|
تقرير معا- "كورونا" وآثارها النفسية على أطفال فلسطين؟
نشر بتاريخ: 01/09/2020 ( آخر تحديث: 04/09/2020 الساعة: 19:30 )
بيت لحم- معا- أشار خبراء في علم النفس الفلسطيني، أن ما يتعرض له الطلاب والاطفال من ضغوطات نفسية وحياتية وعدم استقرار بالمسيرة التعليمية، جراء تفشي فايروس "كوفيد 19"- كورونا- لفترة طويلة سينعكس عليهم مستقبلا بشكل سيء، ما سيرفع نسبة العنف بالمجتمع. وفي لقاء مع استشاري الامراض النفسية والعصبية د. توفيق السلمان، أشار إلى أن ما يمر به الاطفال والطلاب في الوقت الحالي يخلّف في نفوسهم العديد من مشاعر السلبية والقلق. وشبه في حديث خاص لـ معا، ما يحدث حول العالم الآن من انعزال اجتماعي بمتلازمة الكوخ النفسية- "Cabin Fever"- التي تصيب الصيادين بمناطق الثلوج النائية، كالقطبين، خلال فصل الشتاء حين يشتد البرد ويضطر البعض للمكوث داخل البيت لأيام وأحيانا لأسابيع دون تواصل اجتماعي. وترتبط المتلازمة بأعراض تتعلق بسرعة الانفعال والقلق والخمول، والحزن المستمر أو الاكتئاب، وصعوبة في التركيز، وقلة الصبر، وشراهة للطعام، وقلة الشعور بمحفز للإنجاز، وأنماط النوم غير المنتظمة مثل النعاس أو الأرق، وصعوبة الاستيقاظ، وقيلولة متكررة، واليأس. وبسبب الانعزال الاجتماعي والقيود التي فرضت كإجراءات احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″، أصبحت متلازمة الكوخ خطرا، وبمثابة عبء إضافي لما نواجهه هذه الأيام، فيشعر الناس بأنهم عالقون بين الخروج والإصابة بالفيروس أو البقاء بالمنزل والإصابة بالجنون بسبب العزلة. ويمكن للبعض التعايش مع هذه الأعراض، ولكنها قد تسبب صعوبة بالغة للآخرين لإنجاز المهام اليومية، وليس شرطا أن تعاني من جميع الأعراض، أو أن يعاني جميع الأشخاص من الأعراض ذاتها. "كوفيد 19" والانتفاضة أكد د. سلمان، أن ما يمر به الاطفال وطلاب المدارس الآن من ضغوطات نفسية وسماعهم لأخبار الموت أو مشاهدتهم لصور اناس يتعالجون، قد يسبب حدية بالتعامل وزيادة توتر لديهم بالمستقبل. وكان المركز الفلسطيني للطب النفسي قد أجرى دراسة عام 2001 على عينة من (400 طفل) فلسطيني تتراوح اعمارهم بين (8-13 عاما) وينتمون لجميع الفئات المجتمعية لمعرفة البعد النفسي لما سمعوه وعاشوه خلال الانتفاضة الثانية (انتفاضة الاقصى) وما أثره عليهم عند البلوغ، وقد لوحظ ان 45% من الاطفال عانوا من أعراض ما بعد الصدمة (توتر ما بعد الصدمة) بشكل كبير. وبعد 12 عاما تم الرجوع الى الاطفال المشمولين بالدراسة لمعرفة استمرار تأثير الصدمة عليهم فتبين ان ما يقارب 12.5% من العينات التي اجري عليها الدراسة تحولوا الى اناس خارجين عن القانون، وارتفع لديهم منسوب العنف، او توجهوا الى تعاطي المواد المخدرة، أو يعانون من فشل عملي بالحياة، وهو ما يتوقع حدوثه د. سلمان للأطفال الذين يعيشون الآن اوضاع الحجر والعزل الاجتماعي. حلول وعند سؤال د. سليمان عن الطريقة المثلى للتعامل مع الموضوع، اشار الى اهمية وجود دعم نفسي وتوفير خدمات صحة نفسية طارئة ودعم نفسي إجتماعي على نطاق واسع، مع الاستمرار في تدخلات الصحة العقلية التي يمكن تقديمها عن بُعد، وضمان الرعاية الشخصية دون انقطاع لحالات الصحة العقلية الشديدة، والتأكد من أن الصحة العقلية جزء من التغطية الصحية الشاملة. في حين أشارت ابحاث عالمية اخرى الى وجود طرق بسيطة لتخفيف الاثار النفسية ومنها: لا تنعزل تماما: لا تزد من العزلة الاجتماعية والبقاء داخل المنزل وحافظ على التواصل مع الأقارب والأصدقاء يوميا ولو بمحادثة صغيرة للاطمئنان. وحاول تقديم الدعم لمن حولك بحب وإظهار الاهتمام بهم، فهو أكثر ما نحتاج إليه الآن حتى نتمكن من الخروج ولقاء الأحبة. المشي: إذا كان بالإمكان الخروج للمشي، ولو لوقت قصير، قد تساعدك الحركة والنشاط بشكل كبير، لما لها من فوائد كالتعرض لضوء الشمس لتنظيم الدورات الطبيعية في الجسم، إذ يساعد الخروج في تخفيف الضغط والتوتر وتحسين القدرات العقلية والمزاج، وحتى لو لم تتمكن من الخروج من المنزل يمكنك الجلوس في شرفة المنزل أو الاقتراب من النافذة للتعرض لضوء النهار. تناول الأطعمة المحسنة للمزاج حيث تتأثر الحالة المزاجية بطبيعة الأطعمة التي يتم تناولها على مدار اليوم، لذلك احرص على اتباع نظام غذائي صحي يتضمن مأكولات تساعد على تحسين المزاج، مثل المكسرات والشوكولاتة الداكنة وبعض الأسماك. استخدم عقلك ابحث عن طرق جديدة لشغل وقت فراغك، فبدلًا من الجلوس لفترات طويلة أمام الألواح الإلكترونية، مثل التليفزيون والهاتف المحمول والكومبيوتر، يمكنك اغتنام فرص المكوث في المنزل لتحقيق بعض الأهداف المؤجلة، مثل الحصول على دورات تدريبية أون لاين لاكتساب مهارات جديدة تثقل خبرتك الوظيفية والحياتية أو اتباع حمية غذائية للحصول على قوام مثالي وممشوق. |