وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زعيمة «لوبي» يهودي في واشنطن تحذر اسرائيل من «كارثة حتمية»

نشر بتاريخ: 01/08/2020 ( آخر تحديث: 01/08/2020 الساعة: 00:50 )
زعيمة «لوبي» يهودي في واشنطن تحذر اسرائيل من «كارثة حتمية»

بيت لحم- معا- حذرت مديرة جماعة ضغط (لوبي) يهودية في الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل من مغبة عزمها تنفيذ مخطط ضم أراض بالضفة الغربية المحتلة، وقالت إن ذلك سينطوي على خطر كبير يهدد بزوال دعم الحزب الديمقراطي الأمريكي والجالية اليهودية لتل أبيب وسيقربها من "كارثة حتيمة".

جاء ذلك في مقال نشره موقع "واللا" العبري، الجمعة، لـ "عدينا فوجيل أيالون" مديرة منظمة " جي ستريت" اليهودية، والتي ينظر إليها على أنها "لوبي" منافس لـ "أيباك" المؤيد بشدة لليمين الإسرائيلي.

وخلصت "أيالون" في مقالها إلى أن "خطاب الضم أحادي الجانب يرمز إلى بداية عملية خطيرة، أساسها فصل الجالية اليهودية الأمريكية عن دعم إسرائيل، ومن الإيمان بها كدولة للأمة اليهودية".

إلى نص المقال..

في السنوات الأخيرة، أصبحت إسرائيل قضية مثيرة للجدل بشكل متزايد في الولايات المتحدة: خلاف بين الحزبين، وخلاف داخل الحزب الديمقراطي، وخلاف داخل الجالية اليهودية. كانت إحدى السمات المميزة للأزمة الكبيرة في صورة إسرائيل هي المقالة الأخيرة بقلم بيتر باينرت، أحد أبرز أصوات الليبرالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي أعلن فيها أنه لم يعد يؤمن بحل الدولتين وبقاء إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

انتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية ليس بالأمر الجديد. أبدت الحكومات الأمريكية لأجيال، ديمقراطية وجمهورية، عدم رضاهم عن انعدام رغبة إسرائيل في التحرك نحو حل الدولتين.

حتى الغالبية العظمى من الجمهور اليهودي الأمريكي لم تخف إنزعاجها أبدا من سياسة الاستيطان وإدامة الاحتلال. ولكن في الأشهر الأخيرة، في ظل خطاب الضم أحادي الجانب، تحول النقد إلى يأس. اليأس الذي يرمز إلى بداية عملية خطيرة هي في الأساس بداية انفصال الجالية اليهودية عن دعم إسرائيل والإيمان بها كدولة للأمة اليهودية.

في مواجهة اليائسين، هناك آخرون يريدون التمسك بالإيمان بإسرائيل كدولة للأمة اليهودية، لكنهم يدركون أنهم إن أردوا ذلك فعليهم دفع حكومتها إلى تغيير سياستها.

لم تعد كلمات النقد الناعمة كافية، ولكن هناك حاجة إلى أفعال. الطلب المقدم من 13 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لتعديل قانون ميزانية الدفاع الأمريكية، والذي يسعى لمنع استخدام المساعدة الأمريكية لتعزيز الضم من جانب واحد، هو مثال على تغيير الحزب الديمقراطي موقفه تجاه إسرائيل.

ما يمكن أن يبدو كعقاب لإسرائيل، هو بالفعل محاولة من قبل أعضاء مجلس الشيوخ هؤلاء للحفاظ على أمل استمرار وجودها كدولة يهودية وديمقراطية، في مواجهة المحاولة لإحباط حل الدولتين من خلال الضم.

كُتب في سفر الأمثال " أمينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو"، وهكذا يجب أن نتعامل مع أعضاء مجلس الشيوخ هؤلاء المحبين لإسرائيل الذين يفهمون أن الوقت قد حان لأفعال من شأنها أن تساعد في إنقاذ إسرائيل من جنون الضم- القومي الذي استحوذ على أجزاء من حكومتها.

العناق العلني والمتواصل بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو خلال الثلاث سنوات والنصف الماضية، أنسى الكثيرين الفجوة القيمية المتزايدة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي وغالبية الجالية اليهودية. يمثل الحزب الديمقراطي البيت السياسي للسواد الأعظم من يهود الولايات المتحدة الأمريكية.

نحو 80% من الناخبين اليهود، الذين يواصلون دعمهم مرارا وتكرارا للحزب الديمقراطي وممثليه المنتخبين وقيمه هم الدليل على قوة العلاقة بين يهود الولايات المتحدة والحزب. سيبقى الحزب الديمقراطي ملتزما بإسرائيل وأمنها وازدهارها، لكن تصريحات الضم التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تبقيها بعيدة عن كبار داعميها الديمقراطيين.

من يحاول وضع كل البيض الإسرائيلي في السلة الجمهورية، قد يجد أن ذلك لا يمكن الاعتماد عليه. ليس فقط لأن الحديث يدور عن حزب يتغزل قادته الحاليون بالعنصرية وتفوق العرق الأبيض، بل لأنه يسير على ما يبدو بخطوات حازمة نحو الهزيمة في الانتخابات.

الفجوة الآخذة في الاتساع بين إسرائيل وكبار مؤيديها في الولايات المتحدة يجب أن تُطّير النوم من أعين جميع المواطنين الإسرائيليين. هناك من يحاولون من خلال الترويج لمخطط الضم أحادي الجانب قيادة إسرائيل بعيون مفتوحة إلى كارثة حتمية، سواء فيما يتعلق بالدعم الأمريكي أو فيما يتعلق بالعديد من التهديدات الاقتصادية والأمنية الأخرى. إن البلد الذي يريد الحياة لا يضع نفسه عن علم في وجه الخطر، ولكن يحاول تحييده.

على قادة إسرائيل أن يكونوا على علم بالاتجاه الذي تسير فيه الولايات المتحدة، وأن يصغوا لأصدقاء إسرائيل الجيدين ولا يتجاهلون اليأس الذي أصاب بعضهم. إن تجاهل الرياح التي تهب داخل الجالية اليهودية، وكذلك في الحزب الديمقراطي، سيكون أمرا سيئا، بالنسبة لإسرائيل وحلفائها في الولايات المتحدة.

المصدر: مصر العربية