|
عاشق الذاكرة
نشر بتاريخ: 20/08/2020 ( آخر تحديث: 20/08/2020 الساعة: 18:13 )
الكاتب: السفير منجد صالح فليشهد التاريخ أنّي عاشق لحبّات برتقال يافا وسرّ عطرها وليشهد التاريخ أنّي قابض على ثرى ذرّات نور جمرها وليعرف التاريخ أنّي لم انس يوما حيفا وعكّا ولا جامع الباشا جزّارها وأنفخ في "الكور" لحنا شجيّا فيزداد نار شعري توهّجا أوارها يا نجم "سهيل" الساهر في السما سلّم لي على يافا وعكّا وعلى جوارها فالشوق يفيض منّي عشقا وألما على سنين الفراق العزيزة دموعها ***** يا عابرا "درب التبّانات" سلّم لي على نجوم سماء بلادي أعُدّ النجوم بسمة بسمة أكابر حتى أكيد الأعادي أتلحّفُ في ليال الغربة خرقة حنين تُدفئ برد مرساتي يا صاحبي الليل طال وضاعت في عميق البحر نجماتي فلا شطّ يافا بلغنا ولا تزينّا بوشم عروق أجدادي ولا رفّت أسراب طيور العودة لا فوق سفوح الجبال ولا على حصى نرجس الوادي ***** وقفت على شط نايي البعيد الهادي أناجي عرين رحيق زهور بلادي أعُدّ النسيم موجة موجة أعُدّ أمواج المحيط نسمة نسمة وأبوح للنسمة والموجة، سرّ نغم أشواقي وأنشر السرّ قصيدة قصيدة على سرج حصان قلم مدادي بأنني عاشق جبال فلسطين سهولها وغورها ووديانها وحتى المراتع والبوادي ***** يا موجة تمخر فوق السحاب تمهّلي لبلادي مني مرسال حب لأرضي وأهلي يافا تُناجي في الأسر لواء الاسكندرون يتردد صدى الحزن من قبية إلى دير اللطرون ومن غرناطة وإشبيلية في ربوع الأندلس إلى دمشق وبغداد وحطّين والقدس أحصنة الفرسان الشجعان تنتفض من كبوتها تخترق السحاب الداكن بسواعد قبضات سيوفها تشق في الليل الغابر فجرا جديدا تُحاكي بطولات خالد وطارق وصلاح الدينا ويُزهر حنّون بلادي زنبقا وقمحا وتينا كاتب ودبلوماسي فلسطيني
|