وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مصر وتركيا في ليبيا: حرب ضبابية يجب ألا تقع!

نشر بتاريخ: 21/07/2020 ( آخر تحديث: 21/07/2020 الساعة: 18:01 )
مصر وتركيا في ليبيا: حرب ضبابية يجب ألا تقع!



الجيش المصري التاسع اما الجيش التركي في المرتبة 13، وفق التصنيف العالمي لموقع "global fire power" للعام 2020. هل يتواجه الجيشان مباشرة في ليبيا؟ ما السيناريوهات المتوقعة؟

- اعلان الحرب: ارسال مصر وتركيا قوات عسكرية ويقع الاشتباك وتتطور الأمور لحرب دموية في شرق المتوسط لا سيما وأن القاهرة وانقرة تملكان القدرة المطلوبة وتصنيف "جلوبال فاير باور" يعتبر المرجع الأساسي في قياس القوة للجيوش ويعتمد على دراسة القدرات العسكرية والمالية واللوجستية للدول. لكن إذا وقعت المعركة لا تتوقف عند الدولتين او المشروعين، لأن تركيا تنتمي الى الحلف الأطلسي، ومصر تتقاطع مصالحها (نفطية ومشاريع إعادة اعمار/ نفوذ في شرق المتوسط) مع الامارات والسعودية وفرنسا وإسرائيل.
- استمرار الحرب بالوكالة: يواصل الطرفان دعم الأطراف المتقاتلة في ليبيا مع رفع منسوب ارسال المرتزقة من جهة تركيا؛ والعتاد والتدريب لعناصر قبائلية من جهة مصر.
- حل سياسي: العودة الى المفاوضات بعد استعراض القوة للطرفين، وهذا ما يطالب به الثلاثي الأوروبي (المانيا/ إيطاليا/ فرنسا). وإذا تدخلت الولايات المتحدة لوقف التصعيد بالضغط على حلفيها وذلك خوفا من تدخل روسي مباشر كما حصل في سوريا.
هناك نقاط أساسية في أي حرب إذا وقعت يجب اخذها في الاعتبار، أهمها أن تركيا لا تملك حدودا مع ليبيا، وأن الجبهات السياسية والعسكرية المتعددة المفتوحة لتركيا من سوريا والعراق الى أرمينيا مرورا بالصراع مع فرنسا يجعل عدد الأعداء كُثر. وهنا الموقف الروسي يكون حاسماً إذا كان فيه مقايضة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، أو منافسا إذا تضاربت المصالح. وكذلك لا بد من الانتباه الى الدور الجزائري المنحاز حاليا لحكومة السراج، وسيكون لاعبا رئيسا في أي تطور.
أما لماذا لا يجب لهذه الحرب ألا تقع بين الجيشين الأقوى في العالم الإسلامي؟ ببساطة لأن اللعبة حاليا انقلبت لتصبح "موازين الضعف" بدل "موازين القوى". ما فعلته الولايات المتحدة بين السعودية وايران/ تركيا وروسيا/ الصين والهند/ باكستان والهند.. الخ كلما قويّ طرف دعمت الطرف الاخر لإضعافه وإبقاء الصراع تحت سيطرتها ومتحكمة به. وحاليا هناك فخ ينصب لمصر وتركيا ومعهما الجزائر وروسيا ودول أوروبية لاستنزافها في المستنقع الليبي.
في تقرير مجلس الاستخبارات القومي الأميركي عام 2012 "الاتجاهات العالمية 2030: عوالم بديلة"، يستعرض الاتجاهات الكبرى المتفاعلة مع ستة متغيرات، أو "مغيرات للعبة" (game changers: مغير اللعبة، هو شخص أو فكرة تغير القواعد المقبولة والعمليات والاستراتيجيات وإدارة المهمات. أو هو عنصر أو مكون مُنتج حديثاً، والذي يغير وضعاً أو نشاطاً قائماً بطريقة يعتد بها) والتي سوف تحدد أي نوع من العالم المختلف سنَعمُر في العام 2030. ومغيرات اللعبة الستة الرئيسة وتأثيراتها المحتملة:
- اقتصاد عالمي عرضة للأزمات: هل ستفضي الاختلافات بين اللاعبين ذوي المصالح الاقتصادية المختلفة والتقلبات العالمية إلى توقف اقتصادي عالمي شامل وانهيار؟ أم أن تطوير مراكز تنمية متعددة سيفضي إلى زيادة مرونة النظام الاقتصادي العالمي؟
- فجوة الحكم: هل ستكون الحكومات والمؤسسات الدولية الحالية قادرة على التكيف بسرعة كافية لتسخير التغيير واحتوائه بدلاً من أن يطغى هو عليها؟
- احتمال تصاعد الصراعات: هل ستفضي التغيرات المتسارعة والتحولات في مراكز القوة إلى خلق المزيد من الصراعات بين الدول وفي داخلها؟
- توسع نطاق عدم الاستقرار الإقليمي: هل سيعمل الجيَشان الإقليمي، خصوصا في الشرق الأوسط وشرق وجنوب آسيا، على التسبب بحالة عدم استقرار عالمي؟
- تأثير التقنيات الجديدة: هل سيتم إحداث اختراقات تكنولوجية في الوقت المناسب لإعطاء دفعة للإنتاجية الاقتصادية وحل المشكلات الناجمة عن الضغط على المصادر الطبيعية والتغير المناخي، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة، وشيخوخة السكان، والتمدن السريع؟
- دور الولايات المتحدة: هل ستتمكن الولايات المتحدة من العمل مع شركاء جدد على إعادة ترتيب النظام الدولي، مجترحة أدواراً جديدة في نظام عالمي متوسع؟
وفقا للبنود أعلاه، لا بد لأي حرب نتمنى ألا تقع أن تغير خريطة النفوذ الإقليمي. ويكون لها انعكاسات على ملفات المنطقة، فالاشتباك في سرت سيتبعه اشتباك في ادلب ومناطق أخرى في المنطقة.