وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخيانة.. لفلسطين والفلسطينيين

نشر بتاريخ: 16/08/2020 ( آخر تحديث: 16/08/2020 الساعة: 11:45 )
الخيانة.. لفلسطين والفلسطينيين

كتبت نواة لندوة في صحيفة هأرتس صباح اليوم" نتنياهو يمكن ان يصنع اتفاق تاريخي، واثبتت صفقة القرن انها تؤدي الى السلام وبقي الفلسطينيون وحدهم خارج السرب" يبدو حتى الكتاب والصحفيون الإسرائيليون لا يعرفون تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني ولا يفهمون كيف يفكر الفلسطينيون، لقد اثتبت العلاقات الدولية والدبلوماسية الدولية ان الفلسطينيين و القضية الفلسطينية جوهر الصراع ومركز الصراع في الشرق الأوسط وان الشعب الفلسطيني هو الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط وبصفتي باحث فلسطيني فإني أؤكد للكتاب الإسرائيليين ومنهم لاندوا" بان الشعب الفلسطيني سيبقى في ارضه مرابطا ومدافعا عن القدس و المسجد الأقصى ولن يتنازل عن ذرة تراب من ارض فلسطين".

يوم امس المشؤوم قام محمد بن زايد بإعلان تطبيع كامل مع إسرائيل بالاتفاق مع نتنياهو وترمب وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الامارات العربية المتحدة وإسرائيل في بيان مشترك بين بن زايد ونتنياهو وترمب .. انها الخيانة والانهيار الكامل والاتفاق مع ترمب ونتنياهو على تصفية القضية الفلسطينية وتوجيه طعنة للفلسطينيين من الخلف.

وهنا السؤال المهم: لمادا قام محمد بن زايد بهده الخطوة المشؤومة وخيانة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وخيانة القدس والمسجد الأقصى المبارك؟

ربما اعتادت الدول الديكتاتورية على حماية نفسها ووجودها خوفا من شعوبها ولم تعد المبادئ والقيم والحقوق السياسية والتاريخية للشعوب الأخرى تعنيهم في شيء، ومحمد بن زايد كل ما يريده من إسرائيل " تكنولوجيا التجسس على المعارضة السياسية في الامارات وتكنولوجيا لمتابعة الشعب الاماراتي ، محمد بن زايد لديه الأموال والمليارات ولديه الأبراج والقصور اما ما تريده إسرائيل ونتنياهو وترمب " هدايا سياسية لدعمهم في حملاتهم الانتخابية القادمة والفوز في الانتخابات وليس مهما من اين يأتي هذا الدعم الانتخابي حتى ولو كان من الديكتاتوريات العربية او من الأنظمة الفاشية.

وأود ان اذكر محمد بن زايد بان فلسطين التاريخية عمرها التاريخي اكبر من عمر الامارات وإسرائيل وامريكا مجتمعة، فلسطين عمرها التاريخي اكثر من ثلاثة الاف عام اما الامارات فلا يزيد عمرها على خمسون عاما ونيف وإسرائيل عمرها اثنان وسبعون عاما وامريكا عمرها ثلاثة مائة وخمسون عاما وبالتالي فان فلسطين تملك من المقومات البشرية والتاريخية والسياسية والقانونية ما يؤكد وجودها قبل تلك الدول مجتمعة.

اما من يدعي ان الامارات عملت على تأجيل الضم او الغاء الضم مقابل التطبيع فكان رد نتنياهو مساء يوم امس في لقاء مع الصحفيين " لا يوجد تغيير في خطط الضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة" وربما في نظرة سريعة الى سيكولوجيا نتنياهو والطريقة التي كان يتحدث بها" كان يتحدث بشعور المنتصر وكانه خرج من حرب وانتصر فيها، نتنياهو قال انها لحظة تاريخية " واكد ان السلام مع الدول العربية لا يحتاج الى قيام دولة فلسطينية"

ربما نتنياهو وترمب لم يقرأوا " مقدمة ابن خلدون" وربما لم يقرأوا كتاب " الاستشراق للاستا ذ "ادوارد سعيد رحمه الله" ، سلام هزيل يتم توقيعه مع الحكام ولكن الشعوب والبنية الاجتماعية للإنسان العربي والفكر الاجتماعي والسياسي للإنسان العربي هو الثورة والتغيير الشامل وانهاء الأنظمة القمعية واعادت القرار السياسي والاجتماعي الى الشعوب العربية بعقلية العربي الذي لا يتنازل عن حقوقه.

الخيانة وتصفية القضية الفلسطينية كان الرد عليها من الشعوب العربية وهناك امثلة كثيرة من التاريخ العربي والفلسطيني الحديث على الرد على كل من يتطاول على فلسطين والمسجد الأقصى وعلى الجميع ان يعلم انهم لا يملكون حتى قرار انفسهم ، الجماهير العربية والشعوب العربية هي من تملك الرد على كل من يخون القدس والمسجد الأقصى.

وبرسالة سريعة الى نتنياهو وابن زايد فان الشعوب هي التي تقرر السلام وليست الأنظمة وعلى نتنياهو ان لا يفرح كثيرا بهذا الإنجاز لأنه لن يزور العواصم العربية ولن تحط قدماه في الأرض العربية الا بالسلام العادل والشامل والاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني .

وأخيرا ربما سفارة لإسرائيل في أبو ظبي وستبقى بناية مثلها مثل السفارات في بعض العواصم العربية بدون الشعوب العربية وسفارة للأمارات المتحدة في القدس المحتلة لكي يمنح ابن زايد الشرعية للاحتلال الإسرائيلي للقدس والمسجد الأقصى ولكنها ستبقى بناية فقط ولن يكون هناك سلام في العالم اجمع بدون الفلسطينيين وبدون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولم ولن يكون هناك شرق أوسط جديد بدون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.