نشر بتاريخ: 15/08/2020 ( آخر تحديث: 15/08/2020 الساعة: 16:51 )
قبل نحو عام. وبتشجيع من ترامب وجهد لا يوصف من صهره كوشنير، وبمشاركة لا أحد. أقامت البحرين في عاصمتها المنامة مؤتمر البحرين للسلام الاقتصادي والذي تراجعت الولايات المتحدة وأطلقت عليه رسميا باسمِ ورشة عمل السلام من أجل الازدهار . فكان أضحوكة لعلماء السياسة. وقيل يومها انه يهدف إلى التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية. ومن يومها لم يستثمر أي احد أي دولار في فلسطين. بل على العكس تم وقف الدعم ومنع الاستثمار ومحاصرة حكومة محمد اشتية حتى يومنا هذا. فلا كان مؤتمرا سياسيا ولا كان مؤتمرا اقتصاديا. ومات في أرضه ولم يعد يذكره أحد.
اتفاق أبو ظبي تل أبيب، اتفاق بالإكراه سعى ترامب إلى احتضانه وتبنيه باعتباره يحفظ ماء وجه الرجل أمام الفشل الذريع لصفقة القرن، ولتحسين صورته المتهالكة في أوج الحملات الانتخابية، وللتغطية على اللقاح الروسي.
لن أقف باكيا أمام اتفاق أبو ظبي تل أبيب. بل سأذهب بعيدا في التشاؤم وأقول أن سلطنة عمان ومملكة البحرين وربما السودان وغيرها من الدول العربية تلهث للتطبيع مع إسرائيل. وربما يجبرها ترامب على إعلان ذلك قبل موعد الانتخابات الأمريكية. فماذا سيحدث؟ وماذا ستكسب إسرائيل.
كل مستوطن وكل إسرائيلي وقبل أن تفتح زجاجات الشمبانيا ويحتفل بالأصدقاء الجدد. سينظر من نافذة بيته ويشاهد الفلسطينيين مكانهم. لم يتغيّر عليهم شيئا. هنا باقون.
وبعد أن تطير فرحة اللقاح التطبيعي. سيعود الإسرائيليون إلى رشدهم ويكتشفوا مرة أخرى أن الحل هنا، وليس في المنامة ولا في أبو ظبي ولا في الخرطوم ولا في مسقط. هنا يجلس أصحاب القضية وهنا سيعود المفاوض الإسرائيلي يبحث عن مفاوض فلسطيني.
اتفاق أبو ظبي مثل مؤتمر المنامة.. هدف خارج المرمى صفق له جمهور غافل، هدف لم يحتسب رغم تصفيق الجمهور الذي أخذته الحماسة وقام يهتف.
قطاع غزة محاصر وتحت القصف. والضفة الغربية محاصرة وتحت الاحتلال. القدس مخطوفة بجدار شارون لا يصلها أهلها.
وبعد أشهر أو بعد سنوات. سيختفي ترامب كما اختفى عشرات الرؤساء من قبله وسوف يختفي نتانياهو مثل أسلافه وتبقى فلسطين حاضرة مكانا وزمانا.
نبقى نحن واليهود المستوطنون على هذه الأرض. وبيننا وبينهم فواصل الأيام مهما طالت.
ولن تنفعهم عواصم العالم كلها ولن تعطيهم حق الوجود ولا راحة البال. وسيعودون إلى أزقة المخيمات يبحثون عن مفاوض، يبحثون عن حل.
"نحن وإياكم والزمن طويل"