وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التطبيع هروب من المسؤولية إتجاه القضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 18/08/2020 ( آخر تحديث: 18/08/2020 الساعة: 10:13 )
التطبيع هروب من المسؤولية إتجاه القضية الفلسطينية

في الوقت الذي يقاوم الشعب العربي الفلسطيني الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري


وفي ضل صفقة القرن وتداعياتها والتي تعني ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية وسبق ذلك ضم القدس وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية وتحويل مياه نهر الليطاني تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي وفي نفس الوقت الذي تبنا النظام الرسمي العربي مبادرة السلام العربية والتي تبنتها قمة المؤتمر الإسلامي بموافقة خمسة وخمسون 55دولة. يتم الإعلان عن الاتفاق الثلاثي بين الجانبيين دولة الإمارات العربية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي اعلن يوم 6/12/2017 التوقيع على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإعلان إن القدس" العاصمة الأبدية لإسرائيل"



لسنا بصدد التداخل في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات العربية المتحدة ، ولكن المطلوب من أي دولة تريد التطبيع عدم الزج واستخدام القضية الفلسطينية بوابه ومبرر للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتقدم نفسها على أن التطبيع من أجل فلسطين ومنع ضم "اسرائيل" غور الأردن وشمال البحر الميت وأجزاء من الضفة الغربية. لم يمضي 24 ساعة حتى إعلان نيتنياهو إن إعلان الإتفاق بين اسرائيل والإمارات يعني فقط السلام بين الجانبيين وأكد أنه لم يطرأ أي تغير على المواقف الإسرائيلية..لذلك أننا على يقين أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله تعالى كان يشكل أحد أعمدة التضامن العربي وكانت القضية الفلسطينية تشكل عنوان أساسي في علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة مع دول العالم على غرار شهيد القدس الر احل الكبير الملك فيصل الذي رفض بشكل قاطع إقتراحات وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر حين التقى..وقال الملك فيصل أريد الصلاة في القدس .

وهو يعني لا سلام بدون القدس والعودة الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 .
الهرولة في تجاه التطبيع مع "اسرائيل" هي إسقاط للمبادرة السلام العربية والتي طرحها ولى العهد المرحوم عبد الله بن عبد العزيز والتي أصبحت بعد ذلك مبادرة السلام العربية خلال قمة بيروت، واستغرب ما صدر من تصريح للأمين العام السابق للجامعة الدول العربية السيد عمر موسى الذي رحب بإعلان التطبيع والذي كان يتحدث خلال فترة إنعقاد مؤتمرات القمة العربية حول الهروله من بعض الأنظمة العربية إتجاه التطبيع مع "اسرائيل" وكان يحذر من ذلك.
واليوم الإثنين أجرى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، غابي أشكنازي اتصالا هاتفيا مع وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، وهذا ليس بجديد فقد سبق ذلك زيارة رئيس وزراء الإحتلال نيتنياهو وزوجته سارة إلى سلطنة عمان لذلك فإن العلاقات بين الجانبين ليست جديدة وهي منذ سنوات طويلة وليس هناك مبرر لمحاولة الحديث أن علاقات العمانية من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وهذا ينطبق على موريتانيا حيث يتم الإتصال بين الجانبيين "اسرائيل" وموريتانيا من خلال بعض العملاء وسماسرة التطبيع مع اسرائيل .و لا يفوتني الحديث حول اللقاء بين نيتنياهو ورئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة عنتيبي الأوعندية في شهر شباط الماضي واتفقا على"بدء التعاون المؤدي إلى تطبيع العلاقات" بين الجانبين واليوم قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي:إسرائيل والسودان ربما يوقعان إتفاقية سلام قبل نهاية العام. وأوضحت الهيئة أن الإتصالات بين تل أبيب والخرطوم مستمرة كما أن بعثات من كل من الطرفين تواصل الاستعدادات على قدم وساق للتوصل إلى هذا الاتفاق الغريب أن الجانب الإسرائيلي يتحدث عن إتفاقية سلام! وكأن هناك فك اشتباك بين الجانبيين.
أنا لست سعيد في هذه القائمة من الدول العربية التي تعلن التطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
كانت كم يتطلع الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة العربية والإسلامية أن يتم إلغاء الاعتراف المتبادل مع الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري
الذي يضرب بعرض الحائط بكافة الاتفاقيات وبما في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي وما صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يعلن الاحتلال الإسرائيلي وقف ضم والاستيطان المتواصل، ان موقف الرئيس الفلسطينى محمود عباس والقيادة الفلسطينية برفض ضم ينطبق على كافة الفصائل الفلسطينية،

إضافة إلى موقف الدولة الأردنية حيث عبر الملك عبدالله الثاني..بشكل مطلق رفض صفقة القرن وتداعياتها وضم غور الأردن وشمال البحر الميت بل اعتبر ذلك ينهي عملية السلام وتحدي للقرارات الشرعية الدولية حيث يتمسك الأردن بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
بل أن الموقف الأردني يشكل عامل أساسي في دعم الموقف الفلسطيني،إضافة إلى التنسيق المشترك بين الجانبيين في مختلف المجالات مما يسهم في تعزيز ودعم الموقف الفلسطيني
بل قد يصل الموقف الأردني إلى أبعد الحدود في حال ضم.
هذا الموقف المنتظر والمطلوب من الأشقاء العرب.. قد يقول البعض أن الجانب الفلسطيني كم قال بعض سماسرة الإعلام من المتطبعين إن الجانب الفلسطيني إقامة إتفاق أوسلو وملحقاته والنظام العربي الرسمي ومعهم السيد عمر موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية.يدرك حجم الضغوطات على الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية من أجل القبول بقرارات الشرعية الدولية إضافة الى الحصار السياسي والمالي والجغرافيا والعقوبات المتعددة الجوانب ضمن وسائل الضغط علي منظمة التحرير الفلسطينية. الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني.

لقد تم إسقاط قصيدة"بلاد العرب "للشاعر فخري البارودي..وما حظيت به من إهتمام أيام التضامن العربي من المحيط إلى الخليج حين قال بلاد العرب أوطاني..من الشام لبغدان...ومن نجد إلى يمن..إلى مصر فتطوان، فلا حد يباعدنا..ولا دين يفرقنا لسان الضاد يجمعنا..بقحطان وعدنان
أود أن أعبر عن الاعتذار من شاعر العروبي الوحدوي فخري البارودي الذي كان رئيس الكتلة الوطنية التي قادت الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي في سورية حتى سنة 1946 أكرر الإعتذار لقد تم إسقاط لغة الضاد في ظل إنتشار التطبيع مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومع ذلك فإن مسيرة النضال لن تسقط أمام صمود شعبنا الفلسطيني وموقف جماهير أمتنا العربية والإسلامية في كل مكان وزمان مع فلسطين في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ..طال الزمان أو قصر
الخزي والعار للعملاء وسماسرة التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي.