وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ردا على مقال البرفيسور "ايال زيسار" ... الفلسطينيون يلتزمون باحلام لن تتحقق

نشر بتاريخ: 02/09/2020 ( آخر تحديث: 02/09/2020 الساعة: 17:49 )
ردا على مقال البرفيسور "ايال زيسار" ... الفلسطينيون يلتزمون باحلام لن تتحقق

كتب يوم امس نائب رئيس جامعة تل ابيب البرفيسور " ايال زيسار وهو متخصص في دراسات الشرق الأوسط مقالا في صحيفة " إسرائيل اليوم " بعنوان " الفلسطينيون تركوا لوحدهم وشأنهم " وأضاف قائلا في افتتاحية مقاله " بان الفلسطينيين يلتزمون باحلامهم التي لن تتحقق الى الابد وسوف يجلبون لشعبهم الإحباط وخيبة الامل التي لن توصلهم الى أي مكان " وأضاف " كان على الفلسطينيين ان يدعموا اتفاق التطبيع لتحقيق مصالحهم وليس تشبيه الاتفاق بالخيانة"

حقيقة بصفتي باحثا فلسطينيا ومن الجامعة العبرية ومتخصص في دراسات الشرق الأوسط والشؤون الإسرائيلية اردت ان ارد على هذا المقال لأنه يحتوي على الكثير من المغالطات وعدم الرغبة في فهم الخلفية التاريخية والسياسية والأخلاقية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع العلم انه يعرف كل الحقائق التي تتعلق بالثوابت الوطنية الفلسطينية والهوية الفلسطينية.

أولا يا استاذ ايال زيسار : ما يتمسك به الفلسطينيون ليست أحلام بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية الفلسطينية والحقوق المشروعة التي اقرتها وثائق التاريخ والجغرافيا والأمم المتحدة وقرارات مجلس الامن الدولي والشرعية الدولية ومحكمة لاهاي الدولية عام 2004 والتي اكدت جميعها بان القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة هي إقليم محتل من قبل دولة الاحتلال إسرائيل وعلى إسرائيل إزالة المستوطنات وانهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.

ثانيا يا استاذ ايال زيسار: رفض القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لكل اتفاقيات التطبيع وكل المؤامرات التي لا تعترف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني لن تصيبنا بخيبة الامل والإحباط ، بل ستزيدنا إصرار على وجودنا في ارضنا وفي الرباط في القدس والمسجد الأقصى المبارك ونحن من نحدد متى وكيف يتحقق السلام في الشرق الأوسط وفي العالم باسره.

ثالثا استاذ ايال: كيف يحقق اتفاق التطبيع مصالح الفلسطينيين ويمنحهم مزيدا من التقدم وتحقيق السلام ؟ ماذا قدم نتنياهو للشعب الفلسطيني غير سياسة الاستيطان الكولونيالي و المستوطنات وهدم البيوت وهدم احدى وسبعون شقة في وادي الحمص في صور باهر؟ ماذا قدم نتنياهو وترمب للشعب الفلسطيني في ما يسمى بصفقة القرن من ضم 30 في المائة من الأراضي الفلسطينية المحتلة لإسرائيل والقدس عاصمة لإسرائيل ؟ ماذا قدم محمد ابن زايد في اتفاق التطبيع للإعلان عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة في اطار حل الدولتين؟ نتنياهو وترمب ومحمد ابن زايد اتفقوا على تصفية القضية الفلسطينية في اطار القفز على الحقوق السياسية والدينية والتاريخية للشعب الفلسطيني.

رابعا استاذ ايال: محمد ابن زايد ونتنياهو تجاهلوا تاريخ شعب ونضال شعب على مدى 72 عاما من الشهداء والأسرى والجرحى والتهجير والقتل وتطلب من الفلسطينيين ان يباركوا اتفاق التطبيع .. عليك ان تخجل من نفسك امام المأساة الفلسطينية وقضية اللاجئيين والمستوطنات عندما تتذكر الشعب الفلسطيني ... ماذا استاد ايال لو ان زعيم دولة في العالم او منظمة دولية او مواطن أوروبي عادي لم يعترف بوجود إسرائيل ؟ سوف يتهم بمعاداة السامية وسوف تنهال عليه التهم وخيانة الشعب الإسرائيلي حتى يسقط من الحكم او وقف التعامل مع المنظمة مثلما حدث مع منظمة اليونسكو عندما أصدرت قرارين في عام 2016 " اقرت منظمة اليونسكو بالتراث والحق الإسلامي والفلسطيني في مدينة القدس" اعلن نتنياهو وقف التعامل مع اليونسكو واعلن ترمب وقف تمويله لمنظمة اليونسكو ..فما بالك عندما ينكر محمد ابن زايد ونتنياهو الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ؟ نعم انها خيانة وخيانة لفلسطين و للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك.

خامسا استاذ ايال : كتبت في مقالك المنشور " بان ايران وتركيا هما من عارض اتفاق التطبيع بين إسرائيل والامارات وماذا قدمت تركيا وايران للشعب الفلسطيني " نحن لا نريد شيء من أي دولة غير الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وما اقرته الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي ولا نريد دولارات ترمب و دولارات أبو ظبي وفنادق دبي لان " فلسطين ليست للبيع"

سادسا استاذ ايال : الامارات المتحدة تتكون من سبعة امارات و اتفاق التطبيع وقعه محمد ابن زايد امير أبو ظبي ودبي ، اما الامارات الخمس الأخرى وامرائها فلم توقع على اتفاق التطبيع وعليك ان تعود الى تاريخ الامارات وتعرف ان امارة الشارقة وراس الخيمة يحكمها قبائل" القواسم" والتي لم يعلن امرائها من القاسمي قبولهم باتفاق التطبيع وتمسكوا بالعروبة وفلسطين .

وأخيرا استاذ ايال: ان فهم العلاقات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط يقوم على ثقافة وقيم وانتماء الشعوب العربية الى العروبة والإسلام وليس وفقا لأهواء ومصالح حكامهم للحفاظ على كراسي الحكم او من اجل الحصول على تكنولوجيا إسرائيلية لمتابعة المعارضة السياسة العربية، وانا اوعدك ايال بان اتفاق التطبيع بين محمد ابن زايد ونتنياهو لن يطول كثيرا وان مصيره سيبقى مثل اتفاقيات كامب ديفيد بين السادات وبيغن ولن تشارك الشعوب العربية في العلاقات والتطبيع مع إسرائيل ولن يشارك شعب الامارات العربية العظيم بالتطبيع مع إسرائيل وسيبقى تحالف امني بين محمد بن زايد ونتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية، ولكننا نحن الفلسطينيون هنا مرابطون في ارضنا ... مرابطون في القدس الشريف.