نشر بتاريخ: 26/08/2020 ( آخر تحديث: 26/08/2020 الساعة: 21:22 )
نابلس- تقرير معا- بعد 53 عاما على استشهاده، مايزال مجهول الهوية ولكن قبل عدة أيام فقط فتح ملف هذا الشاب من جديد، والذي اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي النار عليه في ثالث ايام احتلال الضفة الغربية في العام 1967 بالقرب من مفرق زعترا المحاذي لقرية بيتا جنوب نابلس.
الكثير من الرويات التي بدء المواطنون في المنطقة يتناقلونها حول هوية الشهيد، فتارة يقولون إنه جندي من جنود الجيش الاردني الذي خاض حرب عام 1967 وله مئات الشهداء في كافة مدن الضفة الغربية، وتارة يقولون انه من ابناء الضفة الغربية ولكن كافة الرويات على الاقل حتى اللحظة تجمع أن هذا الشهيد سواء كان من الجنود الاردنين أم الفدائيين الفلسطينيين فهو مايزال مجهول الهوية.
الرواية كما شاهدوها
الشيخ ابو انس أمام احد المساجد في قرية بيتا، يقطن مع عائلته في منطقة زعترا وهو المكان التي وقعت فيه عملية الاستشهاد، يقول لمعا إن 53 عاما مرت على هذه الحادثة، وكانت صعبة وبعد عدة اشهر ما عاد الناس يذكرون قصة استشهاد هذا الشاب الذي يؤكد نقلا عند جده المرحوم الحاج محمود عبد الله الاقطش واثنين من اعمامه أن كل الاحداث كانت تدور في اليوم الثاني أو الثالث لعملية احتلال الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، التي جاءت احدى دورياتها العسكرية من نابلس وتوقفت في المنطقة قبل غروب شمس ذلك اليوم.
ويضيف الشيخ ابو انس "لمعا" أن جنود الاحتلال الاسرائيلي انزلوا الشاب من الدورية واطلقوا النار عليه بصورة مباشرة، مما ادى الى استشهاده، وانه ونتيجة لخطورة الاوضاع واندلاع الحرب وكانت تخضع كافة المناطق للاحكام العسكرية وبعد عدة ايام وعندما هدأت الاوضاع جاء جنود الاحتلال ومعهم موظفين من بلدية نابلس وقاموا بدفن جثمان الشهيد واستعانوا بالحاج محمود لحفر القبر ودفنه.
ويؤكد الشيخ ابو انس لمعا نقلا عن جده واحد اعمامه الذي مايزال على قيد الحياة أن هذا الشهيد لم يكن مسلحا ولم يكن يرتدي زيا عسكريا ولا حتى حذاء عسكريا، ولا يحمل معه اية اوراق ثبوتية، بل كان اسمر البشرة في الثلاثين من عمره.
وحاولت عائلة الاقطش بعد هذه الحادثة ان تتوصل لاية معلومات عن عائلته لكنها فشلت خاصة أن هذا الشخص لم يسأل عنه أي أحد على الاقل في المنطقة ومحيطها وبقيت اسرار هذا الشهيد معه تحت شجرة التين وهي الشجرة التي دفن تحتها.
وقال الشيخ ابو انس إن هذه القصة كانت من الماضي ولكن تم احيائها بسبب قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بعملية بناء للشارع الالتفافي في المنطقة والخوف على أن الشارع وعمليات الحفر سوف تتطال قبر الشهيد الامر الذي اعيد على اثره فتح هذا الموضوع.
الجيش الأردني وبلدية بيتا يتعاملان مع الجثمان أنه لشهيد
وقال باسم داوود نائب رئيس بلدية بيتا "لمعا" انه تقرر نقل جثمان الشهيد يوم غد الخميس من المكان الذي دفن به الى مقبرة بيتا، ودفنه هناك بمشاركة من الجيش الأردني وقوات الامن الوطني الفلسطيني بمراسم رسمية وحضور شعبي.
وأضاف داوود أن بلدية بيتا والشعب الفلسطيني يثمنون عاليا موقف المملكة الاردنية ودورها بالدفاع عن فلسطين وعن المقدسات الاسلامية ويشرفهم مشاركة مسؤولين في الجيش الأردني والسفارة الأردنية في عملية تشيع الجثمان، مؤكدا "اننا نتعامل مع الجثمان بانه شهيد سواء كان اردنيا أو فلسطينيا أو حتى عربيا، وان مختصين من الخدمات الطبية الفلسطينية سيأخذون عينات من الجثمان لاجراء عملية فحص "دي ان ايه" لمحاولة التعرف على هوية الشهيد خاصة انه هناك مئات المفقودين لاتزال عائلتهم تبحث عنهم ولم تجد اي اجابات.