وسائل إعلام عبرية تهاجم الهباش
نشر بتاريخ: 23/07/2020 ( آخر تحديث: 23/07/2020 الساعة: 17:22 )
رام الله- معا- شنت وسائل إعلام إسرائيلية يمينية اليوم هجوماً على الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية على خلفية تصريحاته الأخيرة بخصوص مخطط دولة الإحتلال بتنفيذ "الضم" لأجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية وفرض "السيادة الإسرائيلية" عليها ، حيث قال الهباش في جزء من تلك التصريحات خلال مقابلة مع مراسل القناة 20 العبرية باروخ يديد التابعة للمستوطنين واليمين المتطرف في دولة الإحتلال: "قاتلناكم حاربناكم مائة سنة ولا مانع لدينا لمحاربتكم مائة سنة أخرى".
وكتب العقيد احتياط تال بار أون في موقع القناة السابعة العبرية والتي تعبر عن مجلس المستوطنات واليمين المتطرف مقالة بعنوان "خطة المراحل للدكتور الهباش" قال فيها إن الهباش يدعو إلى تطبيق الرؤية الفلسطينية من أجل السلام العادل تقوم على "حل الدولتين"، لأن الخيارات الأخرى لن تكون محتملة وصعبة .
وأضاف بار أون أننا لا يمكن أن نتقبل وجود فكرة دولة فلسطينية في "أرض إسرائيل" وأن الهباش يرى أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة لجميع مواطنيها، والفلسطينيون غير معنيين بتعريفها قائلاً على لسان الهباش: "أنا لا أعترف بالدولة اليهودية ولا يهمني كيف تحدد هويتها" .
وأشار الكاتب الإسرائيلي في مقالته أن القيادة الفلسطينية تعتمد خطاب مخادع ومليء بالتناقضات فالهباش في مقابلاته مع الإعلاميين الإسرائيليين عنيف جداً وهجومي حسب وصفه وهو يتعمد ذلك لإيصال رسائل معينة للجمهور الإسرائيلي، مضيفاً أن طرح الهباش مستفز ويتحدث بذات اللغة المعادية لإسرائيل في كل مناسبة وعلى كل منبر إعلامي، مشيراً ان مثل هذه المقابلات والتصريحات للهباش تثير حالة من النقاش داخل المجتمع الإسرائيلي وهذه خطورة يجب التوقف عندها كثيراً بحسب الكاتب.
وأكد الكاتب بار أون ان الهباش وهو من أكثر المقربين للرئيس محمود عباس أوصل خلال هذه المقابلات رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني سوف يستمر في مقاومة الإحتلال والنضال بكل الطرق المتاحة حتى تتراجع دولة الإحتلال عن مخططاتها سواء بالضم أو خطة ترامب التي تسمى "صفقة القرن" ، مؤكدا ان الهباش اختار لغة التهديد والوعيد وأن ما كان منذ المائة سنة الماضية سيكون مزحة وشيئا بسيطا لما سيحدث إذا اختارت "إسرائيل" المضي بمخططاتها بضم ولو واحد سنتيميتر من الأرض الفلسطينية ونقل عن الهباش قوله : "واحد بالمائة من الضم يساوي مائة بالمائة مسؤولية إسرائيلية عن جميع مناطق السلطة الفلسطينية ... إذا ضمت إسرائيل حتى سنتيمترًا واحدًا ، فسوف نتصرف أمامها كما لو ضمت كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، وإذا أراد الإسرائيليون "فلن يكون هناك خيار سوى العودة إلى الكفاح المسلح" وأن اسرائيل هي من تقرر، هي الوحيدة التي تتحمل المسؤولية عن الوضع" .
وادعى الكاتب الاسرائيلي أن السلطة الفلسطينية يقودها اليوم مجموعة من "الإرهابيين" على حد زعمه، ولا يوجد فلسطيني لديه نية حقيقية للسلام ويؤمن بحل الدولتين ويريد السير في نهج السلام ، مضيفاً ان أخطر "الإرهابيين" اليوم هو من يطرح حل سياسي مقبول أمام المجتمع الدولي حيث قال: إذ لا ينوي الفلسطينيون التخلي عن طريق النضال العنيف من أجل تحقيق تطلعاتهم ، وسوف يبذلون قصارى جهدهم للتهديد وزرع الخوف والذعر بيننا.
وفي نهاية المقال تطرق الكاتب إلى تصريحات الدكتور محمود الهباش للقناة 20 حول المصالحة والتقارب الحاصل بين بين السلطة الفلسطينية وقيادة حماس، وينقل على لسان الهباش: "من هو عضو في حماس هو ابن عمي وأخي وصديقي وجاري". هذه الكلمات معروفة بمثل عربي معروف: (أنا وأخي ضد ابن عمي وأنا وأخي وابن عمي ضد الغريب) أي العمل لمحاربة إسرائيل.
وختم الكاتب الاسرائيلي المقال بخلاصة مفادها أن تصريحات الهباش مليئة بالتناقضات طوال الوقت وتوضح سبل الإنكار والخداع التي يستخدمها الفلسطينيون، وهي تذكير جديد لشعب "إسرائيل" أنه في الواقع الحالي مطلوب من الحكومة الإسرائيلية الوفاء بوعدها وتطبيق السيادة الآن! .