|
هكذا تُدير إسرائيل أزمة كورونا من خلف الكواليس
نشر بتاريخ: 16/07/2020 ( آخر تحديث: 16/07/2020 الساعة: 20:30 )
بيت لحم- معا- قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إنه "بينما كان الناس في المعارضة وداخل الحكومة يطرحون الانتقادات بالطريقة التي تم بها التعامل مع أزمة فايروس كورونا، يبدو أن مستشار الأمن القومي مئير بن شبات قد تولى عباءة القيصر أو مدير مشروع الوباء".
وأضافت الصحيفة، أن "بن شبات يدير الأنشطة بهدوء وخلف الكواليس، ويبدو أن هناك سياسة وأهداف وتقييمات للوضع وتوجيهات وإشراف وسيطرة وقدر كبير من الأفكار".
"يبدأ كل يوم عمل وينتهي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبن شبات، يناقشان آخر التحديثات والأرقام فيما بينهم، يتحدثون إلى خبراء ومسؤولين آخرين ويتم إعلامهم باستمرار، بالوضع المتغير، استنادًا إلى الأرقام التي سنتناولها قريبًا، يتخذون القرارات ويصوغون السياسة"، وفق الصحيفة.
وأكدت الصحيفة، أنه بعد المكالمة الصباحية مع نتنياهو، وأحيانًا قبلها، يُجري "مجلس كابينت كورونا" تحليلاً للوضع، على عكس اللجنة الوزارية التي تحمل الاسم نفسه، فإن هذا المجلس هو مجموعة واتس أب تضم 172 عضوًا، بما في ذلك الوزراء ومديرو الوزارة وكبار الموظفين وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي وغيرهم ممن هم في جوهرهم هم الذين يديرون الأزمة بشكل يومي.
وأشارت إلى أنه في كل صباح الساعة الثامنة والنصف (8:30)، تتلقى هذه المجموعة تحديثات من كل وزارة وسلطة حكومية حول أحدث الأرقام والإجراءات التي يتم اتخاذها بموجب اختصاص كل منها في مجموعة الواتس أب هذه، وينقل مجلس الأمن القومي التوجيهات إلى كل وزارة وسلطة، وفقًا لقرارات الحكومة والسياسات المعتمدة.
وبيّنت أن هذه المجموعة، التي تواصل تبادل المعلومات ونشرها على مدار اليوم، هي في الأساس القلب النابض لجهود إدارة الأزمات في البلاد.
وكل مساء تجتمع مجموعة من القياديين لإجراء تقييم للموقف على مستوى رفيع، وتشمل هذه المجموعة قيادة الجبهة الداخلية لـ GOC، وقائد مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، ومساعد كبير لوزير الجيش، والسكرتير العسكري، وكبار المسؤولين الآخرين في مؤسسة الجيش، ويدير مجلس الأمن القومي هذا التقييم للوضع ويقود الهيئة الرئيسية المكلفة بتقديم المشورة للحكومة، ويقود بن شبات هذا المنتدى الذي يضم أعضاؤه محافظ بنك إسرائيل والمديرون العامون لوزارتي المالية والصحة ومكتب رئيس الحكومة، وفق الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن انخفاض معدل الإصابات بفيروس كورونا في 27 مايو، دفع الحكومة إلى إعادة فتح الاقتصاد بسرعة فائقة، حيث حذر بن شبات من أن "هذا الفتح ينطوي عليه مخاطر خطيرة للغاية؛ وعي الجمهور واستعدادهم للتخلي عن روتين حياتهم اليومية يتضاءل؛ الناس لا تريد أن تخضع للاختبار ولا تريد التعدي على خصوصيتهم؛ خطر العدوى كبير لأن كل شيء مفتوح، وستكون نتيجة إعادة فتح الاقتصاد خطيرة".
الآن بدأت هذه المخاوف تؤتي ثمارها؛ يبلغ عدد المصابين بأمراض خطيرة 205 ويتضاعف أسبوعيا؛ سوف يستغرق الأمر معجزة حتى لا نجد أنفسنا في أسبوعين مع 800 مريض في حالة خطيرة.
وبحسب الصحيفة، أكد بن شبات على مجموعة من التوصيات، وهي:
ألا يزيد عدد الأشخاص عن 10 في أي مكان وفي أي وقت، دون استثناءات؛ إغلاق النظام المدرسي بأكمله، وجميع دور العبادة وجميع قاعات الطعام، دون استثناء؛ تحديد وسائل النقل العام وتقليل ساعات الاستقبال في المكاتب الحكومية.
وتابعت الصحيفة: "من غير المؤكد تمامًا أن هذه الخطوات كافية. في جميع الاحتمالات، في غضون أسبوع أو نحو ذلك، سيتم فرض إغلاق عام آخر، وربما سيتم تطبيقه عدة أسابيع".
كما ينظر بن شبات إلى نظرائه "خارج حدود إسرائيل"، ليتعلم منهم، حيث أن جائحة كورونا هي أزمة عالمية ذات أبعاد هائلة، أشد بكثير من أي شيء واجهه في سنواته الـ 33 في وكالة الأمن "الشين بيت"، بما في ذلك خلال الانتفاضة الثانية، وفق الصحيفة.
ومن وجهة نظر بن شبات، فإن جائحة كورونا هي حرب تؤثر على جميع جوانب الحياة، ولكن في النهاية لا يمكن كسبها إلا إذا تصرف كل شخص بمسؤولية. |