كان هناك نقاش مجتمعي وارادة سياسية وصدقية بالعمل سننجح دون التعصب بالرأي."

بالمقابل، أكد المحامي والناشط الحقوقي الاستاذبلال محفوظ إلى أن الوزارات التي قامت بالنقاش مع المؤسسات النسوية على مر السنوات، قامت باقصاء المعارضين والمحكمة الشرعية من نقاش المشروع. وأضاف: "القرار بقانون يخالف الشريعة الاسلامية ... ومبني على مبدأ القانون الطبيعي والمساواة المطلقة بين المرأة والرجل لدرجة التماثل والتطابق في جميع مناحي الحياة وهذه اشكالية لانالشريعة الاسلامية تعمل على تحقيق العدل وليس المساواة."

وأضاف محفوظ: "القانون مبني على حتمية الصراع من أجل ان تنال المرأة حقوقها، ومبدأ التجاوز بالعقوبة هو احد متطلبات سيداو، وهو ما يخالف نظرية عبء الاثبات في قانون البينات."

ومن الجدير ذكره، اختراق عشرات المتطرفينللندوة في محاولة للحيلولة دون استمرارها، وذلك بعرض موسيقى تشويشية وصور غير لائقة استمرت لدقيقتين قبل اعادة السيطرة على الندوة وطرد المخترقين ومنع تواجد المزيد منهم، وذلك بعد احتداد النقاش بين المؤيديين للقانون والمعارضين له.

وعقدت جلسة أولى للندوة نفسها قبيل اسبوعين لنقاش سن قانون حماية الأسرة من العنف، تخللها احتداد بالنقاش وتوصيات بتوسيع دائرة النقاش لتشمل ممثلين عن الحكومة. على اثرها، عقدت الجلسة الثانية بحضور ممثلين عن وزارة شؤون المرأة ووزارة التنمية الاجتماعية.

وناقشت الندوة سن قانون حماية الأسرة من العنففي فلسطين بحضور مدير عام الشؤون القانونية في وزارة التنمية الاجتماعية الاستاذة خلود عبد الخالق، والمستشارة القانونية في وزارة شؤون المرأة الاستاذة سونا نصار، والمحامي والناشط الحقوقي الاستاذبلال محفوظ، ومدير مركز اعلام حقوق الانسان والديمقراطية شمسالاستاذ عمر رحال، إضافة لعشرات المواطنين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض ليتخلل الندوة نقاش دام ثلاثة ساعات.

وقد ساعدت الندوة بتقليل الفجوة بين الحكومة والمواطنين المعارضين للمشروع، ودعت عبد الخالق في رسالة شكر وجهتها لمؤسسة ACT بعد انتهاء الندوة للاستمرار في الندوات الشبيهة لاشراك أكبر عدد من مركبات المجتمع المحلي بهدف التوصل لصياغة نهائية لمسودة القانون، مؤكدة على أن قانون حماية الأسرة هو مسودة غير نهائية.

وأوصت الندوة باستكمال النقاش واشراك القضاء الشرعي، ونقابة المحامين، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وضرورة تعميق النقاش بشكل أوسع لأن القانون يمس كل أسرة في المجتمع. كما اوصت باستمرار التوعية حول مخاطر العنف الاسري على المجتمع باعتباره مسؤوليةوطنية مشتركة.