|
مشروع تصفوي لا اتفاق سلام
نشر بتاريخ: 18/08/2020 ( آخر تحديث: 18/08/2020 الساعة: 23:00 )
لطالما شكل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وما زال، محور وجوهر اهتمام عربي ودولي، باعتبار القضية الفلسطينية إحدى أهم عوامل التأثير، سواء في الاستقرار الإقليمي والدولي أو في استقرار المصالح الحيوية للقوى العالمية العظمى في المنطقة، فمن الطبيعي أن يكون للإعلان الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي، ما بعده غير الذي قبله تماماً، في إطار رؤية استراتيجية مبصرة، قادرة على إفشال مخططات التصفية، ومحاصرة مشروع التطبيع الإماراتي وعزله. بالمقابل، تجدر الإشارة إلى أن صلابة موقف القيادة الفلسطينية، ممثلة بموقف السيد الرئيس محمود عباس، الرافض أصلاً لصفقة القرن المشؤومة، يستوجب من الكل الفلسطيني، للبناء عليه عربياً ودولياً، الوحدة والالتفاف حول هذا الموقف وحول منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فهي الإنجاز الأكبر للنضال الوطني على مدار عقود، ويجب الحفاظ عليه وتطويره، لا الالتفاف عليه وتدميره. 2- تصعيد المقاومة الشعبية، بحيث تقف على رأسها قيادة وطنية جماعية، توسع رقعتها الجغرافية، وتعزز قدرتها على استنزاف الاحتلال الإسرائيلي وركائزه المختلفة من جهة، واجتذاب الدعم الدولي متعدد الأشكال من جهة ثانية، لتغدو مع الأيام رافعة وطنية يمكن البناء عليها بدرجات متفاوتة، بما يضمن إعادة الاعتبار للقضية الوطنية، من خلال زيادة تعزيز الربط ما بين تناقض استمرار الاحتلال وجرائمه من جهة، واستقرار المصالح الحيوية للقوى الإقليمية والدولية المؤثرة من جهة أخرى.
4- تعزيز النظام السياسي الفلسطيني بما يواكب التطورات الحاصلة والمقروءة، ويحاكي اللحظة ويجيب عن التساؤلات المعروضة كافة، عبر تجديد الشرعيات للمؤسسات الفلسطينية المختلفة، خاصة في ظل عدم قدرة أي من الأطراف سواء في الضفة أو غزة، على إنتاج أي من الشرعيات الثلاث المألوفة (الشرعية الدستورية، الشرعية الثورية، وشرعية الخدمات بأداء مؤسساتي متقن المستوى، يليق بشعبنا وتضحياته وتطلعاته المشروعة. 5- استعادة ثقة الجماهير بالسلطة، فهي نتاج مجموعة من العوامل والاعتبارات، سواء الذاتي منها أو الموضوعي، لا أخالها مسلحة بالجماهير كما ينبغي، خاصة في مثل هذا الظرف الدقيق والحساس من عمر شعبنا وقضيته، فمن الواضح أن هناك أزمة قائمة ما بين السلطة والناس، سواء السلطة الشرعية في رام الله أو سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، مع الفارق بين هذه وتلك. 6- إعادة الاعتبار للتواصل مع مختلف القوى والأحزاب والقطاعات الشعبية والجماهيرية على امتداد الساحة العربية، لضمان تعزيز موقفها الداعم للقضية الفلسطينية من جهة، والضاغط على النظام الرسمي العربي ومصالحه المختلفة من جهة ثانية. 7- استعادة دورنا على المسرح العربي، وبالتالي تأكيد وجودنا الفعلي كجزء أصيل من الموقف والقرار العربي الرسمي، ويتطلب تحقيق 8- ونتاجاً لإدراك الظروف الموضوعية، ومعرفة بالأوضاع الداخلية للأنظمة العربية، في حال تعذرت بلورة موقف من جامعة الدول العربية بطرد الإمارات منها، يجب المطالبة والضغط على أمينها العام لتقديم استقالته كحد أدنى، وذلك أضعف الإيمان. 9- لا بد من التفريق ما بين الجانب التركي والقطري من جهة، والإيراني من جهة ثانية، فإيران تعتبر في نظر أطراف وشعوب عربية عدة، هي العدو الأول في المنطقة، الأمر الذي أهّل دولة الاحتلال بأن تكون شريكاً فعلياً لهذه الأطراف في معادلة الصراع السني – الشيعي، لذا، أرى في سيناريو الاقتراب الفلسطيني من إيران، إن حصل، كردة فعل على مشروع الإمارات التطبيعي، شكلاً من أشكال الانتحار، أو بالحد الأدنى خصومة معلنة مع المحور السني، فضلاً عن أن موقفاً من هذا النوع لا أخاله سيجبر الإمارات أو غيرها من العرب على التراجع عن مشروع التطبيع الخياني، خاصة أمام تطورات الملف النووي الإيراني المقروءة. إن سيناريو من هذا النوع أيضاً لا يعدو بنظري أكثر من ردة فعل غير محسوبة العواقب، تذكرنا بشكل أو بآخر، بالموقف الفلسطيني من غزو العراق للكويت، وتبعات هذا الموقف آنذاك، لذا أكرر القول: إن العقل هو الذي يجب أن يحكم في الأزمات، لا ردات الفعل. |