|
مساعد وزير الخارجية الإماراتي: هذا ما دفعنا إلى التطبيع مع إسرائيل!
نشر بتاريخ: 21/08/2020 ( آخر تحديث: 21/08/2020 الساعة: 23:38 )
بيت لحم- معا- أعلنت الإمارات التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل، أطلق عليها اسم "إبراهام"، لتحدث جدلا بين مؤيد ومعارض لها، ولتفتح صفحة جديدة في العلاقات وفي الصراع العربي الإسرائيلي. وفي لقاء لوكالة "سبوتنيك" مع مساعد وزير الخارجية الإماراتي عمر غباش، السفير الإماراتي السابق في روسيا وفرنسا، تحدث عن أبرز النقاط التي تعود بالفائدة على الطرفين من الاتفاقية، ونظرة أبو ظبي لأبرز المواضيع التي تتعلق بها، وكان الحوار التالي: وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال إن اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل تمثل نقطة تحول استراتيجية للعرب، ما هي هذه الاستراتيجية على المدى الطويل؟ الاستراتيجية هي الاتصال وهي المشاركة، وهي امتلاك الصوت والقدرة على الاستماع، والمقدرة على فهم ما يحدث بصفة لاعب في الصف الأول، وهذا في الواقع قد يساعدنا جميعا على الوصول إلى نوع حقيقي من السلام بين العرب والإسرائيليين، وبالطبع مع الفلسطينين. لكن في غضون ذلك انتقد القادة الفلسطينيون الاتفاقية واعتبروها إنكارا للحقوق الفلسطينية والعربية، فما هو رأيكم في ذلك؟ هناك نوعان على الأقل من القادة الفلسطينين، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، لسنا متفاجئين بشكل خاص من إعلان حماس، ولنكن صريحين لسنا مندهشين أيضا من إدانة السلطة الفلسطينية ومحمود عباس، أعتقد أنكم تعلمون بأنه لدينا بعض المشاكل مع السلطة الفلسطينية، كالدين وإدارة الحكومة واختلاس الأموال، لذلك أعتقد أنه ليس من المفاجئ أن يقولوا شيئا كهذا. هم يعتقدون بأن ما نحتاج إلى إدراكه أيضا هو أن أحد الأسباب التي دفعتنا إلى المضي قدما في صنع السلام مع الإسرائيليين، هو أنه لم يعد من الممكن وضع مصلحتنا خلف مصالح هذه الخلافات السياسية الداخلية بين الفلسطينين، والتي لا علاقة لها بشكل كبير مع القضية الفلسطينية، وهكذا حالما انفصلنا عن القضية الفلسطينية على الجانب الفلسطيني، فتح النقاش حول ما يجب أن نفعله من أجل مصلحتنا. ما هي الاستراتيجية الدبلوماسية لأبو ظبي من أجل الحفاظ على العلاقات مع الدول الرافضة لفكرة السلام مع إسرائيل؟ أولويتنا هي التركيز على أن ما قررناه كان في مصلحتنا وحقنا السيادي في صنع السلام مع إسرائيل، وإذا كان هناك دول أخرى قررت أن لديها مشكلة مع ذلك، على سبيل المثال رأينا ذلك مع الأتراك والإيرانين، يتوجب علينا فقط محو هذه الموجة من الاستياء، على الرغم من أننا ننظر إلى هاتين الدولتين ورد فعلهما بنوع من التفهم. فقط للمفارقة فإن الأتراك يشتكون منا بسبب إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والبلدان الأخرى وإذا كان باستطاعتك تسمية بعضها، سأكون قادرا على إعطائك مؤشرا عما نشعر به، ولكن لا أعتقد بأننا مصنفين بسبب ردة فعل أي شخص. هل يمكن أن نرى الإمارات رائدة السلام مع تل أبيب في المنطقة؟ المصريون والأردنيون عقدوا سلاما مع الإسرائيلين، وأعتقد أن سلامنا نوع مختلف تماما من السلام، وبالحديث هنا في الإمارات مع الشباب وحتى الكبار من الرجال والنساء، يمكن رؤية قدر كبير من الفضول والاهتمام، وكما تعلمون كل فرد منا تأثر بشكل ما بالقضية وبالمشكلة الفلسطينية، لذا من المثير للاهتمام أن نرى رد الفعل العاطفي الفوري للناس هنا، لكن بالنسبة للقسم الأكبر فالناس مهتمون للغاية وفضوليون لمعرفة ما يعنيه أن تكون إسرائيليا، أعتقد أننا سنرى ذلك من خلال منظور حياتنا اليومية، والتي ليست مؤدلجة، فنحن مهتمون جدا باستكشاف العالم. سألتم ما إذا كان ذلك قد يؤدي إلى ريادة في المنطقة أعتقد أن الجواب نعم، لأن الأردن ومصر توصلتا إلى سلام مع إسرائيل في ظروف مختلفة تماما، فنحن نصنع السلام في عصر التطور التكنولوجي العظيم والعولمة، وهناك عدد كبير جدا تواصل مع الصحفيين الإسرائيلين والناس خارج إسرائيل، والحقيقة أننا جميعا نتحدث لغة عالمية. هناك شيء جدا مثير للاهتمام نتج عن ذلك، الناس التي تتواصل بشكل فوري، والعديد من الأطفال الذين الذين يظهرون فجأة في الإمارات والذين تعلموا اللغة العبرية أو قضوا بعض الوقت في تعلم العبرية فقط بدافع الفضول، الآن هم قادرون على إظهار أنهم مهتمون بذلك. قلت أن الكثير من الناس في الإمارات تأثروا بالقضية الفلسطينية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن بعد توقيع الاتفاقية مباشرة بأن خطة الضم لا تزال مطروحة على الطاولة، وقد صرح بأنهم لن يتنازلوا عن أراضيهم، ماذا ستفعل الإمارات إذا قام بالفعل بإلغاء وقف الخطة ومضى بها؟ لنكن صريحين لا نعتقد بأن ذلك ممكن أن يحدث، ولا أظن بأننا كنا سندخل في اتفاق لو لم يكن هناك ضمانات معينة، من ناحية أخرى ندرك بأن حتى الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لكل منهما مجموعة من المصالح والخطاب التقليدي الذي يتوجب عليهم طرحه، لذلك نحن نفسر تصريحاته من باب العملية الانتخابية في إسرائيل والوعود التي قطعها لمختلف الفئات، فهو يريد النجاة وهو شخص يحسب ويعيد الحسابات. لذلك أعتقد أن الأمر لا يجب أن يؤخذ بظاهره، وأعتقد بأننا صنعنا كما تعلمون – وهنا يحتاج الإسرائيليون إلى التفكير قليلا- خطوة كبيرة للإمارات العربية المتحدة ولدولة خليجية لصنع السلام، وما يجب أن تفهمه الإدارة الإسرائيلية بأنه ليس من الجيد استخدام ما توصلنا إليه والاختراق الذي صنعناه بشكل مشترك من أجل كسب بعض النقاط الانتخابية وإفساد العلاقة بشكل ما، لذلك نحن متفائلون، ولكننا نفهم أيضا بأن على الفلسطنين اتخاذ خطواتهم الخاصة أيضا، وما نأمله أن يأتي الفلسطنيون إلى طاولة المفاوضات. هل تفيد اتفاقية السلام الإمارات ثقافية واقتصاديا؟ وما هي الفوائد الاقتصادية التي تتوقعونها؟ نحن كمنصة عالمية لدينا موانئنا وخطوطنا الجوية، ولدينا جميع البنى التقنية، ولا شك فيه بأن الإسرائيلين مبهرون جدا في مجال التكنولوجيا، كذلك لدينا مراكز مالية في الإمارات، وأعتقد أن التعاون مع إسرائيل سيضيف المزيد من القيمة على ذلك. وثقافيا أرسل لي العديد من المواطنين الإماراتيين رسائل تقول: هل يمكن أن نأتي ونلتحق بالسفارة في إسرائيل، وهل هي مفتوحة؟، أو متى يمكنني تعلم العبرية؟، ثقافيا أعتقد أن الإسرائيلين والفلسطينين الإسرائيليين مبدعون ونشطون جدا. وأظن أنه سيكون من الرائع للإماراتيين أن يروا الفلسطينين الإسرائيلين واليهود يجتمعون ويختلطون، ورؤية نوع من تمازج الثقافات، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون مثيرا حقا. المصدر: "سبوتنيك" |