|
"يوم مساواة المرأة".. هكذا اقتنصن الأمريكيات حقوقهن في الانتخابات قبل 100 عام
نشر بتاريخ: 26/08/2020 ( آخر تحديث: 26/08/2020 الساعة: 16:50 )
بيت لحم- معا- في مثل هذا اليوم من 100 عام، كانت المرأة الأمريكية على موعد مع التاريخ، حيث استطاعت أن تقتنص حقها في المساواة بينها وبين الرجل، الذي يعرف حاليا بـ"يوم مساواة المرأة". وسبق هذا الإنجار، مجموعة من المحاولات النسائية، لنيل حقهن في المشاركة السياسية، حيث مرت النساء الأميركيات بالعديد من المراحل المهمة، كانت بدايتها مع مؤتمر سينيكا فولز عام 1848، فأثناء هذا المؤتمر، تبنى المجتمعون إعلان حقوق المشاعر، الذي طالب بالمساواة بين الرجل والمرأة، ومنح الأخيرة حق الانتخاب، وقد لقى هذا الإعلان، دعما من عدد من الشخصيات السياسية البارزة، وعلى رأسهم الناشط الإفريقي الأصل المناهض للعبودية فريدريك دوجلاس. عاشت الحركة النسائية، المطالبة بحق الانتخاب على وقع حالة من الانقسام، فبينما طالب البعض بتعديل دستوري مشابه لصالح النساء، طالب آخرون بالعمل على نطاق الولايات، أملا في إرساء قوانين توافق بموجبها كل ولاية على حده بمنح حق الانتخاب للنساء، وبالفعل منحت حق الانتخاب للعنصر النسائي، وأصبحت وايومنج عقب التحاقها بالاتحاد عام 1890 أول ولاية تمنح الأميركيات حق الانتخاب. وقبل منح الأمريكيات حق الانتخاب في ولاية "وايومنج"، وتحديدًا عام 1872، لجأت بعض النساء للتصويت بالانتخابات بنيويورك، بشكل مخالف للقانون، وكرد على ذلك، اعتقلت هذه الناخبات وأجبر بعضهن على دفع غرامات مالية قاربت قيمتها 100 دولار. أما عام 1878، حاولت الناشطة السياسية سوزان أنثوني تقديم مسودة مشروع قانون للكونجرس لمنح حق الانتخاب للنساء، وبعد جملة من المشاورات والخلافات، أسقط هذا المقترح بشكل رسمي عام 1887 وفشل في بلوغ أهدافه. وفي عام 1896، اتحدت الحركات النسائية مجددا تحت سقف الرابطة الوطنية لمنح حق الانتخاب للمرأة واختيرت سوزان أنتوني رئيسة لهذه المنظمة كما شهد مطلع القرن العشرين انضمام مجموعة من النساء السود للمطالبة بحق التصويت لجميع الأميركيات دون تفرقة بين الأعراق لتظهر بذلك خلافات عنصرية حيث اتجهت النساء البيض لأكثر من مرة لعرقلة نظيراتهن السود ومنعهن من الالتحاق بالاجتماعات والمنتديات. وعن بداية الإنجازات الملموسة التي بدأت تتحقق وتخرج للنور كانت عام 1916، حين أسست كل من الناشطتين أليس بول ولوسي برنز الحزب الوطني للمرأة واتجهن لتنظيم تظاهرة احتجاجية انضم إليها الآلاف خلال يوم الخطاب الافتتاحي للرئيس وودرو ولسن. وفي العام التالي وتحديدًا في مارس 1917، التحقت المرشحة عن الحزب الجمهوري عن ولاية مونتانا جانيت رانكن بمجلس النواب الأميركي لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصبا فيدراليا بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 1918، غيّر الرئيس ولسن موقفه فأصبح مساندا لقضية منح المرأة الأميركية حق الانتخاب عقب فشل رانكن في تمرير قانون تعديل دستوري حول ذلك الأمر. وخلال عام 1919، عادت أزمة منح حق الانتخاب للنساء للواجهة، حيث حاول البعض إقرار تعديل أطلق عليه التعديل الدستوري التاسع عشر لضمان حق الانتخاب للمرأة الأميركية، إلى ذلك، احتاج هذا التعديل موافقة 36 ولاية على الأقل، وفي بادئ الأمر وافقت 12 ولاية فقط على التعديل فانتظر الجميع مطلع العام الجديد للحصول على دعم 5 ولايات أخرى كما حلّ شهر مارس 1920 ليشهد تطورا فريدا من نوعه حيث بلغ عدد المؤيدين للتعديل 35 ولاية. وبعد جدال أربك معظم المشرعين بمختلف الولايات، وافقت ولاية تينيسي يوم 18 شهر أغسطس 1920 على التعديل لتكون بذلك الولاية السادسة والثلاثين وتساهم بذلك في إقرار التعديل الدستوري التاسع عشر الذي عارضه بشدة عدد هام من رجال الأعمال وأصحاب المصانع والمحافظين ورجال الدين، وفي 26 أغسطس تمت رسميا المصادقة على التعديل التاسع عشر فحصلت بذلك أكثر من 20 مليون امرأة أميركية على حق الانتخاب صوّت 8 ملايين منهن بالانتخابات الرئاسية في نفس العام. المصدر: الوطن |