|
بطولات خالدة.. الشهيد البطل ملازم أول خضر شكري يعقوب
نشر بتاريخ: 01/09/2020 ( آخر تحديث: 01/09/2020 الساعة: 19:01 )
الزمان: 21 آذار 1968 المكان: قرية الكرامة على الضفة الشرقية لنهر الأردن المناسبة: معركة الكرامة باللاسلكي: نداء نداء نداء، ... من الملازم أول خضر شكري يعقوب إلى قيادة المدفعية. يقول النداء عبر الأثير: "إلى واحد واحد .. الهدف موقعي .. أشهد أن لا إلله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. إرمي إرمي .. إنتهى". هذا النداء كانت كلماته آخر الكلمات التي نطق بها الشهيد البطل خضر شكري يعقوب قبل إستشهاده وصعود روحه الطاهرة إلى باريها. وضع جسده كإحداثية لقيادة المدفعية كي تفك الحصار عنه ولتفتح مسلكا آمنا لروحه كي تصعد إلى السماوات العُلى. بطولة تفوق الوصف، فداء يفوق الفداء، شجاعة تفوق شجاعة أسود الأرض مجتمعة، من آسيا إلى أفريقيا إلى أوروبا وإلى الأمريكيتين. إنّه الإبداع في الشهادة. وضربت مدفعية الجيش العربي الأردني الموقع المُحاصر فيه الشهيد خضر شاهين بناء على طلبه وندائه. ودمّرت وأعطبت جميع الدبابات والعربات العسكرية الإسرائيلية المُحاصرة للشهيد في معركة الكرامة، في 21 آذار عام 1968. وإستشهد الشهيد البطل خضر شكري الذي جعل من جسده هدفا للنيران الصديقة من مدفعية جيشة من أجل فك الحصار عن روحه الشهيدة المُحاصرة، ومن أجل تدمير دبابات وعربات جيش الإعتداء الصهيوني التي كانت تجتاح بلدة الكرامة في ذلك الصباح من أول أيام الربيع، وعيد "النيروز". وإلتحق جسده المُفعم بالنور وعبق الياسمين بعطر أشلاء جسد الفدائي البطل الشهيد عبد المُطّلب داود قاسم الدنبك، المُلقّب بالفسفوري، من مدينة نابلس، الذي أستشهد عندما قفز بجسمة المُلغّم بالمتفجرات داخل الدبابة الصهيونية الغازية، ففجّر جسده وفجّرها، وتفجّرا معا. وهبّت نسائم الجنة على الفدائيين الفلسطينيين وعلى ضباط وجنود الجيش العربي بقيادة مشهور حديثة. وإختلطت دماء الفدائيين الفلسطينيين مع دماء الجنود الإردنيين في رد العدوان وكسره. وإنتصر الكف على المخرز، عندما قاتل الكف قتال الأبطال مُستظلّا ببطولات مؤتة واليرموك والقادسية وعين جالوت وحطين. ستبقى الدماء الزكية التي سالت دفاعا عن كرامة بلدة الكرامة في معركة الكرامة مشعلا يُنير درب الأجيال القادمة. فبعد ظلام الليل المُدلهم ينبلج نور الفجر الساطع. وما دام في أمّتنا أبطال من أمثال الشهيد الفسفوري والشهيد خضر شكري، فإن سيل الرجال الأبطال الهادر لن يتوقّف، منذ أبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد وخولة بنت الأزور إلى محمد الفاتح وقطز والظاهر بيبرس وصلاح الدين الأيوبي وعمر المُختاروعبد القادر الجزائري وعبد القادر الحسيني وجميلة بوحيرد ودلال المُغربي وسعد صايل "أبو الوليد" وسناء المحيدلي ومهنّد الحلبي وأشرف نعالوه وعمر أبو ليلى، بهي الطلّة بهي الطلعة دائما. رحمة الله على الشهيد خضر شكري يعقوب وعلى شهداء معركة الكرامة، ورحمة الله على جميع الشهداء، في جنّات الخلد مع الأنبياء والصدّيقين. إنّها بطولات خالدة تقطر عطرا وزنبقا وياسمينا على مرّ الزمان. * كاتب ودبلوماسي فلسطيني |