وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تنديد واسع في تونس باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل

نشر بتاريخ: 18/08/2020 ( آخر تحديث: 19/08/2020 الساعة: 08:07 )
تنديد واسع في تونس باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل

تونس- معا- خلّف اتفاق التطبيع "السلام" بين الإمارات وإسرائيل موجة غضب واسعة في الأوساط التونسية، حيث عبرت معظم الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني عن استنكارها لهذا التعاون الذي وصفته بـ "اتفاق العار"، في وقت طالب فيه نشطاء رئيس الجمهورية بإعلان موقفه الرسمي من هذا الاتفاق.

ونفذ اليوم عدد من النشطاء وممثلي بعض المنظمات الوطنية والجمعيات الحقوقية وقفة احتجاجية أمام مقر سفارة دولة الإمارات للتعبير عن رفضهم القاطع لهذا الاتفاق وتجديد مساندتهم للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة العربية.

وتخلل المظاهرة حرق للعلم الإسرائيلي تعبيرا عن رفضهم لما أسموه "تطبيعا مع الكيان الصهيوني وخيانة عظمى للأشقاء الفلسطينيين".

وقال الناشط السياسي والنقابي ورئيس المنتدى التونسي للسيادة الوطنية نفطي حولة في تصريح لـ "سبوتنيك"، إن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في إطار تعبير الشعب التونسي عن تنديده واستنكاره من "اتفاقية الخزي والعار التي عقدتها دولة الإمارات العربية مع العدو الصهيوني".

واعتبر حولة أن ما قامت به الإمارات "جريمة في حق الفلسطينيين وانسياق خلف قطار التطبيع الذي انساقت خلفه دول عربية أخرى على غرار البحرين والسعودية التي أعطت مجالها الجوي للعدو الصهيوني لتنشيط السياحة"، مضيفا أن الهدف من الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي هو "ضرب الأمن القومي العربي وذبح القضية الفلسطينية من الوريد الى الوريد".

وأكد النقابي أن القضية الفلسطينية ستبقى من القضايا المركزية بالنسبة للشعب التونسي باعتبارها قضية القرن وقضية وجود عربي قومي وبالنظر لكونها قضية انسانية وعادلة، مستدلا على ذلك بمساندة كل من كوبا وفنزويلا للقضية الفلسطينية. وشدد على أن الاتفاق لن يمر وأن مقاومة الشعوب العربية الحرة ستكون السند الوحيد للشعب الفلسطيني.

المطالبة بالتحرك الدبلوماسي

من جانبه، طالب منسق شبكة المغاربة للدراسات صلاح الداودي في حديثه لـ "سبوتنيك" بضرورة تحرك تونس دبلوماسيا "لتحذير الإمارات من مغبة هذه الصفقة الاستسلامية المشؤومة وتداعياتها على الأمن القومي التونسي خاصة في علاقة بالجوار الليبي وحتى التشاد والسودان".

وقال الداودي إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يراد به خنق دول المغرب العربي، معتبرا أن الإمارات "انضمت إلى دول الخنق الاستراتيجي ضد دول الطوق المجاور لفلسطين المحتلة".

وأضاف أن ما أقدمت عليه الإمارات تعدى مجرد التطبيع إلى خيانة الأمة العربية، متابعا أن "العدوان الأعظم الذي يريد الإماراتيون إعطاءه للصهاينة هو صك للعدوان على المقاومة الفلسطينية"، وشدد على أن القضية الفلسطينية ليست مجرد حق فلسطيني وإنما هي حق عربي واسلامي وإنساني لعموم الأحرار في العالم.

واعتبر الداودي أن "الإمارات اصطفت إلى جانب مصالح الأمريكان في المنطقة العربية على مستوى مشروع الشرق الأوسط الجديد، وعلى مستوى مشروع إنشاء منظمة أمنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى مستوى برنامج استراتيجي شرق أوسطي المستهدف فيه هو محور المقاومة وكذلك روسيا والصين ودول أمريكا الجنوبية".

ويرى الداودي أن الإمارات "تحولت إلى محمية صهيونية أمريكية وإلى خزان مالي صهيوني وإلى واجهة زجاجية فارغة تعمل بنظرية اقتصاد بلا سياسة"، مشددا على ضرورة قطع خط الارتباط بين الصهاينة والإماراتيين بالنظر إلى التكلفة الأمنية والاقتصادية والاستخباراتية العالية لهذا الاندماج على المنطقة.

تجريم التطبيع

وفي نفس السياق، قال النائب في الكتلة الديمقراطية عن حزب التيار الديمقراطي رضا الزغمي لـ "سبوتنيك"، إن "ما أقدمت عليه الإمارات من ربط للعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني مخجل ومخزي"، مضيفا أن هذا الاتفاق يدخل في إطار "مسايرة الأعمال الاجرامية للكيان الصهيوني فيما يقترفه من جرائم حرب ضد الأشقاء الفلسطينيين".

تنديد واسع في تونس باتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل

وتابع أن "الإمارات لن تستفيد كثيرا من هذا التعاون بقدر ما ستزيد في تعميق أزمة المنطقة العربية بأكملها والتي تعيش اليوم على صفيح ساخن".

واعتبر الزغمي أنه من الضروري اليوم التوجه نحو رفض وتجريم التطبيع مع إسرائيل لا فقط على مستوى تونس ولكن أيضا على مستوى المنطقة العربية.

وأكد في هذا الصدد أنه من الوارد جدا أن يتقدم البرلمان التونسي بمبادرة تشريعية لتجريم التطبيع، مستدركا "لكن هذا الأمر مشروط باتفاق جل النواب والكتل البرلمانية على تمرير مثل هذا القانون".

وتابع أن "الخوف الحقيقي في أن لا يحصد هذا القانون الأصوات اللازمة للمصادقة عليه وهو ما سيمثل طامة كبرى على تونس".

صمت رئيس الجمهورية

وفيما يتعلق بصمت رئاسة الجمهورية عن إعلان أي موقف من هذا الاتفاق، قال الزغمي: "كنا ننتظر من رئاسة الجمهورية بوصفها ممثلة عن الدبلوماسية التونسية أن تصدر بيانا في اتجاه إدانة وشجب ما قامت به دولة الإمارات".

وتابع: "إلى حد الآن ما زلنا ننتظر موقفا رسميا واضحا من قبل رئاسة الجمهورية أو وزارة الخارجية لإدانة هذا التصرف الإماراتي الأرعن"، مضيفا: "انتظرنا أيضا من الدبلوماسية التونسية أن تبادر بالدعوة إلى عقد مؤتمر عربي لوضع تصور مشترك للدول العربية في هذا الاتجاه، لأن هذا الاتفاق سيسهم بشكل أو بآخر في تعميق عزلة الفلسطنيين وعزلة الدولة الفلسطينية".

واعتبر الزغمي أن الوضع العربي قد تغير منذ اندلاع ثورات الربيع العربي على مستوى التوازنات الإقليمية وسيما في العلاقات مع الكيان الصهيوني، مضيفا أن "التيار الديمقراطي قد نبه في مناسبات عدة من هذا الارتباط الخفي أحيانا والمعلن أحيانا أخرى مع إسرائيل"، واعتبر أن هذه العلاقات أضرت بمصلحة المنطقة العربية أكثر من الفائدة التي يعتقد البعض أنها ستأتي من هذا الكيان الذي يسعى بتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية إلي مزيد تفتيت المفتت ومزيد تشتيت المشتت، وفقا لقوله.

ولم يصدر إلى حد اليوم، أي موقف من رئيس الجمهورية قيس سعيد أو رئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ بشأن إعلان الإمارات العربية عن ربط علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، في وقت أصدرت فيه رئاسة البرلمان التونسي، أمس، بيانا اعتبرت فيه أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي هو "تعدي على حقوق الشعب الفلسطيني وتهديد صارخ لحالة الإجماع العربي والإسلامي الرافض للتطبيع".

تنديد واسع في تونس باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل
تنديد واسع في تونس باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل