|
يد يحيى يخلف الدافئة
نشر بتاريخ: 20/07/2020 ( آخر تحديث: 20/07/2020 الساعة: 12:38 )
من الصعب جداً في حياتنا اليومية أن نجد اليد الدافئة معنا بكلزمان ومكان، من الصعب أيضاً أن نبحث عنها أو نسأل شخص ما بأن يقدمها لنا ونحن بأمس الحاجة لها، وليس من السهولة أن تجد تعريف واحد لمفهوم اليد الدافئة التي يحتاجها كل فرد من أفراد المجتمع، وعلى الرغم من ذلك نجد الروائي يحيى يخلف_العم أبو هيثم_ يقدم لنا يده الدافئة لتحضن الفسيفساء الفلسطينية عبر مختلف الأماكن والأزمان. رواية اليد الدافئة، جاءت لتحضن مشاعرنا المفككة والمبعثرة في كافة مجالات الكينونة الفلسطينية، من العائلة، الشارع، العمل، الأصدقاء، الشهداء، الأرض، المرأة الأم والزوجة والصديقة والطفلة، القصص والخزعبلات، الحب، الشجرة، الماضي وعلاقته بالحاضر، الحاضر وعلاقته بالمستقبل، الحركة الطلابية، الموت، الغربة، المُحتل المستعمر الصهيوني، القهوة والشاي والكونياك. أدخلتني هذه الرواية بالرغم من سهولة كلماتها الى عمق مضامينها وتشبيهاتُها، فنجد كيف هرب الروائي من مُجملات اللغة وزخارفها ليقدم الحقيقة لنا كما هي، وأستحضر القصص والماضي ليشرح للقارئ المأساة التي نعيشها دون أن نعلم مدى مستوى وجع جراحنا اليومية، لهذا استطاع يحيى يخلف وبلياقة عالية اصطياد كل من يبدأ بقراءة الرواية بجعله أسيراً له لا يحرره الإّ عندما يصل النهاية. وحتى أكون منصف مع جميع شخصيات الرواية؛ أستطيع القول بأن جميهم كانوا مرآة للواقع الذي نعيشه كمجتمع فلسطيني بحاجتنا لليد الدافئة بمختلف جراحنا الفردية والمجتمعية، بالتالي استطاعة الرواية دمج الخاص بالعام وبالعكس، ودمج الخيال بالواقع وبالعكس. لهذا جعلت الرواية من كل قارئ_وبالأخص إذا ما كانفلسطيني_ يستشعر حاجتنا لليد الدافئة المفقودة بالزمن الحالي، فقد علمتني الرواية بأن كل من هو بحاجة لهذه اليد يستطيع تقديمها للآخرين الذين هم بحاجة لها أيضاً، وبأننا جميعاً مهما اختلفت الأدوار التي نعيشها بشكل يومي علينا التمرد على كل ما يخطف لحظات زراعة الإبتسامة بأرواح من هم حولنا سواء كانوا أحياء من الصومال أو اليابان؛ أو من هم أحياء عند ربهم يرزقون في مقبرة أرقام الشهداء. في الفقرة الأخيرة من الرواية استطاع الروائي يحيى يخلف أن يلخص الحكاية التي يختزنها الفلسطيني أينما تواجد فوق الأرض أو تحت ترابها، بأننا جميعاً سنوقظ الأرض الطيبة من سباتها بخبطات أقدامنا اذا ما إمتلكنا اليد الدافئة لبعضنا البعض.... |